الشهيد الحافظ02 جانفي 2019 (واص) أكد اليوم الخميس رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي لدى إشرافه على اختتام اجتماع الشهيد محمد عبد العزيز الموسع الثالث لأركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي أن القضية الوطنية قطعت أشواطاً مهمة وتقدمت بخطوات كبيرة، وفتحت الآفاق الواعدة لمزيد الانتصارات والمكاسب التي ستتطلب، بطبيعة الحال، مزيداً من النضال والصمود والتضحية والعطاء، مشير أن سنة 2019 ينتظر أن تتميز بالعديد من التحديات، على جميع الأصعدة والمستويات ما يتطلب الاستعداد الجيد.
وأضاف رئيس الجمهورية أن جيش التحرير الشعبي الصحراوي سيكون كما كان دائماً في مستوى الآمال والتطلعات ، مؤكدا أنه يضطلع اليوم بمهامه الدستورية في حماية سيادة الدولة الصحراوية على أراضيها المحررة.
نص كلمة الرئيس بالمناسبة :
بسم الله الرحمن الرحيم
مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،
الحضور الكريم،
ها نحن نختتم اجتماع الشهيد محمد عبد العزيز الموسع الثالث لأركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي، والذي يشكل عودة ميمونة لسنة حميدة، تلتقي فيها إطارات وقيادات الجيش الصحراوي، لتدارس الرزنامات التفصيلية للبرنامج السنوي لوزارة الدفاع الوطني. وإن شعار الاجتماع ؛ ضبط، تحكم، فعالية، يضعنا في صورة التوجه العام لسنة 2019، والتي ، إضافة إلى الهدف الرئيسي، المتمثل في تأمين أعلى درجات الاستعداد القتالي وضمان الجاهزية لكل الاحتمالات، سيتم التركيز فيها على محاور معينة، كالوضعية الأمنية وترقية الإدارة وميادين أخرى أساسية في برامج الجيوش، مثل التدريب والتكوين والتحسين المستمر للخدمات وتنظيم الأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية والترفيهية وغيرها.
إنها تجربة متميزة ، اعتمدها الجيش الصحراوي في الماضي، فحققت من الانتصارات الباهرة والملاحم البطولية ما خلق لشعبنا تاريخاً ناصعاً ومجداً تليداً خالداً ومكانة مستحقة بين الشعوب والأمم. لقد قرن مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي بين الروح القتالية العالية والشجاعة المنقطعة النظير والاستعداد اللامتناهي للتضحية والعطاء والانضباط الواعي والمسؤول، وبين القدرة على الخلق والإبداع للتعاطي مع واقع حرب ضروس، تدور رحاها في أقسى الظروف وأصعبها، فاستطاعوا، بإمكانيات بسيطة متواضعة، ولكن بعبقرية فذة، أن يشلوا فعالية آلة الدمار وترسانة الخراب للقوات المغربية، المدججة بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات والخطط والاستراتيجيات.
وإن هذه المشاركة الموسعة لإطارات الجيش الصحراوي، سواء في المركزية أو على مستوى القادة الميدانيين، ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات القائمة على الدراسة المعمقة، ومكنت من تحديد أكثر دقة للأولويات وعززت فرص التقييم الموضوعي الشامل.
وإننا لنشيد بالنتائج الإيجابية التي وقف عليها التفتيش المركزي الأخير. ولا بد في هذا السياق من الإشارة ومن التنويه بالتجربة المتميزة كذلك التي يجسدها افتتاح المدرسة العسكرية للبنات، إلى جانب المدرسة الوطنية للأشبال، والتي تمثل إضافة نوعية لمكاسب الجيش الصحراوي، بالنظر إلى ما تحتله المرأة والشباب من مكانة مرموقة وحاسمة في تاريخ وتطور وازدهار الأمم. وهي مناسبة لنتوجه بالتحية إلى المرأة الصحراوية التي لعبت وتلعب دورها المتميز في مسيرة ثورة العشرين ماي الخالدة، وتتحمل اليوم أعباء المقاومة السلمية في مواجهة القمع المغربي الوحشي بإرادة فلاذية لا تلين.
