الشهيد الحافظ 27 فبراير 2012 (واص)- لقد شكل تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يوم 27 فبراير1976 "ردا شرعيا وصفعة قوية" في مواجهة "مؤامرة دولية" احيكت ضد الشعب الصحراوي ،بدأت خيوطها تظهر في اتفاقيات مدريد نوفمبر 1975 ومسيرة الاجتياح والغزو الذي تعرض له الشعب الصحراوي منذ اكتوبر 1975 في ظل التعتيم والحرب المستعرة وما رافقها من "مغالطة سياسية ودعاية " بحسب المراقبين
فإعلان الجمهورية الصحراوية جاء "تتويجا" لجملة من الإنجازات و المكاسب التي ناضلت من أجل تحقيقها جبهة البوليساريو بداية بحل الجمعية الصحراوية و انضواء اعضائها في صفوف الجبهة بعد مؤتمر الوحدة الوطنية في عين بنتيلي اكتوبر 1975 ،ثم تأسيس أول حكومة صحراوية يوم 5 مارس 1976، ثم ان ذلك الاعلان التاريخي جاء مباشرة عقب انسحاب اخر جندي اسباني من المستعمرة والذي تم يوم 26 فبراير من سنة 1976
ان الاعتراف الدولي بالجمهورية الصحراوية من طرف ازيد من 80 دولة في افريقيا، امريكا اللاتنية، اسيا، بجانب عضويتها في الاتحاد الافريقي يشكل في نظر القانونيين "دليلا ملموسا" على المكانة الى تحظى بها الدولة الصحراوية في قت تسيطر الادارة الصحراوية على ثلث مساحة الاقليم والاعتراف بجبهة البوليساريو "كشريك" في صنع السلام، في ظل "عدم وجود اية دولة او منظمة" تعترف للمغرب ب"مزاعمه" في الصحراء الغربية وتكريس جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي سواء على المستوى الوطني او الدولي، بحسب الملاحظين .
في الميدان التعليمي،عكفت الدولة الصحراوية منذ البداية على بناء مدارس إبتدائية ثم متوسطة و هي الأن تحضر لتغطية المرحلة الثانوية بل أكثر من ذلك فهي تقوم بالتحضيرات لبناء أول جامعة صحراوية ببلدة التفاريتي المحررة بالتعاون مع جامعات من إسبانيا و أمريكا اللاتينية وترقية علاقاتها الدولية
" ان وجود المئات من الخريجين و حملة الشهادات العليا و مؤسسات تشريعية و قضائية و تنفيذية، يترجم ارادة وطنية في بناء دولة المؤسسات" في نظر قيادة جبهة البوليساريو المعبر عنها في المؤتمر الثالث عشر للجبهة البوليساريو " كما قال الوزير الاول في حديث سابق لوكالة الانباء الصحراوية
وفي ميدان الادارة والتسيير مشهود للدولة الصحراوية بالتجربة "الرائدة والنقلة" النوعية والتي لعبت فيها المرأة والشباب دورا "متميزا" رغم رواسب الجهل والامية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية حيث ان خريجي وطلبة الجامعات في الحقبة الاسبانية، كانوا يعدون على رؤوس الاصابع بحسب تقارير الهئيات الاسبانية نفسها لسنة 1975
في تقييمه للتجربة، لاحظ الوزير الاول السيد عبد القادر الطالب عمر بأن "ظرف الاحتلال و اللجوء و قلة الإمكانيات المادية إضافة إلى أن الدولة الصحراوية ، بدأت البناء من الصفر بحيث لم ترث عن الاستعمار الاسباني أطر قادرة على التسيير في ظل تآمر المحتل المغربي و بعض حلفائه على الشعب الصحراوي، كانت من بين الصعاب التي واجهت بناء الدولة الصحراوية"، مؤكدا أن "الجمهورية الصحراوية استطاعت خلال 36 سنة أن تذلل كل الصعاب و تؤسس لهذا البناء المؤسساتي الذي تحقق، رغم انه لا زال في طور التكوين"
تلك الحقيقة فرضت على المغرب التسليم ب"وجود و حتمية" تلك الدولة بل ان الكثير من الملاحظين يعتقد أن الجمهورية الصحراوية "دولة قائمة بذاتها" فقط كونها دولة بعض اجزاء من ترابها محتلة
