الشهيد الحافظ 17 يونيو 2022 (واص) - طالبت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات، إسبانيا الاستعمارية بالكشف عن كل ملابسات احتفاء الزعيم الثوري الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري .
الوزارة وفي بيان لها بمناسبة مرور 52 عاما على اختفاء فقيد الشعب الصحراوي واليوم الوطني للمفقود، جددت مطالبتها الدولة الإسبانية بالكشف عن كل ملابسات اختفاء الزعيم البطل محمد سيد إبراهيم بصيري، داعية بالمناسبة الشعب إلى الوقوف في وجه عواصف الخيانة والغدر وما يتطلب الالتفاف حول قدسية أهداف التحرير والانضواء تحت لواء التنظيم الوطني الثوري للجبهة وحامي حمى الوطن جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وهذا التحدي الذي رفعه الشعب الصحراوي في ظروف عصيبة يفرض عليه اليوم مزيدا من الحزم و مجابهة مخاطر تحديات المرحلة ومتغيرات الوضع الجيوبوليتيكي إقليميا ودوليا.
نص البيان :
اليوم الوطني للمفقود
أكثر من نصف قرن يمضي على انتفاضة الزملة التاريخية في الـ17 يونيو عام 1970 في قلب العيون المحتلة، ذكرى لتخليد إعلان القطيعة مع ماضي التدجين وسيطرة الفكر الكولونيالي والخضوع للمستعمر وأدواته في الحكم والهيمنة.
من بين أكثر ردات فعل المستعمر الإسباني عداوة هي انتقامه من زعيم الحركة الثورية آنذاك الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، لم تستسغ السلطات الإسبانية حجم الوعي القومي التحرري الذي بثه الشهيد بصيري في قلوب الصحراويين واهتزاز هيبة الوجود الإسباني في منطقة الصحراء الغربية مع انتشار شعارات القومية والتحرر ومحاربة المستعمرين والدعوة إلى طرد قوى الاحتلال.
يخلد الشعب الصحراوي اليوم مرور 52 عاما على تفجر أحداث انتفاضة الزملة التاريخية التي حررت الضمير الصحراوي من القيود التي كبلته بها إسبانيا، سعيا لقطع الطريق أمام الثورة والعصيان والمطالبة بالحقوق التاريخية الأساسية، وأمام كل هذا قاد الفقيد بصيري برؤيته وفكره تلك المقاومة السلمية واستطاع أن يوصل الوعي إلى كل البيوت الصحراوية، ورغم الفوضى التي زرعتها إسبانيا القوة الإدارية والاستعمارية وما قامت به من قمع واسع للمتظاهرين واعتقال قادة الأحداث وتعذيبهم من بينهم بصيري الذي اختفى إلى اليوم وفعلت به إسبانيا ما فعلت، إلا أن الفقيد بصيري بلغ رسالته وأطلق شرارة النضال والوقوف في وجه المحتل الدخيل.
مرت أكثر من خمسين سنة ولا يزال الشعب الصحراوي ينهج نفس الطريق وهو طريق الخلاص من هيمنة المستعمرين ومؤامراتهم وطور الصحراويون كل هذه العقود من أساليب مواجهتهم وقد أعلنوا الكفاح المسلح ورفع راية المقاومة العسكرية كخيار إستراتيجي في الدفاع وحماية الوطن وصون كرامة الإنسان.
إنها مسيرة من أكثر من خمسة عقود نقف فيها على جيش عصري منظم له تجربة فريدة في الحرب وانتفاضة شعبية واسعة في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية وفي السجون المغربية سيئة الذكر وتنظيم سياسي رائد تقوده الجبهة الشعبية في المؤسسات وفي الجاليات وفروعها، ليس هذا فحسب بل أيضا تاريخ دبلوماسي خارجي مشرف وعلاقات دولية قوية، كل هذا أعطى للشعب الصحراوي سمعة مقدسة في كل دول العالم بفضل مقاومته الشريفة والمشروعة ونبل أهدافه وما يطمح إليه.
الجريمة التي نفذتها الإدارة الإسبانية ضد الشهيد محمد سيد إبراهيم بصيري والتي انتهت بقتله ومحو آثار جريمتها بدم بارد؛ هو انتقام من الفكر الوطني التحريري ومن قاده في العيون وغيرها من المدن، والشىء المخزي هو أن إسبانيا التي أصبحت اليوم دولة متقدمة لم تستطع نسيان الماضي ولا تجاوز عقدته!
لم تكن يوما للدولة الإسبانية الشجاعة الكافية مثل الكثير من الدول كي تعلن عن توبتها من ماضيها الاستعماري وتعتذر معنويا وماديا وتجسد ذلك سياسيا بكل جرأة رغم تعاقب الحكومات مختلفة التوجهات على الحكم في مدريد.
خلال سنوات من الحرب الطاحنة بين الجبهة الشعبية والنظام المغربي بسطت الأمم المتحدة خططها ووعودها بالحل وتقرير المصير ، لكنه بعد ثلاثين عاما كانت تلك الوعود سرابا وأبانت عن عجز بائس للأمم المتحدة التي فشلت في قيادة السفينة إلى بر الأمان، وبالتالي تفجر الوضع من جديد وعادت الحرب بتاربخ الـ13 نوفمبر 2020 بعد يأس جبهة البوليساريو من حالة السكون واللعب على عامل الوقت والاستفزاز، في وقت لم تكن شهادة المجتمع الدولي سوى عار وضعف أخلاقي لا يمكن تبريره.
استئناف البوليساريو للكفاح المسلح أعقبه تململ وغموض في الموقف الإسباني سرعان ما فضحه الإعلان الرسمي في رسالة رئيس الحكومة بيذرو سانتشيث إلى ملك المغرب وتأييده لما يسمى الحكم الذاتي، وكأن إسبانيا لا تريد لخيانتها للشعب الصحراوي أن تتوقف بعد عقود من الغدر والخديعة، إسبانيا القوة المديرة بحكم القانون الدولي لم تشفـَ من عقدة الشعب الصحراوي وتأبى استرداد دينها التاريخي وما سببته من ألم للصحراويين.
إننا في وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات، ونحن نخلد هذه الذكرى المصادفة ليوم وزارتنا، نطالب الدولة الإسبانية بالكشف عن كل ملابسات اختفاء الزعيم البطل محمد سيد إبراهيم بصيري.
إنه موقف تحد يفرض على الشعب الصحراوي اليوم الوقوف في وجه عواصف الخيانة والغدر ويتطلب الالتفاف حول قدسية أهداف التحرير والانضواء تحت لواء التنظيم الوطني الثوري للجبهة وحامي حمى الوطن جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وهذا التحدي الذي رفعه الشعب الصحراوي في ظروف عصيبة يفرض عليه اليوم مزيدا من الحزم ومجابهة مخاطر تحديات المرحلة ومتغيرات الوضع الجيوبوليتيكي إقليميا ودوليا.
كفاح ، صمود و تضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية .
( واص ) 090/105/500.