تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

31 أكتوبر 1975 " عنوان الغدر والخيانة تجاه الشعب الصحراوي "

نشر في

الشهيد الحافظ، 31 أكتوبر 2022 (واص) -تمر اليوم سبعة وأربعون سنة على الاجتياح المغربي للصحراء الغربية، بعدما تأكد ملك المغربي الراحل الحسن الثاني من حتمية خروج المستعمر الإسباني من الإقليم نتيجة الضغوط الصحراوية والدولية عليه، ليحول انتباه جائعيه وعاطليه نحو الخارج ويفوت عليهم تسخين الفرن من تحت أقدامه.
ففي مثل هذا اليوم (31 أكتوبر 1975) شرع نظام الاحتلال المغربي في غزو الصحراء الغربية معتمدا على "قوته العسكرية" تنفيذا لإرادة التوسع والعدوان التي أوضحها ملك المغرب الحسن الثاني يوم 16 أكتوبر 1975 في خطاب إعلان مسيرة "الاجتياح" المغربية في الصحراء الغربية والتي بدأت من أجديرية إلى الفرسية فحوزة وصولا للعيون وشوارعها .
ولم تكن تلك المسيرة سوى "مظلة" دعائية لإخفاء جريمة " حرب الإبادة التي شنها منذئذ النظام المغربي على الشعب الصحراوي، في خرق سافر للمواثيق والقرارات الدولية، تلكم الخطوة التي جاءت مباشرة بعد نشر رأي محكمة العدل الدولية في تزامن مع تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية.
وفي ذكرى الغزو الـ 47 يستحضر الصحراويون جرائم الاحتلال التي باتت اليوم تشكل "وصمة عار" على جبين نظام الرباط على شاكلة جرائم العنصرية البائدة في جنوب إفريقيا والتي استخدم خلالها قنابل النابالم والفسفور المحرمين دوليا في أم أدريكة ، أمكالا والتفاريتي بهدف إبادة الشعب الصحراوي. كما يستحضر الصحراويون صور القمع الذي لم يتوقف يوما حتى في وجود الأمم المتحدة وبعثتها للاستفتاء المينورسو في المنطقة .
لقد تجاهل العالم ومن جديد وبأسف الإشارة لما وقع للصحراويين الهاربين يومها من قصف الطائرات وقنبلة النابالم والفوسفور، والقرى التي هجرها أهلها وتحولت إلى أشباح أثر بعد عين في أجديرية، الفرسية، حوزة والتي كان مصيرها يومها التعتيم واليوم التجاهل في غياب إرادة بل مجرد تمديد بعهدة المينورسو لمدة سنة. يومها كان الصحراويون عرضة للقنبلة والمطاردة في أم أدريكة والقلتة والتفاريتي وأمكالا، فيما كانت المدن تحت السيطرة حيث يساق الصحراويون نساء ، شيبا وشبابا نحو السجون والتصفية الجسدية، فيما يسوق  الاحتلال تلك الجرائم على أنها مسيرة "خضراء"  وافراح .. في أكذوبة لازال النظام في المغرب يلوكها رغم تقادمها.
اليوم وبعد مرور 47 سنة تظل إرادة "التشبث" بالتوسع و"العدوان" متواصلة يرثها الابن عن الأب لدى النظام في المغرب، من خلال الخطابات المتكررة للنظام المغربي التي لم يفلح يوما في "تكسير" إرادة المقاومة المترسخة لدى الشعب الصحراوي المتسلح بالإيمان بالقضية وبقدسية الأهداف ونبل المقاصد في ظل تضامن وتأييد دولي تزداد رقعته يوما بعد آخر.
ويقول  الكاتب السيد حمدي في مدونة له "لم يتوقف الأمر فقط عند اقتحام وغزو عسكري ومدني مغربي للإقليم المنكوب، بل أنه، أيام بعد ذلك، وبعد أن عبَّد الجيش والمسيرة الأولى الطريق وأمَّنوا المدن، بدأت جموع المستوطنين الجدد، الذين سيصبحون فيما بعد نواة الاستيطان، تتوالى إلى الصحراء، كانوا مندفعين وراء دعاية وتحريض عنصري قام بهما النظام الملكي بعد استيلائه على الصحراء بالقوة".
ويضيف الكاتب "في سنة 1991م ، قام المغرب مرة أخرى بإرسال مسيرة أخرى تتكون من 200 ألف بحجة أنهم صحراويون سيشاركون في الاستفتاء " ، لكن الحقيقة أنهم كانوا كلهم مغاربة ولم يكن الزج بهم في الصحراء الغربية بهدف مشاركتهم فقط في الاستفتاء، بل كدعم جديد للاستيطان. لقد تم بناء وتشييد لهم مخيمات على هوامش المدن الصحراوية تحمل اسم "مخيمات العودة" وبقوا هناك حتى استفادوا، سنوات بعد ذلك، من مساكن ووظائف واستقروا"
اليوم وبعد 47 عاما من الاجتياح، تغيرت الظروف الدولية والإقليمية، نتيجة تجاهل المنتظم الدولي بمختلف مكوناته للواقع في الصحراء الغربية، خاصة مع عودة المنطقة الى مربع الحرب، بعد الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار، وتزايد الإيمان لدى الشعب الصحراوي بمواصلة المسيرة التحررية حتى استكمال السيادة الوطنية على كامل تراب الجمهورية الصحراوية. (واص)
090/105.