تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الدولة يدعو إلى ممارسة كل الضغوط والعقوبات اللازمة على الحكومة المغربية لتوقف أعمال القمع والترهيب ضد الصحراويين(نص الرسالة)

نشر في

بئر لحلو(الأراضي المحررة)17 اغسطس 2011 (واص)- طالب رئيس الدولة الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز، اليوم الأربعاء الأمم المتحدة "بالتدخل العاجل وممارسة كل الضغوط والعقوبات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تتوقف عن انتهاكاتها الجسيمية ضد المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة الانتهاكات الجسيمة، وتـمتــثل لمقتضيات الشرعية الدولية بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في الحرية والاستقلال، على غرار كل شعوب العالم، في استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير المصير.

 

وأكد رئيس الدولة في رسالة بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة "ان وقف هذه الممارسات الترهيبية ضد المواطنين الصحراويين العزل أصبح مسألة ملحة، ويقتضي الإسراع في إيجاد آلية أممية تمكن بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها، وإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، ووقف نهبها للثروات الطبيعية الصحراوية وإزالة جدار الفصل العسكري المغربي من الصحراء الغربية.

وفيما يلي النص الكامل للرسالة:

بئر لحلو،17 أغسطس 2011

السيد بان كي مون،

الامين العام للأمم المتحدة،

نيو يورك

 

السيد الأمين العام،

تنتهج سلطات الاحتلال المغربي، وخاصة منذ هجومها العسكري على مخيم اقديم إيزيك في 8 نوفمبر 2010، سياسة قمعية رهيبة، ترمي إلى خلق أجواء الرعب والخوف، وتستهدف المواطنين الصحراويين العزل، عبر عمليات اختطاف واعتقال وإحالة إلى المحكمة العسكرية.

آخر الضحايا هو الشاب الصحراوي محمد خونا بابيت، الذي تعرض للاختطاف والاعتقال على الساعة الثالثة من صباح يوم الاثنين، 15 أغسطس 2011 في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، لتتم إحالته صباح اليوم، 17 أغسطس 2011، على القضاء العسكري، على غرار 22 معتقلاً سياسياً صحراوياً آخرين يقبعون في سجن سلا المغربي، وعلى نفس خلفية الهجوم العسكري المغربي على اقديم إيزيك.

وكما في حالات سابقة، كان آخرها حالة الشاب غالي بوحلة، المختطف والمعتقل حالياً في السجن لكحل بمدينة العيون المحتلة، فقد تعرض محمد خونا بابيت لعمليات استنطاق مكثفة، تحت وقع التعذيب والتهديد والترهيب.

وقد جرت عملية الاختطاف والاعتقال هذه في ظل أوضاع متوترة تشهدها الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، بسبب حملات القمع المغربية الشرسة التي لم تتوقف حتى خلال شهر رمضان، كان آخرها ما تعرضت له مظاهرات صحراوية مسالمة في مدينة العيون، احتجاجاً على الأوضاع المتردية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في الصحراء الغربية، منذ احتلالها العسكري المغربي في 31 أكتوبر 1975.

هذه التدخل الجديد، الذي يماثل تلك التدخلات التي كاتبناكم بشأنها أيام 30 يوليو و2 و 12 و13 أغسطس 2011، وقع في شارع السمارة وساحة الدشيرة وشوارع وأحياء شملتها المطاردات، واتسم بوحشية عمياء ضد مدنيين عزل، وأدى إلى وقوع العديد من الإصابات، من بينها : المحفوظ الصغير  ـ   خديجتو شبيدة  ـ  اليوسي جواد  ـ  فروح ولية  ـ والطفل الشيخ الفيلالي.

 

 

السيد الأمين العام،

مرة أخرى، تتمادي سلطات الاحتلال المغربي في ممارسة انتهاكاتها الجسمية لحقوق الإنسان فوق إقليم واقع تحت المسؤولية المباشرة للأمم المتحدة، التي تتواجد فيه بعثتها، المينورسو، من أجل تطبيق مخطط التسوية الأممي الإفريقي، الرامي إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، عبر تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.

وإذ ندين ما تعرض له الشاب الصحراوي محمد خونا بابيت وغيره من المعتقلين السياسيين الصحراويين،  كأسلوب تلجأ إليه الحكومة المغربية لزرع الرعب والخوف وثني المواطنين الصحراويين عن المطالبة السلمية بحقوقهم العادلة والمشروعة، طبقاً لميثاق وقرارات الأمم المتحدة، فإننا نطالبكم بالتدخل العاجل لضمان أمن وسلامة هؤلاء المواطنين العزل.

إنه لمن المؤسف والغريب في الوقت ذاته أنه، وبدلاً من معاقبة الحكومة المغربية على جريمة الهجوم العسكري على مخيم اقديم إيزيك وإيفاد بعثة تحقيق دولية مستقلة، نجد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عامة مكتوف اليدين أمام استمرار الجلاد، الحكومة المغربية، في عمليات اختطاف واعتقال المواطنين الصحراويين، وهم الضحية، بل وإحالتهم على المحاكم العسكرية، وعلى خلفية ذلك الهجوم الغادر.

 إن وقف هذه الممارسات الترهيبية ضد المواطنين الصحراويين العزل أصبح مسألة ملحة، ويقتضي الإسراع في إيجاد آلية أممية تمكن بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها، وإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، ووقف نهبها للثروات الطبيعية الصحراوية وإزالة جدار الفصل العسكري المغربي من الصحراء الغربية.

إن الأوضاع تزداد سوءاً وتردياً، وإننا لذلك نلح على مطالبتكم بالتدخل العاجل وممارسة كل الضغوط والعقوبات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تتوقف عن هذه الانتهاكات الجسيمة، وتـمتــثل لمقتضيات الشرعية الدولية، بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في الحرية والاستقلال، على غرار كل شعوب العالم، في استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير المصير.

في انتظار تدخلكم العاجل تقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام

 

    محمد عبد العزيز،

 الامين العام لجبهة البوليساريو(واص)

088/090