تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ما يجري في مدينة الداخلة المحتلة يتطلب من الأمم المتحدة اتخاذ مواقف حازمة (رئيس الدولة)

نشر في

بئر لحو 27 سبتمبر 2011 (واص)- أكد رئيس الدولة الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز، اليوم الثلاثاء " ان ما يجري حاليا  في الداخلة المحتلة يتطلب من الأمم المتحدة اتخاذ مواقف حازمة لحماية المواطنين الصحراويين العزل بما في ذلك الإسراع في إيجاد آلية أممية تتيح لبعثتها للاستفتاء في الصحراء الغربية ، المينورسو، حماية حقوق الإنسان هناك ومراقبتها والتقرير عنها.

 

وابرز رئيس الدولة في رسالة بعث عاجلة بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة "ان حماية المدنيين وحقوق الإنسان كمطلب دولي لا يجب أن يشهد أي تمييز أو كيل بمكيالين بين ما يقع في الصحراء الغربية  وما يقع في أماكن أخرى من العالم.

 

وحذر رئيس الدولة في رسالة بعث عاجلة بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة من "أن الحكومة المغربية إنما تغذي الشوفينية والعنصرية وتشدد الخناق على الأراضي التي تحتلها من الصحراء الغربية لممارسة المزيد من أعمال القمع والترهيب.

 

وأكد الرئيس محمد عبد العزيز "ان اغتيال الشاب ميشان ولد محمد لمين ولد لحبيب عمل جبان، لا يختلف عن عمليات الاغتيال التي طالت ضحايا مدنيين مسالمين صحراويين آخرين، وبنفس الأسلوب الهمجي، من أمثال حمدي لمباركي ولخليفي أبا الشيخ وبابا خية والحسين لكتيف والناجم الكارحي وإبراهيم الداودي وبابي الكركار وحماد هباد وسعيد دنبر.

 

وأضاف رئيس الدولة مخاطبا بان كي مون " إن الوجود المغربي في الصحراء الغربية هو وجود احتلال لا شرعي تم بالقوة العسكرية، مما خلق واقعاً مرفوضاً، غير قانوني وغير أخلاقي، وبالتالي، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى مكتوف الأيدي أمام الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكب في حق سكان ينتمون إلى منطقة دولية، تقع ضمن مسؤوليات الأمم المتحدة، في انتظار قيامها بمهمتها بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.

 

وأكد الرئيس محمد عبد العزيز "ان توجه جاد لحل النزاع الصحراوي المغربي ينبغي أن يعمل على الوقف الفوري لمثل هذا التدخل الذي شهدته مدينة الداخلة المحتلة، وإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، ووقف عمليات النهب المغربي المكثف لثروات الصحراويين وإزالة الجدار العسكري المغربي الذي يقسم بلادهم، أرضاً وشعباً..(واص)

 

وفيما يلي النص الكامل للرسالة:

بئر لحلو، 27 سبتبمبر 2011

السيد بان كي مون،

الامين العام للأمم المتحدة،

نيو يورك

 

السيد الأمين العام،

مساء الأحد، 25 سبتمبر 2011، انتظمت مجموعة من الصحراويين في مظاهرة سلمية في مدينة الداخلة المحتلة، جنوب الصحراء الغربية، احتجاجاً على ما تعرض له مشجع صحراوي من اعتداء همجي، على يد مستوطن مغربي، في مبارة لكرة القدم، جمعت فريقه المحلي بفريق قادم من المغرب، تطور إلى هجوم من طرف عدد من المستوطنين، بموازرة وتواطؤ من قوات الأمن المغربية الحاضرة في المكان، ضد صحراويين جاؤوا للتضامن مع مواطنهم.

 

ورغم سلمية المظاهرة، سارعت سلطات الاحتلال المغربي إلى انتهاج الأساليب الترهيبية الترويعية، وحشدت أعداداَ من عناصر شرطتها وجيشها لتدعم بهم مستوطنين مغاربة، وفرت لهم الحماية وحرضتهم، حتى يقوم الجميع بشن هجوم وحشي جديد على المتظاهرين الصحراويين المسالمين.

 

وقد أدى تدخل آلة القمع المغربية في مدينة الداخلة المحتلة، حسب المتوفر من المعلومات إلى حد الساعة، إلى وفاة الشاب الصحراوي ميشان ولد محمد لمين ولد لحيبب، ووقوع إصابات بالغة الخطورة لعشرات المدنيين الصحراويين، ناهيك عن أعمال التدمير والحرق والتخريب والمداهمة التي طالت منازلهم وممتلاكتهم.

 

وفي حصيلة أولية للمصابين، وردت أسماء كل من :  حمة ولد بلة ولد احمد زين  ـ  محمد يحظيه حبت  ـ  محمد ولد عمار وبلا  ـ الشيخ ولد يحظيه ولد بوسيف  ـ  خالد ولد بوعيلا  ـ  سيداحمد ولد الكوري  ـ  سيدي ولد احمد ولد ميشان  ـ  مدح ولد مشنان.

