تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حضور قوي للقضية الصحراوية في الندوة الثانية عشر لمعهد الدراسات الإفريقية الروسي

نشر في

موسكو 27 ماي 2011 (واص)- كانت القضية الصحراوية حاضرة و بقوة خلال اشغال الندوة السنوية الثانية عشر لمعهد الدراسات الإفريقية الروسي المنعقدة من 24 إلى 26 ماي 2011 بمعهد أفريقيا، التابع لأكاديمية العلوم الروسية،تحت شعار"إفريقيا في ظروف النقلة النموذجية للتنمية العالمية"

وقدم ممثل جبهة البوليساريو في روسيا الدكتورعلي سالم محمد فاضل عرض مصور عن القضية الصحراوية ومداخلة تحت عنوان "مسلسل السلام الأممي في الصحراء الغربية يحتاج إلى جدية المنظمة الدولية " حيث تم التطرق إلى العدد الهائل من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس أمنها، التي تؤكد كلها حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مشيرا إلى أن تهاون المنظمة الدولية وعدم وقوفها عند فرض قراراتها أعطت فرص للغزاة المغاربة طيلة 35 سنة الماضية للتمادي في عدم الانصياع لها وتأويلها الخاطئ لتوصياتها.

و أشار المحاضر في نهاية مداخلته أنه "لن يكون هناك استقرار في منطقة المغرب العربي ما لم يمكن شعب الصحراء الغربية من حقه، الذي تعترف به كل المواثيق والقوانين الدولية" مؤكدا على أن المعطيات الحالية توحي بأن العد العكسي للأنظمة اللا شعبية - بما في ذلك النظام المغربي - قد بدأ، وبالتالي سيشهد عالمنا العربي احترام إرادة الشعوب وتحكمها في سياسياتها وتوظيف ثرواتها الطبيعية في النهوض بالتنمية الاقتصادية.

و أجرى الدبلوماسي الصحراوي على هامش الندوة لقاءات مع عدد من المشاركين على غرار سفير جمهورية تشاد وعميد الأفارقة في موسكو السيد جبرين عبدول وسفراء الجزائر،الجمهورية الإسلامية الموريتانية والسيد ألكسي فاسيليف مدير معهد أفريقيا والسيد ألكسندر تكاتشينكو مدير قسم الدراسات لشمال أفريقيا والقرن الإفريقي التابع لمعهد إفريقيا والسيدة غالينا ميخائلوفنا مسؤولة قسم الأجانب بمعهد أفريقيا والسيد أناتولي خازانوف أستاذ متخصص في الِشأن العربي بمعهد الاستشراق والسيدة غالينا سميرنوفا من قسم الدراسات العربية بمعهد الاستشراق والعالم المتخصص في الشؤون الإفريقية والعربية السيد يوري كوبيشانوف من معهد الدراسات الإفريقية والأستاذ أناتولي إفانوف من نفس المعهد.

وأثناء اللقاءات اطلع ممثل جبهة البوليساريو محاوريه على آخر تطورات القضية الصحراوية والمآسي التي يعاني منها الشعب الصحراوي بسبب الاحتلال المغربي لجزء هام من التراب الصحراوي لأكثر من 35 سنة وما يمارس من ضغوط وعدم احترام لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية ضد السكان الأصليين وتطاوله المستمر على قرارات المجتمع الدولي.

وخلال اللقاءات، تم تزويد الناطقين باللغة الروسية بكتاب تحت عنوان الصحراء الغربية: المقدرات الاقتصادية والحقائق السياسية ونسخة من المداخلة المذكورة أعلاه.

وشارك في الندوة، إلى جانب أساتذة وطلبة الجامعة، نحو 247 من الأساتذة والباحثين المستشرقين والمتخصصين في الشأن الأفريقي من مختلف الجامعات والمعاهد الروسية ومن خمسة عشر دولة أخرى من بينها السودان وكينيا والصحراء الغربية وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل وايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وكازاخستان والصين وغيرها، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الروسية، التي رافقت الحدث طيلة جلسات الندوة، بالأضافة الى السلك الدبلوماسي الأفريقي المعتمد في موسكو ومدير الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الروسية في الجلسة الافتتاحية.

وبعد افتتاح الندوة وتلقي كلمات التهنئة من قبل الوفود المشاركة استمع الحاضرون لتقرير مدير معهد أفريقيا البروفسور ألكسي فاسيليف، تحت عنوان: "تسونامي الثورات: الحقائق الجيوسياسية الجديدة"، الذي حاول فيه التطرق إلى ما يجري في شمال أفريقيا من ثورات ضد الأنظمة، مركزا على الأحداث في تونس ومصر وليبيا.

وبعد تطرقه لخصوصيات كل بلد أكد أن العصيان الثوري في العالم العربي هو امتداد للثورات الملونة التي اجتاحت الفضاء السوفيتي السابق. مشيرا إلى أن هذه الثروات ما كانت لتتحرك بشكلها الحالي لولا الصندوق الوطني للتنمية والديمقراطية الأمريكي، الذي مول جملة من المشاريع في عدد من البلدان بواسطة شبكة متطورة من منظمات غير حكومية ومنح الطلبة ومول حلقات دراسية وندوات مختلفة، تهدف مع مرور الوقت إلى خلق نوع من الزعماء المحتملين لقيادة التغيير في بلدانهم. لكن هذا لا ينفي بأي حال من الأحوال الظروف الموضوعية السيئة التي تعيشها الشعوب وخاصة الشباب، الذي يشكل الشريحة الاجتماعية الأكبر والأكثر تضررا بسبب عدم الحصول على عمل مستقر - يضيف السيد فاسيليف. (واص)
090|091 1235 27 ماي 2011 واص