تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عرض فيلم ثائرات : قصة نساء على خط المواجهة بالصحراء الغربية بالعاصمة الألمانية برلين

نشر في
عرض فيلم " ثائرات : قصة نساء على خط المواجهة بالصحراء الغربية" بالعاصمة الألمانية برلين

برلين (المانيا)، 20 أكتوبر 2023 (واص) - شهدت العاصمة الألمانية برلين أمس الخميس عرض الفيلم الوثائقي "ثائرات: قصة نساء على خط المواجهة بالصحراء الغربية" وذلك بقاعة السينما "ميديا سبيس 18"  بمنطقة برلين-فريدريشهاين.

وحضر العرض العديد من الشباب والطلبة والباحثين والمهتمين الألمان والأجانب. علاوة على حضور كل من طاقم ممثلية جبهة البوليساريو بألمانيا ومجموعة "خيمة تيرس" للتضامن مع الشعب الصحراوي و جمعية الجالية الصحراوية بالبلد الأوروبي.

ويوثق الفيلم، لمخرجته البرازيلية لاورا داودين والكولومبي ميغيل أنخيل ايريرا،  لنضال خمس مدافعات صحراويات عن حقوق الإنسان، هن الغالية دجيمي، سلطانة خيا، مينة أباعلي، أميمة عبد السلام وخديجتو المخطار. كما يعتبر شهادة حية حول العنف الهمجي وانتهاكات حقوق الإنسان التي تعاني منها المرأة الصحراوية بالأرض المحتلة على يد الأجهزة البوليسية للاحتلال المغربي.

مثلما يصور الفيلم بإحترافية عالية لصلابة وارادة وقوة عزيمة النساء الصحراويات في سبيل كفاحهن التحرري من أجل الاستقلال واستعادة سيادة أراضيهن وجلاء الاحتلال الأجنبي عنها أمام وحشية تلك الانتهاكات وقسوة الظلم وخطر النسيان.

وبعد عرض الفيلم الوثائقي، قدمت السيدة النجاة حندي، ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا عرضا موجزا عن تاريخ الكفاح التحرري للشعب الصحراوي. وأحاطت الجمهور حول آخر التطورات السياسية التي يشهدها ملف تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية،  مبرزة أن المنطقة تشهد مواجهات عسكرية يومية بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقوات الاحتلال المغربية المتخندفة على طول جدار الذل والعار منذ 13 نوفمبر 2020 بعدما ضرب المغرب بإتفاق إطلاق النار عرض الحائط وبعد محاولته الاعتداء على مدنيين صحراويين بالثغرة غير الشرعية بالكرات. 

وهو - تضيف الدبلوماسية الصحراوية -  ما كرس خيبة الأمل في عهود ومواثيق منظمة الأمم المتحدة التي قطعتها على نفسها أمام الشعب الصحراوي قبل نصف قرن من الزمن والقاضية بضمان حقه في تقرير المصير والاستقلال الوطني.

وتطرقت رئيسة البعثة الدبلوماسية الصحراوية إلى فشل استراتيجية الاحتلال المغربي الرامية الى تكريس الأمر الواقع وابتزاز العالم وبخاصة دول الاتحاد الأوروبي لتغيير الطبيعة القانونية للصحراء الغربية والترويج للمقترح التوسعي المغربي الذي لا يشكل قاعدة للتفاوض ولا تصورا للحل الذي لا يمكن تجاوز الشعب الصحراوي فيه ولا القفز على إرادة ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو.   

الدبلوماسية الصحراوية عرضت  كذلك نضال المرأة الصحراوية في مختلف ميادين العمل الوطني، مبرزة أنها كانت  كانت اللبنة التي قامت عليها مؤسسات الدولة الصحراوية، مثلما كانت الشعلة التي أوقدت انتفاضة الاستقلال المباركة شهر ماي 2005 وما زالت تقود الاعتصامات والمظاهرات اليومية بالأرض المحتلة. مثلما تخوض نضالا سياسيا لتعزيز مشاركتها السياسية وتمثيلها المؤسساتي الذي يعتبر مثالا يحتذى به في محيطه الإقليمي والإفريقي.

كما قدمت مجموعة "خيمة تيرس" للتضامن مع الشعب الصحراوي ببرلين تقريرا عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة بحق المرأة الصحراوية بالأرض المحتلة في الفترة من 1975 الى 2021، الصادر عن جامعة بلاد الباسك تحت عنوان "لنُميط اللثام عن الحقيقة". حيث يوثق التقرير  استمرار انتهاكات حقوق الانسان بالاراضي الصحراوية المحتلة ضد النساء  لاسباب سياسية لعل أهمها وجود الاحتلال العسكري وغياب التمتع بحق تقرير المصير. ولاسباب قانونية تتمثل في  حرمان النساء الصحراويات من العدالة نتيجة حالة الإفلات من العقاب الناجمة عن غياب محاكمة ومساءلة قانونية لأفراد قوات الاحتلال المغربية وقطعان المستوطنين المتورطين في أعمال العنف تجاههن. ولأسباب سوسيو اقتصادية ناجمة عن سياسة قطع الأرزاق والتهميش الوظيفي واستمرار نهب الثروات الطبيعية لآخر مستعمرة في افريقيا مما يساهم في تغذية هياكل الاحتلال العسكرية والسياسية بالمنطقة. 

من جانبها تطرقت عضو جمعية الجالية الصحراوية بألمانيا و الناشطة الصحراوية السيدة منتوا حندي لواقع المرأة الصحراوية بمخيمات اللاجئين والمهام النضالية الجسيمة الملقاة على عاتقها من أجل تعزيز مقومات الصمود وتكريس سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني. ملثما سلطت الضوء على عمل جمعيات الجالية الصحراوية بأوروبا وبخاصة أنشطة تلك الجمعيات الرامية الى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي، مناشدة الجمهور بالانخراط في المجهود الصحراوي والدولي الرامي الى إطلاق سراح مجموعة إكديم إزيك للمعتقلين السياسيين بسجون الاحتلال المغربي منذ العام 2010 في ظروف رهيبة بزنازين انفرادية، بعد أن أصدرت محكمة عسكرية مغربية أحكام قاسية بحقهم تراوحت بين ال 30 سنة سجنا نافذا والسجن المؤبد.


جدير بالذكر أن برلين كانت قد شهدت الأسبوع الفارط مظاهرة أمام السفارة الاسبانية بألمانيا، دعت إليها كل من حركة التضامن و جمعية الجالية الصحراوية بألمانيا. حيث ندد المشاركون بالانحراف الخطير والقرار الأحادي لرئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز ومحاولته التملص من المسؤولية القانونية والسياسية الملقاة على عاتق بلاده بصفتها قوة مديرة بنظر القانون الدولي لأراضي الصحراء الغربية. داعين الحكومة الإسبانية، عبر الرسالة التي تسلمها السفير الاسباني ببرلين ريكاردو مارتينيز، الى تصحيح ذلك الخطأ التاريخي ولعب دور أكثر ايجابية، خصوصا في ظل الرئاسة الاسبانية الدورية للاتحاد الأوروبي، بما يحترم  حق تقرير مصير الشعب الصحراوي ويوقف انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضده وينهي عمليات النهب والسطو التي تتعرض لها ثرواته الطبيعية بالأرض المحتلة من قبل دولة الاحتلال والشركات المفترسة المتواطئة معها.(واص)