فجيش التحرير الشعبي الصحراوي سيكون كما كان دائماً في مستوى الآمال والتطلعات. وها هو يضطلع اليوم بمهامه الدستورية في حماية سيادة الدولة الصحراوية على أراضيها المحررة، وضمان الأمن والطمأنينة للمواطن، ويتصدى لسياسات دولة الاحتلال المغربي، بما فيها الحرب القذرة عبر تسريب المخدرات، وكل ما يرتبط بذلك من دعم وتشجيع لعصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،
الحضور الكريم،
تميزت السنة المنصرمة، 2018، بانتصارات ومكاسب عديدة للقضية الوطنية، والشعب الصحراوي ينبغي أن يكون فخوراً ومعتزاً بما حققه طيلة سنة من الصمود والكفاح والمقاومة البطولية، في كل تواجداته، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة والجاليات.
وبهذه المناسبة، ونحن نرحب الوفد القادم من الأرض المحتلة والحاضر معنا في هذا الاجتماع، نحيي، باسم مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي والشعب الصحراوي قاطبة، انتفاضة الاستقلال المباركة وما تخطه بطلاتها وأبطالها من من صفحات ناصعة من المقاومة السلمية المستميتة، وما تبديه من تحدي أسطوري لآلة القمع والحصار المغربية. وسنظل نعمل بكل السبل ونطالب بإلحاح الأمم المتحدة من أجل التعجيل بإطلاق سراح معتقلي اقديم إيزيك ومعتقلي الصف الطلابي والمعتقلين الإعلاميين وامبارك الداودي ويحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
صمود الشعب الصحراوي وإصراره هو الذي مكن الأمم المتحدة من تنظيم لقاء جنيف مطلع شهر ديسمبر الماضي، والذي كان تطوراً مهماً، فند مغالطات دولة الاحتلال المغربي ودعاياتها، وأكد بأن لا حل للنزاع في الصحراء الغربية إلا باحترام الإرادة السيدة للشعب الصحراوي وحقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.
والدولة الصحراوية ترسخ اليوم مكانتها كعضو مؤسس وفاعل داخل الاتحاد الإفريقي، الذي يتشبث بمبادئ وبنود قانونه التأسيسي، وفي مقدمتها احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال. كما أن قرارات محكمة العدل الأوروبية المتتالية تمثل دعماً وتأكيداً لترسانة القرارات الدولية التي حسمت في طبيعة النزاع في الصحراء الغربية، وأقرت بأنها إقليم منفصل ومتميز عن المملكة المغربية، التي هي مجرد قوة احتلال عسكري لا شرعي. وإضافة إلى ذلك، ورغم المحاولات المخجلة التي تقودها فرنسا وإسبانيا على مستوى مفوضية الاتحاد الأوروبي، فقد أكدت المحكمة بطلان أي اتفاق بين الاتحاد والمغرب، يمس الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، ولا شرعية أي استغلال لها، أرضاً أو بحراً أو جواً، بدون موافقة الشعب الصحراوي، عبر ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو.
لقد قطعت القضية الوطنية أشواطاً مهمة وتقدمت بخطوات كبيرة، وفتحت الآفاق الواعدة لمزيد الانتصارات والمكاسب التي ستتطلب، بطبيعة الحال، مزيداً من النضال والصمود والتضحية والعطاء.فلا بد من الاستعداد الجيد لسنة 2019 التي ينتظر أن تتميز بالعديد من التحديات، على جميع الأصعدة والمستويات.ولكن الشعب الصحراوي سيكون في مستوى التحديات، وها هو اليوم، وفي مقدمته جيش التحرير الشعبي الصحراوي، مجمع، وفي إطار التنظيم الوطني الثوري، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وحول مبادئها وأهدافها، على انتزاع النصر الحتمي، باستكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
جيش الشعبي للتحرير واحنا ثورة للتغيير
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة، شكراً والسلام عليكم
(واص) 120/ 090