بومرداس ( الجزائر ) 22 غشت 2016 ( واص ) - أبرز عضو الأمانة الوطنية الوزير الأول السيد عبد القادر الطالب عمار ، أن تنظيم الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية سنوياً بالجزائر الشقيقة ، أضحت فعالية ثقافية وفكرية كبرى ومنبر تضامني وإعلامي هام تطل منه القضية الصحراوية على العالم ، لتجسد أحد التقاليد الراسخة الدالة على عمق علاقات التحالف والانسجام والأخوة القائمة بين الشعبين والثورتين الجزائرية والصحراوية.
وأوضح الوزير الأول اليوم الاثنين بمناسبة اختتام فعاليات الجامعة الصيفية ، أن الجامعة تعكس بالملموس صور الموآزرة الدائمة والدعم المبدئي اللامشروط والمتعددة المضامين والأبعاد التي تضطلع به الدولة والشعب الجزائري ، مرافقة لكفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة.
نص كلمة الوزير الأول :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ: رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
الأخ:والي ولاية بومرداس.
الأخ: رئيس الجامعة الصيفية.
الاخوة الوزراء والسفراء وأعضاء الأمانة الوطنية.
الاخوة والاخوات ممثلي المجتمع المدني الجزائري.
الاطارات المشاركة في الجامعة الصيفية.
إنه لشرف كبير أن أحضر معكم اليوم ـ نيابة عن الاخوة في القيادة السياسية والحكومة الصحراوية ـ هذا الحدث الهام المتمثل في اختتام الطبعة السابعة من الجامعة الصيفية التي تشرفت هذه المرة بحمل اسم القائد الرمز، الرئيس الشهيد: محمد عبد العزيز، وفاء منها لعهده، وعهد الشهداء البررة، محمد عبدالعزيز الذي طالما حف هذه الجامعة بالرعاية وأحاطها بالاهتمام،والحرص على حضورها،إ نه التشبث بالقيم والمثل التي جسدها الشهيد في الميدان، بعطاءاته وتضحياته خدمة للتحرر وسيادة الشعوب والتزاماً بالسير على هذا النهج. فنعم الاختيار: إسماً وشعاراً لهذه الجامعة.
إن المقام يقتضي أن نتقدم لكم جميعاً بالتهاني على نجاح فعاليات هذا الصرح المعرفي الهام وما ميزه من أنشطة علمية متعددة، كما أسدي جزيل الشكر إلى اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، ومن خلالها نبعث برسالة محبة وامتنان واعتراف بالجميل لكل الشعب الجزائري الأبي العظيم والدولة الجزائرية الشقيقة، وعلى رأسها المناضل الفذ والمجاهد الكبير: فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، كما أنها مناسبة سانحة لتقديم عميق الشكر والتقدير إلى ولاية بومرداس وسلطاتها وفي مقدمتهم والي الولاية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، والامتنان موصول إلى القائمين على المعهد الوطني للبترول، هذا الصرح العلمي الفريد، على ما قدمه من متطلبات الإيواء والإقامة.
والشكر موصول لكل من حضر هذه المناسبة من مجتمع مدني، ووسائل إعلام، وأطر صحراوية من مختلف المؤسسات والتواجدات.
كما نتقدم بخالص الشكر وعميق الامتنان ووافر الثناء للأساتذة والباحثين، الذين قدموا اسهامات قيمة وعطاءات علمية هامة في شتى مجالات المعرفة، معارف سيكون لها كبير الأثر في إنارة عقول المنتسبين لهذه الجامعة ومنها: الملفات المرتبطة بتطورات القضية الوطنية والرهانات والتحديات التي تواجهها، المقاومة السلمية بالأرض المحتلة ، القانون الدولي وحقوق الشعوب المستعمرة، حقوق الانسان بالأراضي الصحراوية المحتلة، حماية الثروات الطبيعية والمعركة القضائية بشأنها ،المرأة الصحراوية وادوارها، التزامات الاتحاد الافريقي، الاتصال وأشكال الخطاب والتكنولوجيا الجديدة للإعلام، الأوضاع الأمنية الراهنة في المنطقة، وما يشوبها من مظاهر: الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات،وغيرها من مواضيع،هذا إلى جانب الدروس المستقاة من تاريخ ثورة أول نوفمبر المجيدة، تلك المنارة الوضاءة، التي نهتدى بها، والتجربة الرائدة التي نستلهم منها الدروس، ونستنبط منها العبر لمواجهة التحديات. إن هذه المواضيع بما أتسمت به من عرض أكاديمي علمي رصين وراهنية مطلوبة ستسهم ـ ولاشك ـ في توسيع مدارك إطاراتنا المنتسبين لهذه الجامعة وتغني زادهم المعرفي وتزيد في رصيدهم الفكري والثقافي ،والسياسي.
