تونس 12 أكتوبر 2011 (واص)- أكدت تونس وليبيا على ضرورة ايلاء العناية الخاصة للقطاعات ذات الاهمية الحيوية لاسيما الاقتصادية منها والتجارية والتعاون الامني.
وحسب البيان المشترك الذي صدر اليوم الاربعاء والذي توج زيارة الوزير الاول التونسي السيد الباجي قائد السبسي الى بنغازي (ليبيا) فان الطرفين اكدا على أهمية مضاعفة العمل من أجل بعث مشاريع للتعاون والتبادل والشراكة فى شتى المجالات على اساس المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة.
كما أكد الجانبان على ضرورة تهيئة الظروف الملائمة للقطاعين العام والخاص وسائر مكونات المجتمع المدنى للمشاركة "بكثافة وفاعلية" فى اقامة العلاقات المستقبلية المنشودة بين البلدين بما يسمح بانشاء فضاء اقتصادى متكامل وتعزيز أركان الامن والاستقرار والنماء للشعبين.
واتفق الوفدان كذلك على انشاء فرق عمل وزارية ثنائية فى جميع مجالات التعاون مع اشراك أرباب الاعمال والمستثمرين فى البلدين على وضع خطة عمل للتعاون على الامدين القصير والبعيد والاليات الكفيلة بتنفيذها.
وتعتبر هذه الزيارة - التي تاتي 10 ايام فقط قبل اجراء انتخابات المجلس التاسيسي التونسي - الاولى من نوعها لمسؤول حكومي تونسي منذ إعتراف الحكومة التونسية الانتقالية بالمجلس الوطني الإنتقالي الليبي يوم 21 من شهر اوت الفارط .
وكان مصدر تونسي مسؤول قد اكد في وقت سابق ان زيارة الوزير الاول في الحكومة التونسية المؤقتة الى بنغازي ستتمحور حول دعم التعاون الثنائي والرفع من حجم المبادلات التجارية علاوة على التعاون بين البلدين فيما يخص المسائل الامنية.
وحسب اراء المراقبين فان السلطات التونسية باتت جد منشغلة بظاهرة انتشار الاسلحة خاصة على مستوى المناطق الحدودية بين البلدين في ضوء الاشتباكات الدامية التي وقعت خلال الفترة الاخيرة بين جماعات مسلحة والاجهزة الامنية التونسية بغض النظر عن العثور على كميات من الاسلحة في مناطق مختلفة من البلاد واحباط عدة محاولات هجومية.
وكان التنسيق الامني بين الدولتين قد شكل محور المباحثات التي اجراها المسؤول الثاني في المجلس الانتقالي الليبي السيد محمود جبريل بمناسبة زيارته الاخيرة لتونس خلال شهر سبتمبر الفارط .
ولفت المحللون إلى أن زيارة رئيس الحكومة التونسية المؤقتة إلى مدينة بنغازي الليبية تأتي بعد ثلاثة أيام من إنتهاء زيارته إلى الولايات المتحدة الامريكية التي إجتمع خلالها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وبحث معه الأوضاع في تونس والقضايا الإقليمية ذات الإهتمام المشترك.
كما شاركت تونس في أعمال مؤتمر" أصدقاء ليبيا" الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس في مطلع الشهر الماضي حيث أكد حينها السيد الباجي قائد السبسي " إستعداد بلاده التام لبناء ليبيا الجديدة وتطوير علاقات التعاون والشراكة بين البلدين.
وكانت الحكومة التونسية الانتقالية قد دعت مؤخرا الى وضع خطة مستقبلية مشتركة متكاملة وواضحة المعالم لتحقيق الشراكة الكاملة والمستدامة بين تونس وليبيا مبرزة اهمية "تفعيل" وتنشيط مجمل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الموقعة بين ليبيا وتونس وصولا الى الرفع من حجم المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين وبينت " الحاجة " لبناء فضاء اقتصادى مشترك بين تونس وليبيا بل امكانية اقامة وحدة بين البلدين خلال عشر سنوات القادمة.