أثينا (اليونان)، 2 يونيو 2024 (واص) - في إطار ورشة النقاش التي نظمها يوم الجمعة معهد العلاقات الاقتصادية الدولية بالعاصمة اليونانية أثينا تحت عنوان "الأمن والاستقرار في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط" تم تخصيص حلقة نقاش لقضية الصحراء الغربية حضرها أستاذة وباحثون ومهتمون بشؤون السلم والأمن والنزاعات في منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا.
وأشرفت على تسيير الحلقة الدراسية الدكتورة مريم نالي، أستاذة بجامعة غرينوبل الفرنسية، وتضمنت عرض دراسات بحثية لكل من الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، والدكتور جيكوب موندي، أستاذ مساعد ومدير قسم دراسات السلام والنزاعات بجامعة كولقيت بولاية نيويورك الأمريكية، والدكتور يحيى زبير، باحث بمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالدوحة في قطر.
وقد استهلت الدكتورة مريم نالي الحلقة الدراسية بتقديم الموضوع، وبعدها عرض الدكتور سيدي محمد عمار دراسة بعنوان "الصحراء الغربية: تحليل نقدي لتدبير الأمم المتحدة لنزاع طال أمده"، تناول فيها بالبحث النقدي المقاربات التي تعاملت بها الأمم المتحدة، وبخاصة مجلس الأمن، مع النزاع في الصحراء الغربية وانعكاسات ذلك على عملية السلام والأمن والاستقرار الإقليمي.
وركز الدكتور جيكوب موندي في دراسته على تحليل النزاع في الصحراء الغربية في سياق البنى التحتية لانعدام الأمن في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مبرزاً أهم الدوافع والعوامل التي شكلت الإطار العام الذي قام فيه المغرب بغزو واحتلال الصحراء الغربية في 1975 بما في ذلك الوضع الداخلي في المغرب وظروف الحرب الباردة والدور المحوري الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية لحماية أمنها الطاقوي في المنطقة.
من جهته الدكتور يحيى زبير ركز على الدور الذي لعبته وما تزال تلعبه القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في النزاع في الصحراء الغربية من خلال دعمها السياسي والدبلوماسي والعسكري للمغرب بدافع حماية مصالحها القومية وتصفية حسابات لها مع أطراف فاعلة في المنطقة. كما تناول بالتحليل ما سماه "أسرلة" النزاع في الصحراء الغربية من خلال دخول إسرائيل على الخط في إطار "اتفاقيات أبراهام" وما نجم عنها من دعم عسكري ومخابراتي إسرائيلي للمغرب.
واختتمت الدكتورة مريم نالي العروض بدراسة تناولت فيها موضوع القوة الناعمة من خلال التقاضي في ضوء أحكام محكمة العدل الأوروبية بشأن الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وتأثير ذلك على العلاقات الأوروبية المغربية، مبرزةً الدور الذي لعبه التقاضي في حالة الصحراء الغربية كانعكاس للتقاطع بين المعارك السياسية والقانونية والدبلوماسية التي يخوضها الشعب الصحراوي.
وتلا عرض الدراسات البحثية نقاش مثمر تطرق لجوانب عدة متصلة بتاريخ وواقع النزاع في الصحراء الغربية ضمن السياق الإقليمي والدولي.
ويعمل معهد العلاقات الاقتصادية الدولية اليوناني، الذي تأسس عام 1993، من خلال إعداد الدراسات العلمية ومشاريع البحث وعقد الحلقات الدراسية والندوات حول مواضيع وطنية ودولية، ويهدف إلى وضع خبرته ومقدراته الاستشارية في خدمة المؤسسات العمومية والخاصة المرتبطة بتحديد الشؤون الاقتصادية والخارجية لليونان. (واص)