تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الدولة يؤكد أنه من غير المقبول أن يسكت المجتمع الدولي عن كل الاستهتار المغربي بمقتضيات القانون الدولي و الإنساني (نص رسالة)

نشر في

بئر لحلو 25 غشت 2011 (واص)- أكد رئيس الدولة، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز أنه من غير المقبول أن يسكت المجتمع الدولي عن كل الاستهتار المغربي بمقتضيات القانون الدولي و الإنساني، في رسالة بعث بها إلى بان كي مون عقب القمع المغربي الأخير لمظاهرات سلمية للمواطنين الصحراويين بمدينة العيون المحتلة
نص الرسالة:

بئر لحلو،25 أغسطس 2011
السيد بان كي مون،
الامين العام للأمم المتحدة،
نيو يورك

السيد الأمين العام،
لا تزال سلطات الاحتلال المغربي مستمرة في سياساتها الاستعمارية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، منتهجة هذه المرة أسلوب الحصار الخانق والتضييق المشدد والقمع الوحشي لحرمان الصحراويين من حقهم في التظاهر السلمي.
ورغم أن مجموعة من المواطنين الصحراويين، المنضوين في إطار تنسيقية اقديم إيزيك، قد اعتادوا، خلال أشهر عديدة، على تنظيم وقفة سلمية احتجاجية، إلا أنها حين أرادت تنظيم وقفة أمام مقر مندوبية الاحتلال للطاقة والمعادن في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، بالتنسيق مع متقاعدي شركة فوسبوكراع، فوجئت على الساعة التاسعة ليلاً من مساء يوم 23 أغسطس 2011 بحصار مطبق من طرف سلطات الاحتلال المغربي بمختلف الآليات والعناصر التابعة للجيش والشرطة والقوات المساعدة وعناصر الأمن في زي مدني.
وسرعان ما شرعت قوات الاحتلال المغربي، بكل تلك الترسانة، في هجوم وحشي، مستخدمة العصي والهراوات والحجارة والرفس واللكم والمطاردة وكل السلوكات والألفاظ الحاطة من الكرامة البشرية، في حق مجموعة من المواطنين الصحراويين العزل المسالمين، بمن فيهم النساء والمسنين، مما أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة الخطورة، من بينها :
ـ علي سالم الديه بابيت ـ لحبيب البشير علي صالح ( 65 سنة ) ـ محمد سلامة العروصي حما ( 64 سنة ) ـ محمد بن الطالب ( 71 سنة ) ـ محمد يحظيه بن الطالب ـ البشير خطري سيدي برا ـ سلمة محمد اعبيد ـ بدر محمد ـ امباركة محمد سالم أندور ( 46 سنة )، مصابة بشلل رعاشي ـ سعد هداد ( 28 سنة ) ، و هو من ذوي الاحتياجات الخاصة ـ حمدناه سيدي الزين ـ مريم الحاج (تمت مداهمة منزل عائلتها).

السيد الأمين العام،
لم تكن تلك هي الوقفة السلمية الوحيدة التي تصدت لها سلطات الاحتلال بعنف وهمجية، حيث تعرضت مظاهرة أخرى يوم 22 أغسطس 2011، مكونة في غالبيتها من النساء والمسنين، أرادت عائلة الشهيد سعيد دنبر تنظيمها أمام مقر محكمة الاحتلال في العاصمة الصحراوية، للمطالبة بكشف الحقيقة كاملة عن ملابسات عملية اغتياله على يد سلطة الاحتلال، وتحميل الدولة المغربية المسؤولية الكاملة عنها.
إن معاناة عائلة الشهيد سعيد دنبر، الذي يزال جثمانه في انتظار الدفن بسبب تعنت السلطات المغربية التي، بدلاً من كشف الحقيقة، سعت إلى تشويه الوقائع، هي معاناة عائلة تعكس ما يكابده الصحراويون جميعاً تحت وقع الاحتلال من ظلم واضطهاد وحصار وتضييق.
وإننا إذ نعبر عن استنكارنا لما تعرضت له هذه المظاهرات السلمية من قمع ومنع ظالم، وندين همجية الاحتلال المغربي في حق مدنيين عزل، فإننا نطالبكم مجدداً، وبإلحاح، بالإسراع باتخاذ الخطوات المنوطة بهيئة الأمم المتحدة، باعتبار الصحراء الغربية واقعة تحت مسؤوليتها المباشرة، من أجل ضمان أمن وسلامة وحقوق سكانها، في انتظار تأدية المأمورية الدولية بتصفية الاستعمار وتمكين الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
من غير المقبول أن يسكت المجتمع الدولي عن كل الاستهتار المغربي بمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولا بد من فرض كل الضغوطات والعقوبات اللازمة لوضح حد للانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، ووقف النهب المكثف لثروات الصحراويين الطبيعية التي يحرمون منها، وإزالة الجدار العسكري المغربي، الذي يمثل جريمة ضد الإنسانية، والذي يفصل بين العائلات الصحراوية.
لا بد من إيجاد آلية أممية فاعلة، تمكن بعثتكم للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، من حماية حقوق الإنسان هناك ومراقبتها والتقرير عنها، والعمل العاجل على إطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً مدنياً صحراوياً لدى الدولة المغربية.
في انتظار تدخلكم العاجل تقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام

محمد عبد العزيز،
الامين العام لجبهة البوليساريو
090/091 واص