نيويورك (الأمم المتحدة) 17 أكتوبر 2024 (واص) – ألقى نهار أمس المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، كلمة خلال أشغال لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة أكد فيها دعم الجزائر الثابت لجهود الأمم المتحدة لاستكمال إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية.
وذكرّ السفير بن جامع ذكر في مستهل كلمته بأن قضية الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا وأكبر الأراضي المحتلة في العالم، ظلت على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عام 1963، لكن شعب الصحراء الغربية لم يعرف خلال الست عقود سوى المنفى أو القمع.
كما ذكّر أنه، قبل أسبوعين بالكاد في 4 أكتوبر على وجه الدقة، أضيف تطور تاريخي للغاية إلى صرح الأسس القانونية لقضية الصحراء الغربية، مشيراً إلى القرار النهائي لمحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في القضية المتعلقة بالصحراء الغربية والاتفاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بشأن مصائد الأسماك والمنتجات الزراعية.
وفي هذا الإطار، أكد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة على أساسين ثابتين كرسهما هذا القرار، وأولاهما هو أن الصحراء الغربية هي إقليم منفصل عن المغرب ووضعها هو كونها مسألة تتعلق بإنهاء الاستعمار، وثانيهما هو أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والحصري للشعب الصحراوي.
وإلى جانب الأهمية القانونية والقضائية والسياسية العالية لهذا القرار، يضيف الدبلوماسي الجزائري، هناك ثلاثة دروس ينبغي أخذها بعين الاعتبار. أولاً، فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، كان التعبير عن الشرعية الدولية دائما واضحا وقويا وغير قابل للتغيير.
وفي هذا السياق، ذكّر بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية عام 1975 والذي جاء فيه أن المحكمة لم تجد أي صلة قانونية يمكن أن تؤثر على تطبيق القرار 1514 في إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية.
كما ذكّر بإلقرار (34/37) الصادر في نوفمبر 1979 الذي أكدت فيه الجمعية العامة من جديد حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وفقا لميثاق الأمم المتحدة وأهداف القرار 1514.
وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، في جميع تقاريره السنوية، ينص على أن مجلس الأمن يعتبر الصحراء الغربية قضية سلام وأمن داعياً إلى حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين يضمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وأن اللجنة الرابعة ولجنة الأربعة والعشرين تتناولان المسألة بوصفها قضية إنهاء استعمار.
ثانياً، إن مصير الشعب لا يقرره إلا هو بنفسه سواء من خلال القرار 1514 أو 1541 أو 2625، لأن مبدأ الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار غير قابل للتغيير. وبالتالي، لا يمكن لأي كان أن يقدم "ختم السيادة" على الصحراء الغربية خارج إرادة الشعب الصحراوي المُعبر عنها بحرية.
وأشار السفير بن جامع إلى أن هناك سؤالان يظلان دون إجابة في هذا الصدد. لماذا يُمنع الشعب الصحراوي من التعبير عن مصيره؟ ولماذا يرفض المغرب إجراء مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة مع جبهة البوليساريو، الممثل الحصري والشرعي للشعب الصحراوي؟
ثالثاً، إن إدامة الأمر الواقع مهما كان لن يضفي الشرعية على الاحتلال أبداً، إذ لا يمكن لأي حل أن يكون تجسيداً للأمر الواقع من خلال جمع "اعترافات" من جانب أولئك الذين لا يملكون لصالح أولئك الذين لا يستحقون. وأضاف أن أولئك الذين يراهنون على إدامة الاحتلال الأجنبي من خلال التلاعب والمناورات الغادرة مخطئون تماماً.
وفي الختام، أكد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة على تصميم الجزائر على دعمها الثابت لجهود الأمم المتحدة لاستكمال إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية وأن الجزائر، بصفتها بلد مجاور وملاحظ، ستواصل دعم الجهود التي يبذلها الأمين العام ومبعوثه الشخصي لتمكين الطرفين، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، من استئناف المفاوضات المباشرة بغية التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير المصير.
وختم يقول إنه لا يساوره شك في أن الكفاح المشروع للشعب الصحراوي سينتصر في نهاية المطاف وذلك اقتناعاً من بلده بأن الاستعمار والاحتلال الأجنبي مقدر لهما أن يختفيا عاجلا أم آجلا، وإنهاء الاستعمار مؤخراً في أرخبيل شاغوس خير مثال على ذلك.(واص)