ولاية الداخلة 18 يناير 2023 (واص) - لم يفقد المناضل الصحراوي سيدي محمد ددش ولو ذكرى واحدة من سنواته الطويلة وجحيم الكابوس الذي عاشه بسجون الاحتلال المغربي لمدة 25 عاما، في انتظار حكم الإعدام الذي صدر بحقه وظل يترقب تنفيذه في كل لحظة، جعلته في حالة نفسية سيئة للغاية، ناهيك عن ممارسات القهر والتعذيب التي سلطت بحقه والمنافية لكل الأعراف والقوانين الدولية كافة.
ويروي المناضل الصحراوي محمد ددش، بكثير من المرارة والغضب في آن واحد لـ"وأج" على هامش أشغال المؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو تفاصيل تواجده لسنتين بسجن مراكش و23 سنة بسجن القنطيرة، بعد أن تم الحكم عليه بالإعدام يوم 7 أبريل 1989.
فقد بقي في حكم الإعدام إلى غاية 8 مارس 1994، سنوات مرت -يقول ددش- وهو ينتظر في كل لحظة استقدامه لتنفيذ الحكم، خصوصا بعد إعدام أحد المعتقلين القابعين بالزنازين المحاذية لزنزانته.
وقد ألقي القبض على محمد ددش وهو في حالة صحية خطيرة، حيث تعرضت كتفه اليسرى لكسر لازال لغاية اليوم يشكل مصدر ألم ينغص حياته، موضحا أن سلطات الاحتلال لم تكترث لحالته هذه ولم يقدم له العلاج لسنوات طويلة، بل تم وضعه في زنزانة لا تتعدى مساحتها المتر ونصف على نصف المتر وتفتقد لأدنى الشروط الأساسية لمتطلبات الحياة اليومية.
ويستطرد ددش أنه ظل يعاني من ظروف اعتقالية خطيرة وأساليب وممارسات مشينة على أيدي الإدارة السجنية، لغاية إطلاق سراحه في السابع من نوفمبر 2001 بعد حملات دولية مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين من سجون الاحتلال المغربي.
وأشار هنا إلى الحملة التي قام بها المكتب الأوروبي للدفاع عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية بجنيف، التي انخرطت فيها الكثير من المنظمات الدولية وتواصلت لغاية يوم الإفراج عنه، مذكرا بالمساومات التي تعرض لها من قبل سلطات الاحتلال وقت الإفراج عنه وبعده.
وعن سؤال بخصوص سر تحمله وصموده لكل هذه الظروف، رد المناضل محمد ددش أن ذلك نابع من قناعته بقضيته وحبه لأرضه وتمسكه بهدف الشعب الصحراوي في الاستقلال والتحرر وطرد المستعمر الغاصب.
وتعد شهادة ددش واحدة من مئات الشهادات لأسرى صحراويين بمعتقلات الاحتلال التي وبمجرد أن ترصد أبوابها، تبدأ بها ممارسات الإدارة السجنية من ترهيب وتعذيب نفسي وجسدي وإهمال طبي متعمد، في انتهاكات خطيرة تستوجب المحاكمة الدولية.
ويتواجد الأسرى الصحراويون الذين حرموا من أعظم شيء ينشده الإنسان وهو الحرية، وراء قضبان سجون الاحتلال المغربي في وضع غير إنساني، تصادر فيه حقوقهم الأساسية وفي ظروف قهرية أدانتها المنظمات والهيئات الحقوقية والبرلمانات العالمية ووضعتها في خانة "التصفية الجسدية".
فالموت يتهدد الأسرى في كل لحظة وصورة قاتمة تصدرها التقارير عن يوميات المعتقلين بين جدران زنازين الاحتلال، فيما يواصل المغرب صم الآذان وغض النظر عن المناشدات الصحراوية والدولية بضرورة إطلاق سراح هؤلاء ومنهم مجموعة "أكديم إزيك".
ويؤكد الصحراويون في كل مرة أنه وأمام الوضع المقلق وغير الإنساني وما قد يترتب عنه من نتائج غير محمودة العواقب للأسرى الصحراويين، فإن منظمة الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الإنسان بجنيف وكافة المنظمات الدولية الوازنة والتي تعنى بحقوق الإنسان، مطالبة بضرورة التحرك العاجل لإنقاذهم بالضغط على المغرب لإطلاق سراحهم.
وخلال مؤتمرها الـ16 الجاري حاليا بولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، طالبت جبهة البوليساريو بتحرك المجتمع الدولي للتعجيل بإطلاق سراح جميع الأسرى المدنيين الصحراويين المعتقلين في السجون المغربية، وهو الطلب ذاته الذي أكدت عليه الحركة التضامنية الدولية المشاركة في أشغال المؤتمر.
( واص ) بعثة " واص " إلى المؤتمر السادس عشر