تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في لقاء حول آليات استكمال تسوية ملف متضررين من أخطاء مراحل سابقة من الكفاح الوطني : رئيس الجمهورية يؤكد أن الشعب الصحراوي يجدد التمسك بوحدته

نشر في

الشهيد الحافظ، 12  أكتوبر 2022 (واص) أكد مساء اليوم الأربعاء  رئيس الجمهورية  الامين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي  في كلمة له في لقاء حول آليات استكمال تسوية ملف متضررين من أخطاء مراحل سابقة من الكفاح الوطني أن مثل هذا للقاء هو رسالة من الشعب الصحراوي  وهو يخلد  الذكرى ال 47 للوحدة الوطنية إلى العالم، يجدد فيها تمسكه بوحدته وخياراته الوطنية.
نص الكلمة:
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، في لقاء حول آليات استكمال تسوية ملف متضررين من أخطاء مراحل سابقة من الكفاح الوطني
12 أكتوبر 2022
-------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
" وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". صدق الله العظيم
الأخوات والإخوة،
يلتئم اليوم هذا الجمع المبارك في لحظة متميزة من تاريخ الشعب الصحراوي، وهو يخلد الذكرى السابعة والأريعين لإعلان الوحدة الوطنية، أم المكاسب التي احتضنت جميع الصحراويات وجميع الصحراويين، أينما كانوا، في إطار واحد، بتوجه واحد، تحت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، من أجل المضي بشعبنا نحو بلوغ أهدافه العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال.
في كنف هذا الحدث المفصلي، بكل أبعاده ومغازيه ودلالاته العميقة، نجتمع اليوم لاستكمال مسار المعالجة الموضوعية، الأخوية والشفافة، لما اعترى بداية مسيرتنا الكفاحية من أخطاء، محدودة في الزمان والمكان، مست البعض من المناضلين الصحراويين، رغم يقيننا الراسخ بأنها لم تكن مقصودة لذاتها، وأنها لصيقة بتاريخ الشعوب والأمم، وخاصة في مثل حالتنا، كحركة تحرر وطني ودولة فتية، كانت لا تزال تتلمس طريقها، في مرحلة مبكرة من بناء هيئاتها ومؤسساتها ومنظومتها القانونية والقضائية.
لقد كان المؤتمر الثامن للجبهة سنة 1991 سباقاً، واضحاً، صادقاً وحاسماً في التعاطي مع تلك الحالة، وعمل على إيجاد أفضل معالجة ممكنة لها، بما في ذلك الاعتذار الرسمي، على لسان رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، وجبر الضرر، وخاصة المعنوي، بإدراج حالات الوفيات في صنف شهداء القضية الوطنية.
لا يجب أن تمر المناسبة دون أن نشيد بذلك القرار الشجاع والحكيم الذي اتخذته الجبهة، من خلال أعلى سلطة، أي المؤتمر، في واقعة فريدة في تاريخ حركات التحرر، رغم التجربة المحدودة وشح الإمكانيات، ورغم الظروف العصيبة وواقع الحرب والتشريد وحجم التكالب والمؤامرات التي كانت تحيط آنَـئِـذٍ بكفاح الشعب الصحراوي.
ولكننا نشيد أيضاً أيما إشادة بكل المواطنات والمواطنين الصحراويين المتضررين الذين سارعوا، بروح الوطنية الصادقة، بالأمس كما باليوم، إلى التجاوب والتعاون البناء للتعاطي مع الملف بكل مسؤولية، متمثلين قيم الشجاعة والتسامح والتضحية، ومستحضرين المصلحة الوطنية العليا، وهو ما يسجل لهم بكل تقدير وفخر كمساهمة تاريخية في تعزيز لحمة الوحدة الوطنية، جازاهم الله عن شعبنا خير الجزاء.
ومن هنا، فإن جمعنا اليوم ما هو إلا امتداد لهذا التوجه، بغية تتويج هذا الجهد الوطني، وتنفيذ التزام الجبهة الشعبية، والذي جددته في مؤتمرها الخامس عشر، بالتأكيد على العمل على جبر الضرر لكل مواطنة أو مواطن صحراوي من المتضررين، في حدود الإمكانيات المتاحة للجبهة، في ظل مرحلة حرب التحرير الوطني واستئناف الكفاح المسلح.
نتوجه بالشكر إلى كل الذين ساهموا، من مؤسسات وهئيات وطنية ومن شخصيات ومواطنين عاديين في الوصول بالملف إلى هذه المرحلة المتقدمة على طريق التسوية النهائية، بحيث ينحصر المتبقي على جوانب تقنية بحتة، تتولاها إدارة وطنية مفتوحة، تبعاً لما تتيحه الإمكانيات، ووفق الشروط والمعايير المحددة.
ولكننا نؤكد بأن الأمر لا يتعلق بمجرد الاعتذار الرسمي، الذي نجدده اليوم، عن أخطاء ترافق كل الثورات، وخاصة في بداياتها، بل حتى مختلف النظم السياسية في العالم، بما في ذلك في عصرنا الراهن، ولا بمجرد جبر للضرر، حسب الممكن المتاح. إن قيمة ودلالة هذا اللقاء أكبر من ذلك بكثير.
إنه لقاء الإخوة والأهل والأحبة، في أجواء من الثقة والصراحة والوضوح، في كنف الروح الرفاقية والتصالح والتسامح، في سمو وعلو عن كل الصغائر، في عمل وطني، تشاركي، صادق ومخلص، تؤطره مبادئ وأهداف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتحتضنه خيمة الوحدة الوطنية الصحراوية التي نحتفل بذكراها السابعة والأربعين.
وهذا أمر طبيعي، لأن الدولة الصحراوية هي دولة كل الصحراويات وكل الصحراويين المتشبثين بأهداف شعبنا في الحرية والاستقلال، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. كلهم أبناؤها وبناتها، وواجبها احتضانهم جميعاً والسهر على ضمان حقوقهم الأساسية، مهما كانت الصعوبات والكبوات، ومن واجبهم المقدس الذود عن حرمتها وكرامتها ووحدتها وصيانة مكاسبها ومؤسساتها ومكانتها في العالم. إنها حقوق وواجبات مكرسة في دستور الجمهورية الصحراوية وفي التزاماتها الدولية وفي إطار الاتحاد الإفريقي، على غرار الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وغيرها من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
إن مثل هذا الملتقي في  مثل هذا اليوم هو رسالة من الشعب الصحراوي إلى العالم، يجدد فيها تمسكه بوحدته وخياراته الوطنية، وتصديه بكل عزم وحزم وصرامة وحكمة وتبصر لمناورات العدو الدنيئة ودسائسه الخبيثة، الرامية الى المس من وحدة الشعب الصحراوي وطليعته الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
باسمكم جميعاً، نجدد العهد على المضي معاً على درب الوحدة الوطنية والإجماع والوفاء لعهد الشهداء حتى بلوغ أهدافنا الوطنية في استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وحدتنا وحدة من حديد، وستظل سائرة
نموت موحدين ولن نعيش مقسمين
كفاح، صمود، تضحية، لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.
شكراً والسلام عليكم.
(واص)120/090