لايبزيغ ، (المانيا)10 يناير 2024 (واص) -اختتم يوم أمس مؤتمر لايبزيغ بمنطقة ساكسونيا الألمانية بعد ثلاثة أيام من النقاشات وتبادل الأفكار والرؤى بين المشاركين من أساتذة وجامعيين وخبراء في القانون الدولي وحقوق الانسان ،وبحضور صحراوي من مسؤولين ومتتبعين للقضية الصحراوية وحقوقيين ونشطاء وصحفيين.
وقد تناول المؤتمر الإرث الاستعماري ، الصحراء الغربية نموذجا ،مبينا تداعياته السياسية والإنسانية والاقتصادية والأمنية على الشعب الصحراوي والمنطقة برمتها ، مشيرا الى أنه واحد من النزاعات التي لا تزال تؤثر على حياة ملايين الأشخاص ،وأن المجتمع الدولي لم يتوصل الى حلها حتى الآن.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر لايبزيغ أن الحدث قد مكن المشاركين من الحصول على المعرفة والاطلاع على الجوانب المختلفة للقضية الصحراوية ،وهذا من شأنه المساهمة في التوعية والتحسيس بعدالة القضية وكفاح الشعب الصحراوي.
وأوضح لبيان الختامي الصادر عن المؤتمر أن حكم المحكمة الأوروبية في 4 أكتوبر 2024، الذي يربط حق استغلال موارد الصحراء الغربية بموافقة الشعب الصحراوي ، يشكل اعترافا قانونيا بعدم شرعية نهب خيرات الصحراء الغربية ،وله أهمية كبيرة وهو شعاع أمل للصحراء الغربية وحق تقرير المصير للشعوب في جميع أنحاء العالم.
" ولكن سيكون لهذا الحكم من محكمة العدل الأوروبية تأثير حقيقي على العدالة فقط إذا طالبنا به جميعًا، ونفذناه، ورصدناه معًا. والمسؤولية تقع الآن على عاتقنا جميعًا ، من سياسيين ومجتمع مدني للتأكد من أن هذا القرار التاريخي يتم الالتزام به في الممارسة العملية" يضيف البيان..
وشدد البيان على "أن التضامن وزيادة الوعي في ألمانيا، هو الآخر كان له نصيب من النقاش حيث أن الالتزام بالتضامن لا ينتهي عند حدود أوروبا." ومن المهم أن ندرك في ألمانيا مدى تأثير العلاقات الدولية، والإرث الاستعماري، والنزاعات الحالية. فالواجب أن نعمل على زيادة الوعي بأن الحرب أو الظلم الذي يحدث في أي مكان في العالم لا يبقى بدون تأثير علينا، ومهمتنا هي نقل موضوع الصحراء الغربية إلى الجمهور الألماني، لزيادة وعي الناس وتحفيزهم، فهدفنا هو مجتمع متعلم يفهم أن السلام والعدالة هما قيمتان غير قابلتين للتجزئة ".
و أكد البيان أن المؤتمر نقل قضايا الاستعمار والتضامن الدولي إلى النقاش العام لزيادة الوعي بالظلم العالمي، خاصة في وقت نواجه فيه النزاعات والحروب في جميع أنحاء العالم، سواء في أوكرانيا، أو الشرق الأوسط، أو أفريقيا" طالما أن هناك حربًا، أو قمعًا، أو ظلمًا في أي منطقة، فلا يمكن أن يكون هناك سلام كاملا ، فدعونا نكون في ألمانيا صوتًا للتضامن والتوعية" يضيف البيان .
وللإشارة ، فقد تناول ممثل جبهة البوليساريو بسكسونيا السيد محمد أبا الدخيل الكلمة حيث شكر جميع المساهمين في نجاح المؤتمر، وخص بالشكر المنظمين، والمشاركين، والميسرين، والمترجمين، وجميع المشاركين الذين ساهموا بخبراتهم، وتفانيهم، وانفتاحهم في نجاح أشغال المؤتمر، مؤكدا أن الحدث ساهم في إثراء النقاش و التوعية بالوقع الاستعماري الذي يعيشه الشعب الصحراوي بسبب الاحتلال المغربي.
كما تجدر الإشارة الى أن اختتام المؤتمر شهد تكريمات رمزية للمشاركين والمنظمين اشرفت عليها اخديحة بداتي ممثلة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب بألمانيا وعضو المركز الثقافي الأوروبي المشرقي ،حيث قدمت هدايا رمزية تم إنتاجها محليا بمخيمات اللاجئين الصحراويين، في جو متميز بالحماس والشغف بمعرفة القضية الصحراوية والتحسيس بها.
(واص) 120 /090