Pasar al contenido principal

ذكرى 36 لاعلان الجمهورية : الرئيس محمد عبد العزيز يؤكد أمام الهيئة التشريعية المنتخبة على أهمية إنجاح أولويات المؤتمر الـ 13 لجبهة البوليساريو

Submitted on

التفارتي  (الاراضي المحررة) 27 فبراير 2012 (واص)- أكد رئيس الجمهورية- الامين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز، اليوم الإثنين في كلمة  في ختام انتخاب رئيس المجلس الوطني  ورؤساء لجانه التي جرت اليوم ببلدة التفاريتي المحررة، على أهمية إنجاح الأولويات التي وضعها المؤتمر الثالث عشر للجبهة، "لضمان التعاون والتكامل بين المؤسستين (التشريعية والتنفيذية).

 

" كما استحضر المؤتمر المهام ذات الأولوية التي تنتظر شعبنا في المرحلة القادمة، فإنه استحضر كذلك جملة من الصعوبات والتحديات المرتطبة، ليس فقط بمختلف أشكال وأساليب الحرب العدوانية التي تشنها الحكومة المغربية ضد شعبنا، ولكن بآثار الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة والحراك الذي تشهده المنطقة وما يقع فيها من توتر وانعكاسات ذلك على الأوضاع الأمنية، إضافة إلى التدخلات الأجنبية وصراعات النفوذ، وهي حقائق ومعطيات يجب أن تكون حاضرة لدى هذه الهيئة التشريعية والرقابية التي تتأسس اليوم، ولدى الهيئة التنفيذية، لكي نعمل جميعاً على ضمان التعاون والتكامل بين المؤسستين، بما يفضي إلى إنجاح أوليات المؤتمر"، يقول السيد محمد عبد العزيز.

 

وأوضح السيد الرئيس بأن المؤتمر الثالث عشر للجبهة، مؤتمر الشهيد المحفوظ اعلي بيبا، عكس نوعا من النضج والوعي والمسؤولية لما كرسه من إجماع صحراوي شامل على تصعيد المقاومة والكفاح، تحت لواء ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وما اتخذه من قرارات تاريخية تمس أولويات الكفاح الوطني.

 

وتقدم السيد محمد عبد العزيز  بالتهنئة إلى رئيس وأعضاء المجلس الوطني بعد إنتخابهم، معبرا عن كامل الارتياح "إزاء الأجواء التي سارت فيها هذه العملية، وما أبان عنه المواطنون من وعي ونضج في اختيار ممثليهم بحيث تلتقي فيهم مزايا التواصل والتاريخ والخبرة الميدانية والمؤهلات والقدرات الفكرية والعلمية والحضور الشباني والنسائي". 

 

وشدد السيد الرئيس في كلمته بأنه"يحق للشعب الصحراوي اليوم أن يفخر بكل الانجازات والمكاسب التي حققها بصموده ونضاله وإصراره، في مختلف الميادين، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما حققته قضيته العادلة من حضور سياسي وإعلامي في جميع أنحاء المعمورة، وعلى أعلى المستويات في أكبر المنظمات الدولية، وبنائه لأسس الدولة الصحراوية المستقلة ومؤسساتها، في ظرف قياسي في تاريخ الأمم والشعوب، عبر تجربة نضالية وديمقراطية متميزة في العالم، تجمع بين مهمتي التحرير والبناء، تولي الاهتمام اللازم لكل مكونات المجتمع، على أسس عصرية، تعطي للمرأة والشباب المكانة المستحقة".

 

ومن جهة أخرى إستنكر رئيس الجمهورية، "إصرار بعض الأطراف الأوروبية على دعم الأطروحة التوسعية المغربية، ومساهمتها في إطالة أمد النزاع، عبر التغاضي المفضوح عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة في حق الصحراويين، نسجل رفض البرلمان الأوروبي لتجديد اتفاقية الصيد البحري مع المملكة المغربية، لتجنب إقحام الشعوب الأوروبية في عملية سرقة ونهب ثروات شعب أعزل ومظلوم".

 

وبالمناسبة، عبر السيد الرئيس عن تقديره لكل فعاليات انتفاضة الاستقلال المباركة، كما ترحم على شهداء الانتفاضة وشهداء القضية الوطنية جميعاً، معبرا بأصالة عن نفسه وبإسم المجلس عن تضامنه وتآزرنه مع عائلة الشهيد سعيد دنبر، مدينا في نفس الوقت رفض سلطات الاحتلال المغربي عرض جثمانه على الخبرة الطبية لكشف حقيقة وملابسات جريمة اغتياله الجبانة، حتى يتم دفنه بكرامة وفي أسرع الآجال.

 

كما أعرب عن تضامنه ومؤازرته ليحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، بمن فيهم مجموعة اقديم إيزيك، التي تنوي الحكومة المغربية تقديمها إلى المحكمة العسكرية، ومجموعة الداخلة، مجددا مطالبته للأمم المتحدة بممارسة كل الضغوط والعقوبات اللازمة على الحكومة المغربية من أجل إطلاق سراحهم فوراً وبدون شروط، وتمكين بعثتها للاستفتاء في الصحراء الغربية من حماية حقوق الإنسان هناك ومراقبتها والتقرير عنها.

 

"وفي هذا اليوم التاريخي، نجدد المطالبة بالكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، منذ اجتياحها العسكري الغادر للساقية الحمراء ووادي الذهب في 31 أكتوبر 1975، وإزالة الجريمة ضد الإنسانية، المجسدة في الجدار العسكري المغربي الذي يقسم أرضنا وشعبنا ويهدد الإنسان والحيوان والبيئة بما يختزنه من آلات الدمار وملايين الألغام، بما فيها المضادة للأفراد المحرمة دولياً"، يقول السيد الرئيس في مستعرض كلمته أمام أعضاء المجلس الوطني الصحراوي.

 

السيد رئيس الجمهورية، تقدم أيضا بأسمى عبارات التقدير والعرفان إلى كل أولئك الذين وقفوا ويقفون إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي العادل، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،التي تبنت، ومنذ البدايات الأولي لقضية الصحراء الغربية، ذلك الموقف المبدئي الصارم، المنسجم مع مقتضيات الشرعية الدولية، والقائم على ضرورة تصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال.

 

كما حيا الأصوات المغربية التي تقف إلى جانب الشرعية الدولية، وتؤيد حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير، موجها نداء "المحبة والصداقة" إلى الشعب المغربي الشقيق للعمل معاً، جنباً إلى جنب، "من أجل المساهمة الجادة والمسؤولة في تحقيق السلم والاستقرار والازدهار في منطقتنا وبناء الاتحاد المغاربي، على أسس واضحة من احترام الشرعية الدولية وحقوق الإنسان والشعوب وحسن الجوار والاحترام المتبادل بين كل شعوبنا وبلداننا".

 

كما عبر السيد الرئيس عن إدانته للعملية الإرهابية الغادرة التي أدت إلى اختطاف المتعاونين الثلاث، الإسبانيين والإيطالية، من مخيمات اللاجئين الصحراوين، معلنا عن تضامنه معهم ومع عائلاتهم، ومجددا عبارات الشكر والتقدير إلى كل أعضاء الحركة التضامنية في إسبانيا وأوروبا والعالم.

 

السيد محمد عبد العزيز دعا بالمناسبة الدولة الإسبانية للقيام بدور جاد في حل نزاع الصحراء الغربية، منسجم مع الشرعية الدولية ومع مسؤولياتها القانونية والسياسية والأخلاقية وواجبها تجاه تصفية الاستعمار وحق الشعب الصحراوي، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال. (واص)084/090/088