تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الذكرى الـ 47 للوحدة الوطنية .. إجماع وطني على وحدة الصف و إصرار على انتزاع النصر

نشر في

الشهيد الحافظ، 11 أكتوبر 2022 (واص)- يزخر تاريخ الشعب الصحراوي المجيد بالاحداث التاريخية التي أرعبت ماكينة الاحتلال و جعلته يترنح من وجع الهزيمة وبرهنت على ان إرادة الصحراويين تظل عصية على الانكسار، و يظل يوم الوحدة الوطنية بلا شك برهانا ساطعا على وحدة الصف و عزيمة صلبة على انتزاع النصر. 
و يرافق مسيرة الكفاح الوطني حدثان اساسيان مرتبطان شكلا ومضمونا و يعكسان متانة و صلابة الوحدة الوطنية الصحراوية:
- اليوم الوطني للخيمة الصحراوية
كانت الخيمة ولا تزال المكان الذي يشعر فيه الصحراوي بالحرية،  فهي المكان الذي يخطط فيه لحياته وكفاحه و مستقبله.
ففي الخيمة بدأ التحضير الأول و الاعداد المحكم للثورة ضد المحتل المغربي، فهي ببساطة مهد المقاومة و رمز الهوية و العمود الفقري للثقافة الصحراوية، حيث تفطن الاحتلال المغربي باكرا الى أن الخيمة هي فضاء للاجتماع، و الاتحاد، و التضامن و الكفاح، ولهذا  عمد الى منع نصبها و إقامتها بالقوة و الترهيب في المدن المحتلة من الصحراء الغربية.
 و بالمحصلة، فالخيمة تمثل عراقة الشعب الصحراوي و تاريخه المجيد و رمزا للمقاومة السلمية ضد الاحتلال و أطماعه التوسعية.
و تكريسا لقيمة الخيمة الصحراوية و اهميتها فقد أختارت السلطات في الجمهورية العربية الصحراوية يوم العاشر من اكتوبر يوما وطنيا للخيمة الصحراوية و ما يحمل ذلك من دلالات الوحدة والتضامن و المقاومة.
- مخيم المقاومة الصحراوية اكديم ازيك
إحتفل الشعب الصحراوي يوم أمس الاثنين بالذكرى الثانية عشرة لمخيم الكرامة "اكديم ازيك" 10 اكتوبر 2010، المثال السامي للنضال السلمي للشعب الصحراوي، حيث خرج الاف الصحراويين الى ضواحي العيون المحتلة مطالبين بحقوقهم المشروعة و منددين بسياسات الاقصاء والتهميش و الاضطهاد، فقد نصبت اكثر من ثمانية الاف خيمة، و تجاوز عدد المتظاهرون خمسة وعشرون الف، لقد كانت بحق اكبر انتفاضة شعبية صحراوية بعد انتفاضة الزملة التاريخية ضد الاستعمار الاسباني 1970.
لكن آلة القمع المغربي كعادتها، لم تمهل الوقفة السلمية الصحراوية، بل عاجلتها بالتنكيل و التفكيك بكل وحشية، حرقا و دهسا، و بدون شفقة ولا رحمة.
إذا كانت الخيمة قد وحدت الشعب الصحراوي تاريخيا فمخيم اكديم ازيك كرس هذه الوحدة على رؤوس الاشهاد و على مرأى و مسمع  من العالم.
و قد أسفر تفكيك المخيم عن سقوط  عشرات القتلى و اعتقال المئات من الصحراويين، و الزج باكثر من مئتي  صحراوي في سجون الاحتلال بمدينة العيون المحتلة و الدفع باربعة وعشرين معتقلا سياسيا صحراويا الى المحاكم العسكرية بالمغرب، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة و للقانون الدولي والإنساني.
- يوم الوحدة الوطنية
الوحدة الوطنية هي ام الانتصارات و حاضنة المشروع الوطني و المحرك الرئيسي للعمل الثوري و لكفاح الشعب الصحراوي، فكل الانتصارات التي تحققت خلال اكثر من اربعة عقود من الزمن هي ثمرة لوحدة و تماسك الشعب الصحراوي المكافح.   
سيحتفل الشعب الصحراوي غدا بالذكرى السابعة والاربعين ليوم الوحدة الوطنية الذي تم اعلانه يوم 12 اكتوبر 1975 ببلدة عين بنتيلي، حيث شكل هذا اليوم الأغر نقلة نوعية و تغييرا جذريا في حياة الشعب الصحراوي، فعلى الرغم من وحدة الصحراويين تاريخيا، إلا أن هذا الحدث شكل إجماعا تاريخيا حول وحدة الهدف، من اجل اتنزاع الحق الثابت في تقرير المصير والاستقلال تحت قيادة الممثل الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
فحدث الوحدة الوطنية بعين بنتلي كان ردا حاسما على الغزو المغربي و على حكومة المستعمر الاسباني السابق التي خانت الصحراويين و لم تلتزم بوعودها و غادرت المنطقة دون الوفاء بمسؤولياتها التاريخية و القانونية و الاخلاقية تجاه الشعب الصحراوي.
و بعد سبعة واربعين سنة من ذلك اليوم الاغر، لازالت روح التضحية و الكفاح لدى الشعب الصحراوي في عنفوانها و لم تتبدل رغم مناورات الاعداء و دسائس المحتل المغربي الذي بات يلفظ انفاسه الاخيرة  و يتقهقر امام ضربات الجيش الصحراوي الباسل و صلابة وحدة الصحراويين و تمسكهم بحقهم الثابت في الحرية والاستقلال.
هذه الاحداث الثلاثة و ما لها من دلالات هزت أسس الاحتلال المغربي و اضحى يسير إلى زوال، لان ارادة الشعوب لاتقهر و ما ضاع حق وراءه مطالب.
وأص 090/102  Trad