الشهيد الحافظ ، 18 أبريل 2024 (واص) - ألقى رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على إختتام أشغال الندوة العربية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي ، تطرق فيها إلى آخر تطورات القضية الوطنية داخليا وخارجيا وأوجه الكفاح الوطني.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية في اختتام أشغال الندوة الدولية العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي
18 أبريل 2024
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف الكرام،
الأخوات والإخوة،
أود بداية أن أتوجه بعبارات الشكر والتقدير إلى كل الأخوات والإخوة الذين حلوا ضيوفاً أعزاء مكرمين بين ظهران الشعب الصحراوي، يحملون رسالة التضامن والمؤازرة من أصقاع البلاد العربية والعالم.
وإننا لننظر بكل تقدير وارتياح إلى التطور المضطرد للعمل التضامني العربي مع القضية الصحراوية، بشكل عام، ولهذا المنبر المتميز، بشكل خاص، والذي انتقل بشكل سريع من الساحة العربية إلى الساحة الدولية.
ولم يقتصر الأمر على مستوى المشاركة، كما ونوعاً وانتشاراً، ولكن أيضاً من حيث العمق والتنوع في المحتوى، والتجديد في الأفكار والأساليب والحضور، ما يشكل مصدر فخر واعتزاز للمنظمين والمشرفين ولنا جميعا.
وإنني لأود كذلك أن أتوجه بشكر خاص إلى كل المحاضرين الذين رصعوا هذه الطبعة بمحاضرات قيمة وثمينة، تنقلت ما بين التأصيل التاريخي للقضية الصحراوية وجرائم دولة الاحتلال المغربي وحضور القضية في المنظمات الدولية والإقليمية، وصولاً إلى مكانتها في العلاقات الدولية والإعلام العربي.
ولعله ليس من الغريب، ونحن نعيش هذه الأيام على وقع الكفاح البطولي لأشقائنا الفلسطينيين، وخاصة في غزة الجريحة، وصمودهم الأسطوري في وجه همجية ووحشية وغطرسة الاحتلال الصهيوني الغاشم، أن تحضر الصلات والروابط الطبيعية والمنطقية بين الشعبين الشقيقين، الفلسطيني والصحراوي، والتي تجد تجسيداً عملياً لها في تلك العلاقة التاريخية التي جمعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وفي هذا الوقت الذي تعرض فيه القضيتان الفلسطينية والصحراوية على أنظار مجلس الأمن الدولي، فإننا نحذر المجتمع الدولي مجدداً من أن الحل العادل والنهائي للقضتين معاً لا يمكن أن يكون إلا بالاحترام الصارم لمقتضيات ميثاق الأمم المتحدة، وبشكل خاص، منح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة، وتمكين الشعبين من ممارسة الحق الإنساني الأساسي الأول، حق تقرير المصير.
لا يمكن للتنكر للحق المشروع في استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما أن هذه مناسبة لنتقدم بآيات الشكر والتقدير والعرفان إلى الجزائر الشقيقة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، التي تحمل اليوم مشعل المرافعة عن القضايا العادلة في مجلس الأمن الدولي، وفي مقدمتها الفلسطينية والصحراوية، في موقف مبدئي منسجم، ليس فقط مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولكن مع تاريخها العريق وثورتها المجيدة، ولم تقع في التناقض الصارخ لكثير من الأنظمة العربية وغيرها، التي تكيل بمكيالين وتنتهك الشرعية الدولية نهاراً جهاراً.
ومع الأسف الشديد، نجد هذه الأطراف، وفي مقدمتها أنظمة عربية معروفة، تجتمع على دعم قوى الاحتلال الطغيان والتوسع والاستيطان، سواء في نظام المخزن المغربي أو في حليفه نظام الاحتلال الصهيوني، وتدعيم سياساتهما وأجنداتهما ومؤامراتهما الخبيثة التي تهدد السلم والاستقرار في شمال إفريقيا والشرق الأوساط والعالم.
لكننا نثق في الشعوب والنخب العربية وقدرتها على تغيير هذا المنكر بكل السبل وعلى كل المستويات، بما فيها الجهد المحمود الذي تجسده هذه الندوة ومخرجاتها. وفي الوقت نفسه، نوجه رسالة من هذا المنبر بأن الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجده، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة وفي مخيمات العزة والكرامة والجاليات، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ماضٍ بكل عزم وإصرار على درب الكفاح، بكل السبل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح، بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حتى بلوغ هدفه المنشود في استكمال الجمهورية الصحراوية لسيادتها على كامل ترابها الوطني.
أهنئكم على نجاح الندوة وأحييكم جميعاً وجميع المنظمين والمشرفين ووسائل الإعلام والحضور الكريم.
شكراً، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. (واص)