 

أما المنازل التي تعرضت للمداهمة والتخريب، فمنها :  ـ منزل اهل مسكة  ـ   منزل اهل حرمة الله ـ   منزل سيدي ولد الشين ـ   منزل عاليين انا الله  ـ   منزل اهل اكريميش ـ  منزل اهل لهويدي ـ  منزل اهل احميادة ـ  منزل اهل هنون ـ   منزل اهل الشيخ محمد صالح  ـ منزل بيتوهة اسويلم احمد ابراهيم  ـ  منزل نفعي ولد ازرويل.

 

كما تضررت سيارات العديد من المواطنين بالحرق والتكسير، منها :  سيارتين لـ حمادة ولد احرمة الله  ـ  سيارة براهيم ولد احميادة  ـ  سيارة  محمد عدة  ـ  سيارة  الولي سلام.

 

وفي تطور لافت ومقلق جداً، رمت سلطات الاحتلال بثقلها على المدينة، حيث انتقل إليها شخصياً وزير الداخلية المغربية، الطيب الشرقاوي، والمفتش العام للقوات المسلحة المغربية وقائد المنطقة الجنوبية، الجنرال عبد العزيز بناني، وتم استدعاء المزيد من التعزيزات العسكرية والأمنية، بما فيها قوات الجيش الممنتشرة على الجدار العسكري المغربي.

 كل ذلك يحيل مباشرة إلى ما قامت به سلطات الاحتلال ضد مخيم اقديم إيزيك ومدينة العيون المحتلة، في 8 نوفمبر 2010، حيث لم تكتف تلك القوات بممارسة القمع الوحشي، بل عمدت إلى حماية وتشجيع ومساعدة الستوطنين المهاجمين.

 

وأمام هذه الوضعية التي يميزها الحصار المشدد والاحتقان وغياب الإعلاميين والمراقبين الدوليين المستقلين، فإن مدينة الداخلة تعيش الآن تشهد تطورات خطيرة. ومما يزيد الأمور تعقيداً سعي الحكومة المغربية لفرض الخناق المشدد على هذه المدينة الصغيرة، والتي هي عبارة عن شبه جزيرة مسالمة وقليلة السكان، حيث، وبعد أن أغرقتها في سيل من المستوطنين، وحاصرتها من كل الاتجاهات بجحافل الجيش والشرطة، تعمل اليوم على استئصال الوجود الصحراوي، والتغييب الكامل لأراء الصحراويين وتطلعاتهم.

 

السيد الأمين العام،

إن الوجود المغربي في الصحراء الغربية هو وجود احتلال لا شرعي تم بالقوة العسكرية، مما خلق واقعاً مرفوضاً، غير قانوني وغير أخلاقي، وبالتالي، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى مكتوف الأيدي أمام الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكب في حق سكان ينتمون إلى منطقة دولية، تقع ضمن مسؤوليات الأمم المتحدة، في انتظار قيامها بمهمتها بتصفية الاستعمار من آحر مستعمرة في إفريقيا.

 

ونود أن نذكركم بتحذيراتنا السابقة من أن الحكومة المغربية إنما تغذي الشوفينية والعنصرية وتشدد الخناق على الأراضي التي تحتلها من الصحراء الغربية لممارسة المزيد من أعمال القمع والترهيب.

 

وفي هذه الرسالة، وبصفة مسعجلة جداً، نطالبكم بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ الأرواح البشرية الصحراوية البريئة المهددة في مدينة الداخلة المحتلة، أمام تزايد التوتر وانتشار مختلف تشكيلات القوات المغربية، والتي لا تنفك تهدد أمن وسلامة المواطنين الصحراويين العزل.

 

إن اغتيال الشاب ميشان ولد محمد لمين ولد لحبيب لهو عمل جبان، لا يختلف عن عمليات الاغتيال التي طالت ضحايا مدنيين مسالمين صحراويين آخرين، وبنفس الأسلوب الهمجي، من أمثال حمدي لمباركي ولخليفي أبا الشيخ وبابا خية والحسين لكتيف والناجم الكارحي وإبراهيم الداودي وبابي الكركار وحماد هباد وسعيد دنبر.

 

و لا شك أن هذا العمل الترهيبي المغربي الجديد والمتكرر، يتطلب من هيئتكم الموقرة اتخاذ مواقف حازمة، بما في ذلك الإسراع في إيجاد آلية أممية تتيح لبعثتها للاستفاء في الصحراء الغربية ، المينورسو، حماية حقوق الإنسان هناك ومراقبتها والتقرير عنها. فحماية المدنيين وحقوق الإنسان كمطلب دولي لا يجب أن يشهد أي تمييز أو كيل بمكيالين بين ما يقع في الصحراء الغربية  وما يقع في أماكن أخرى من العالم.

 

إن أي توجه جاد لحل النزاع الصحراوي المغربي ينبغي أن يعمل على الوقف الفوري لمثل هذا التدخل الذي شهدته مدينة الداخلة المحتلة، وإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، ووقف عمليات النهب المغربي المكثف لثروات الصحراويين وإزالة الجدار العسكري المغربي الذي يقسم بلادهم، أرضاً وشعباً.

 

وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام

    محمد عبد العزيز،

 الامين العام لجبهة البوليساريو