بومرداس 11 يوليو2011 (واص) - أكد الاستاذ عبد الله سرير استاذ بكلية العلوم السياسية جامعة الجزائر اليوم الاحد أن قهر الاستعمار لن يكون الا بالإيمان بالقضية اولا والاصرار على النجاح من خلال الاعتماد على الذات البشرية التي إعتبرها عصب التنمية لبناء الدولة.
وأوضح السيد سرير في محاضرة بعنوان "تسيير الموارد البشرية" القاها بجامعة محمد بوقرة ببومرداس خلال أشغال الجامعة الصيفية الثانية لاطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "أن تنمية الانسان تبدأ بمدى ادراكه بإنتمائه لبلد معين فإذا أدرك الفرد ذلك سيعرف التزاماته وواجباته إتجاه هذا البلد".
وقال المحاضر أن الانسان منذ القدم "ولد حرا" لكن تاريخ البشرية مليئ بالإستعمار الذي يعمل على جعل الانسان "سلبيا" في الحياة مضيفا أنه يمكن ان تكون للإنسان نتائج وآثار إيجابية في مجتمعه كما يمكن أن تكون له آثارا سلبية عليه.
وابرز المحاضر اهمية الدولة التي يرى فيها العامل الاساسي الذي يخدم حاضر ومستقبل الانسان فهو (الانسان) هدف ووسيلة في نفس الوقت لذلك يجب العناية به من حيث تكوينه وتوفير الشروط المناسبة له مشيرا الى ان هذه العوامل تساعد على بناء الدولة.
وأضاف السيد سرير أن "بناء الانسان يتطلب وقتا" فبالامكان بناء مؤسسات ومصانع لكن إذا غاب الانسان يذهب معه كل شئ مشيرا الى ان "الدول التي تطورت كان العامل الاساسي فيها هو الانسان أما تلك التي فشلت فهي التي بدأت ببناء المصانع والمؤسسات دون الاهتمام بالتنمية البشرية".
كما ابرز المتحدث أهمية اشراك الفرد في التنمية حيث اكد في هذا الصدد ان المشاركة والمشاورة اصبحت من بين الآليات الحديثة في هذا المجال مؤكدا ضرورة اعطاء الدولة القيمة الحقيقية للفرد "كي يكون منتجا وايجابيا في مجتمعه".
وإستشهد المحاضر في هذا الشأن بالجزائر التي عانت بعد خروج المحتل الفرنسي من "فراغ هائل" في المؤسسات ونقص في الاطارات غير ان الفرد الجزائري تغلب على ذلك بإرادته القوية وايمانه ولم يترك المؤسسات لتضيع وتتعطل.
يذكر أن أشغال الجامعة الصيفية لاطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية افتتحت الخميس الماضي تحت شعار "مواجهة الاحتلال ... وطريقه للاستقلال"ويشارك في فعالياتها حوالي 400 اطار قيادي لجبهة البوليساريو وعدد من اعضاء الحكومة الصحراوية وممثلين عن مختلف هيئات البوليساريو كما يحضر هذا اللقاء برلمانيون ومنتخبون محليون ومناضلون من أجل حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية.
وكان رئيس الحكومة الجزائرية الاسبق والعضو في الوفد الجزائري في اتفاقيات افيان السيد رضا مالك قد دشن سلسلة الندوات المبرمجة في أشغال الجامعة حيث اكد أن "الوقت قد حان لحل المشكلة الصحراوية حلا عقلانيا واقعيا يتماشى وتطلعات الشعب ومع مقتضيات العصر" مشيرا الى أن "تقرير مصير الشعب الصحراوي مبدأ لا مفر منه".(واص) 088/700