تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الافريقية وميلاد الاتحاد الافريقي ( ورقة

نشر في
الشهيد الحافظ 25ماي 2011 (واص)- بعد 38 سنة من تأسيس منظمة الوحدة الافريقية يوم 25 ماي سنة 1963، تم يوم 26 ماي من 2001 ، ميلاد الاتحاد الأفريقي كوريث لمنظمة الوحدة الأفريقية وكهيكل مؤسسي إفريقي قاري يتميز بالشمولية والمرونة ويضم آليات قارية أكثر استجابة للتعاطي مع تحديات القرن الحادي والعشرين، وتوفر إطارا شاملا لعرض رؤية فاعلة للنهضة الأفريقية الجديدة.

لقد كان ميلاد منظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا سنة 1963، حدثا بالغ الأهمية في تلك المرحلة، لتعطي أملا لشعوبها ولحكوماتها، بإنشاء نظام مبني على التعاون والتضامن، و لتثبت جدارتها في كفاحها ضد الاستعمار و التفرقة العنصرية، ومحاربة الجهل والفقر أو في سعيها إلى اعادة بناء نفسها، بالتنمية الاقتصادية، في ظل الأمن و السلام.

وقد تأسست المنظمة في 25 مايو 1963 في أديس أبابا، عاصمة اثيوبيا، بموجب توقيع رؤساء ثلاثين دولة إفريقية مستقلة على ميثاق المنظمة، بيد أن المملكة المغربية لم تشارك في مؤتمر توقيع الميثاق، إحتجاجا على اشتراك وزيرر خارجية موريتانيا، لعدم اعتراف المغرب بموريتانيا ومطالبته بضمها انذاك.

وقد وقع فيما بعد كل من المغرب والتوغو، التي لم تشارك هي الأخرى في المؤتمر المذكور، وعدتا من الدول المؤسسة التي أصبح مجموع أعضائها آنذاك 32 دولة، لتنضم لاحقا 21 دولة بينها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عام 1984، و كان آخر دولة انضمت جنوب أفريقيا عام 1994، لتصبح بذلك العضو الثالث والخمسين في منظمة الوحدة الأفريقية.

وقد حاولت المنظمة الإفريقية منذ نشأتها، حل مشاكل القارة، الإقليمية والعالمية، السياسية، الاقتصادية والاجتماعية عبر ، تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية و تنسيق التعاون وتعزيزه بين دول القارة وكذا جهودها في تحقيق حياة أفضل لشعوبها، اضافة الى الدفاع عن سيادة دول القارة وسلامة أراضيها واستقلالها و القضاء على كافة أشكال الاستعمار في أفريقيا، ومن بين الأهداف أيضا، الارتقاء بالقارة إلى المكانة التي تليق بها على ساحة صنع القرارات الدولية و تشجيع التعاون الدولي

إلا أن مجمل هذه الأهداف لم تتحقق في الغالب، وإسطدمت بالكثير من العوائق والعراقيل، مما يرجعه البعض إلى أسباب عديدة، قد تكون خارجة عن سلطات هذه المنظمة ومسؤولياتها، من بينها عدم امتلاك المنظمة آلية لتحقيق الأهداف، وتنفيذ السياسات، بل يقتر دورها على وضع الاستراتيجيات المختلفة، والتنسيق بين الاراء، والتقريب بين وجهات النظر، والتعضيد والتأييد، اقليميا وعالميا

وإذا كان الاتحاد الأفريقي قد ولد، سياسيا وقانونيا،يوم26 مايو 2001، بعد التصديق على القانون التأسيسي للاتحاد، إلا أن الاعلان عن ولادته العملية قد أُجل إلى آخر مؤتمر لمنظمة الوحدة الأفريقية، التي بدأت أعماله في 9 يوليو 2001، في العاصمة الزامبية، لوزاكا.



وقد جاء قيام الاتحاد الأفريقي ليحل محل منظمة الوحدة الأفريقية تحقيقا لحلم الشعوب الافريقية في اقامة نظام تعاوني مبني المشاركة وأداة لتحرير القارة من كافة أشكال الاستعمار والتفرقة العنصرية، ولتحقيق التنمية الاقتصادية في ظل السلام والأمن.



كما جاء الاعلان عن الاتحاد ليشكل فضاء جهويا وتكتلا قاريا، الى جانب التكتلات الجهوية الاخرى في أمريكا وأوروبا وآسيا، من شأنه أن يمنح أفريقيا القدرة على تجسيد إرادتها سياسيا واقتصاديا ويمدها بالبنى المؤسسية والبرامج التي تمكنها من احراز التقدم والتنمية المستدامة والقضاء علي الأمراض وأسباب التخلف والفتن والحروب، اوصولا الى تحقيق الحلم الافريقي الكبير المتمثل في اقامة الولايات المتحدة الافريقية.

ويضم الاتحاد الافريقي حاليا 53 دولة عضو، بما فيها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تعد دولة مؤسسة للاتحاد لكونها كانت من جملة الدول الاوئل التي صادقت على القانون التأسيسي للاتحاد. والدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي

ويعد المغرب البلد الافريقي الوحيد الذي ليس عضوا في الاتحاد الافريقي، حيث كان قد انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية (سلف الاتحاد الافريقي) في عام 1984 إثر حصول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على العضوية الكاملة في المنظمة. وقد مثل ذلك الحدث الرد الافريقي القوي على المغرب لخرقه لمبادئ ومقاصد ميثاق منظمة الوحدة الافريقية الداعي لاحترام حق الشعوب في الحرية والاستقلال وكذا الحدود الموروثة عن الاستعمار.

وتشارك الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بنحو دائم وفعال في انشطة وبرامج الاتحاد الافريقي، إن على مستوى القمم الرئاسية واجتماعات المجلس التنفيذي أواجتماعات لجنة الممثلين الدائمين. كما تشارك باستمرار في الاجتماعات الوزارية والتقنية التي تعقدها مؤسسات الاتحاد المختلفة في مقر الاتحاد أو في احدى الدول الاعضاء. وفضلا عن التزامها وتنفيذها لمقرارات الاتحاد، فان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تساهم ايضا في تعزيز الاطار المؤسسي والقانوني للاتحاد من خلال التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات التي تتبناها أجهزة الاتحاد العليا، حيث وقعت الدولة الصحراوية الى حد الآن على 19 اتفاقية وبروتوكولا وصادقت على 9 منها .(واص)
084/090/10 24 26 ماي 11 واص