فالجمهورية الصحراوية دخلت مباشرة منذ تأسيسها في حرب مع محتل اجنبي على اكثر من صعيد لمدة 16 سنة لتدخل بعد 1991 على الخط مساعي سلمية لمنظمة الأمم المتحدة، ممثلة في بعثة المينورسو، زما صاحبها من "حرب خفية" و أحيانا معلنة انتهجتها الرباط بدعم وتعاون من طرف بعض القوى النافذة على المستوى الدولي مثل فرنسا واسبانيا وبعض الدوائر الامريكية،بهدف سحب الاعترافات بها و تشويه صورة جبهة البوليساريو تارة بالإرهاب وقبلها وصم كفاح الشعب الصحراوي بالشيوعية والارتزاق وهلم جرا واخيرا استهداف الجبهة الداخلية لخلق عدم الاستقرار، بحسب قيادة جبهة البوليساريو
لكن "الدولة الصحراوية أصبحت حقيقة مسلم بها و بدونها لا يمكن ان يكتب لاي مشروع سلام او استقرار في منطقة المغرب العربي، النجاح " كما اوضح الرئيس محمد عبد العزيز في اكثر من مناسبة
ان حجج المغرب التي طالما روج لها يضحدها الواقع السياسي والجغرافي عبر العالم فالترويج بأن "الشعب الصحراوي قليل العدد و لا يستطيع أن يشكل دولة "أمر بلا أساس بالنظر لوجود ما يقارب 26 بلدا في العالم مسجل لدى منظمة الأمم المتحدة و سكانه أقل عددا من الشعب الصحراوي ثم ان القانون الدولي لم يضع سقفا محددا لعدد سكان الدولة
"بعد وقف إطلاق النار عام 1991 حاول المغرب أن يبيع الديمقراطية من خلال تعطيل عملية استفتاء تقرير المصير الشعب الصحراوي و هذا ما أدى بجبهة البوليساريو إلى الدخول في مقاومة سلمية، لكن مع الاحترام التام للشروط المؤطرة لوقف إطلاق النار مع المغرب
لقد اقرت جبهة البوليساريو منذ المؤتمرال12 ، اقحام الشريط المحرر في الترويج الاعلامي والسياسي في مواجهة مغالطات الاحتلال المغربي ومن اجل كذلك صيانة الاثار والثروات الطبيعية وتوظيفها في المعركة سواء في ابعادها السياسية او الحقوقية او الدبلوماسية، في ظل كذلك تواجد نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وبعض البلديات في تلك المناطق
و تم تشكيل وزارة اعمار الاراضي المحررة وسط بحث جاد عن تهيئة الارض المحررة رغم الظروف الصعبة وشحة الامكانيات وندرة المياه وشساعة المنطقة التي تتربع على ازيد من 70 الف كلم مربع على شريط يمتد لاكثر من الفي كم يصل عرضه في بعض الاحيان لازيد من 100كلم، في مواجهة دعاية مغربية تحاول التقزيم من كل مكاسب الدولة الصحراوية بالادعاء ان جبهة البوليساريو توظف ما يعرف ب"المنطقة العازلة" والتي يمتد عرضها ما بين 5 و 35 كلم حسب بنود اتفاق وقف اطلاق النار الساري المفعول من سنة 6 سبتمبر 1991 .
وفي ظل الذكرى ال 36 لاعلان الدولة الصحراوية يتم اليوم تنصب المجلس الوطني ببلدة التفاريتي المحررة في عهدته الجديدة بعد عقد المؤتمر 13 لجبهة البوليساريو بذات البلدة، كما تقام احتفالات بكل الولايات وتجرى تظاهرة دولية رياضية "صحراء مراتون" بحضور مئات العدائيين وبعض المشاهير والساسة ومتضامنين فاق عددهم 700 قدموا من ازيد من 14 بلدا
وفي الارض المجتلة يتواصل مد الانتفاضة في مواجهة الاحتلال في حين يقبع بالسجون المغربية ومدينتي العيون والداخلة المحتلتين، ازيد من 80 معتقلا سياسيا صحراويا،كهم من اجل تقرير المصير والاستقلال للشعب الصحراوي
في الذكرى ال 36 لاعلان الدولة الصحراوية يتعزز صمود الشعب الصحراوي وتتقوى ارادته في المقاومة على على اكثر من صعيد بحسب المراقبين.(واص)088/090/600