الشهيد الحافظ ، 25 نوفمبر 2023 (واص) - ألقى رئيس الجمهورية، الامين العام للجبهة السيد ابراهيم غالي ، اليوم السبت، كلمة خلال ترأسه أشغال الدورة الثالثة للامانة الوطنية بمقر رئاسة الجمهورية ، هذا نصها الكامل :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، خلال افتتاح الدورة العادية الثالثة للأمانة الوطنية
25 نوفمبر 2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نفتـتح بعون من الله الدورة العادية الثالثة للأمانة الوطنية، التي ستعمل على تحديد كبريات مهام المرحلة، عبر نقاش وتحليل معمق لواقع القضية الوطنية، في جميع المجالات والساحات، في ضوء قرارات المؤتمر السادس عشر للجبهة وقرارات الأمانة الوطنية، وخاصة في الفترة منذ الدورة العادية الماضية، من خلال استعراض التقرير المقدم إلى هذه الدورة من المكتب الدائم للأمانة والعروض التكميلية له.
التقرير والعروض يستندان إلى تقارير لجان الأمانة الوطنية، ويتطرقان للميادين السياسي التنظيمي، الدفاع والأمن، الارض المحتلة والجاليات، الإداري والاجتماعي والاقتصادي، وميدان الخارجية والإعلام والتشريفات، إضافة إلى التطورات التي تشهدها المنطقة والساحة الدولية عامة.
وإننا لنسجل بفخر وتقدير الجهود الجبارة والمتواصلة لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، سواء من خلال تنفيذ البرامج القارة والطارئة أو، وبشكل خاص، من خلال استمرار وثبات العمل القتالي الميداني ضد قوات دولة الاحتلال المغربي، منذ انتهاكها السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020.
كما نحيي بالمناسبة جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب وهي تواصل، بعزيمة وإصرار، نضالاتها وصمودها وتحديها لقوة الاحتلال، رغم الحصار والقمع الوحشي. وهي مناسبة لنرفع آيات التضامن والمؤازرة مع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية وعائلاتهم.
وفي سنة الذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح، شهدت الفترة منذ الدورة الماضية العديد من الأنشطة والفعاليات، مثل البرنامج الصيفي للشباب والطلبة، وجهود تطوير عمل الفروع، على مختلف المستويات، وتخليد المناسبات، وفي مقدمتها ذكرى الوحدة الوطنية.
كما شهدت الفترة برنامج العطل الصيفية للأطفال والدخول الاجتماعي عامة، وخاصة الدخول المدرسي، وتنظيم الندوتين الوطنيتين للتربية والتعليم وللصحة العمومية، وجولات الأركان العامة للجيش، وانتظام العمل في مختلف القطاعات، مثل الثقافة والإعلام والتشريفات وتلك الخاصة بضمان الخدمات الأساسية، إضافة إلى تعدد الجولات الميدانية للحكومة وأمانة التنظيم السياسي.
وعلى الواجهة الخارجية، تعززت مكانة الدولة الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي وعلاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، بمحطات بارزة مثل قمة البريكس في جنوب إفريقيا وقمة المناخ في كينيا، مع استمرار المعركة القانونية والثروات الطبيعية على مستوى الساحة الأوروبية.
ولا بد أن نسجل هنا رسالة شكر وتقدير وعرفان إلى الجزائر الشقيقة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، وهي التي تؤكد مواقفها المبدئية على درب التضامن والتعاون بين الشعبين والبلدين الشقيقين في الجزائر والصحراء الغربية. ومن تجليات هذه الحقيقية احتضان الجزائر لفعاليات عديدة خلال الفترة المنصرمة، مثل الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية والأيام التضامنية النقابية الجزائرية الصحراوية وفترات التكوين لأعضاء المجلس الوطني الصحراوي وإطارات أخرى، ناهيك عن الاستقبال على أعلى مستوى للمسؤولين الصحراويين لتعزيز التشاور والتعاون في مختلف المجالات.
وإزاء ما تعانيه دولة الاحتلال من تبعات حربها العدوانية على الشعب الصحراوي، جراء صمود وبطولة شعبنا، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي، فإنها تعمد إلى سياسة الهروب إلى الأمام والتصعيد، بما في ذلك باستهداف المدنيين العزل بوسائل الدمار المتطورة، واستخدام المخدرات ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية. إن الجمهورية الصحراوية تجدد التأكيد على التعاون والتنسيق بين بلدان المنطقة للتصدي للممارسات العدوانية التوسعية المغربية التي تهدد السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة.
إن الأمم المتحدة مطالبة بالتعجيل بإنهاء وضع الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية، باستكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وإن جماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، ستكون، كما كانت دائماً، في مستوى التحدي والتجاوب الإيجابي الفعال والدائم مع بطولات وتضحيات جيش التحرير الشعبي الصحراوي. فكل مناضلة وكل مناضل في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يجب أن يكون دائماً على أهبة الاستعداد، بالحيطة واليقظة والحذر، لمواجهة سياسات العدو التخريبية.
إن المرحلة لا تحتمل أي تقاعس أو تراخي في أداء الواجب الوطني، على مستوى القيادة ولكن أيضاً على مستوى القاعدة، لأن ذلك خذلان لجهود جيشنا المغوار وخيانة لأمانة الشهداء. الوفاء لعهد الشهداء هو التمسك بعرى الوحدة الوطنية والتماسك والتلاحم، والمضي على درب الكفاح والنضال، بلا انقطاع ولا هوادة، حتى بلوغ أهداف شعبنا المقدسة في الحرية والكرامة واستكمال سيادة دولتنا على كامل ترابنا الوطني.
نقف وقفة ترحم وإجلال على الأرواح الطاهرة لشهدائنا البررة الكرام الذين فقدناهم منذ الدورة الماضية، من أمثال الشهيد أبعالي حمودي ورفاقه ومن خلالهم كل شهداء القضية الوطنية، السابقين واللاحقين، وفي مقدمتهم مفجر الثورة الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
على بركة الله، نفتتح الدورة الثالثة للأمانة الوطنية للجبهة.
تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة. (واص)