الاخوة والاخوات:
إن تنظيم الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية سنوياً بالجزائر الشقيقة ،التي أضحت فعالية ثقافية وفكرية كبرى ومنبر تضامني وإعلامي هام تطل منه القضية الصحراوية على العالم، لتجسد أحد التقاليد الراسخة الدالة على عمق علاقات التحالف والانسجام والاخوة القائمة بين الشعبين والثورتين الجزائرية والصحراوية، كما أنها تعكس بالملموس صور الموآزرة الدائمة والدعم المبدئي اللامشروط والمتعددة المضامين والأبعاد التي تضطلع به الدولة والشعب الجزائري، مرافقة لكفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، ولا غرو في ذلك، فسجل جزائر الثورة والشهداء، جزائر المبادئ حافل بنصرة القضايا العادلة في العالم.
الاخوة والاخوات:
يحضر معنا في هذه الجامعة عدد معتبر من النشطاء الحقوقيين والمناضلين القادمين من الأراضي الصحراوية المحتلة، ومناطق جنوب المغرب ومن هذا المنبر أريد أن أتوجه لهم بالشكر والتقدير ونحييهم على شجاعتهم وإقدامهم على كسر حواجز الخوف وتحدي آلة القمع المغربية، كما نحيي فيهم روح التحدي والاستعداد للتضحية والعطاء دفاعاً عن قضيتهم العادلة، وهي مناسبة لنحيي من خلالهم جماهيرنا المنتفضة بالأرض المحتلة وجنوب المغرب على ما قدموه ويقدمونه من تضحيات جسام رغم القمع اليومي والاعتقالات والحصار المتعدد الصور المسلط عليهم، من قبل قوات الاحتلال المغربي، ونجدد لهم العهد على المضي قدماً على درب النضال حتى النصر أو الشهادة.
كما أنها مناسبة ندين من خلالها ممارسات القمع والتضييق والحصار التي تفرضها دولة الاحتلال المغربي في حق جماهير انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، من حصار خانق وانتشار مكثف لكل تشكيلات قوات الاحتلال وقمع وتنكيل واعتقال ومحاكمات جائرة ،وتصفيات جسدية في حق المدنيين الصحراويين العزل،كان آخرها اغتيال المواطن الصحراوي: محمد فاضل أحنان بمدينة الداخلة المحتلة يوم 10 أغسطس 2016 ،ونطالب الأمم المتحدة بتحمل كامل المسؤولية وفرض الضغوطات والعقوبات اللازمة لإنهاء وضعية الاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية وإزالة جدار الاحتلال، بوصفه جريمة ضد الإنسانية، ووقف نهب الثروات الطبيعية الصحراوية وإطلاق سراح معتقلي اقديم إيزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الدولة المغربية، بلا شروط ولا مناورات تسويفية، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لديها.
أيها الاخوة والاخوات
يضاف إلى ما سبق الدور السلبي المتنامي الذي بات يلعبه النظام المغربي على مستوى أمن واستقرار المنطقة من خلال تأزيمه للعلاقات الثنائية مع دول الجوار وإغراقها بالمخدرات التي لم تعد آلة تدمير وقتل بطيء للقوى الحية في هذه المجتمعات، ولكنها أضحت مصدر التمويل الأول للجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة ومنطقة الساحل عموما،مما يستوجب من المجتمع الدولي إتخاذ مواقف صارمة لإنقاذ المنطقة من هذا الوباء الفتاك، وآثاره المدمرة ،خاصة أنه لم يعد سراً أن المغرب الآن هو أكبر بلد منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم بشهادة مؤسسات دولية مختصة تتمتع بالاستقلالية والمصداقية.
أيها الاخوة وااخوات:
إن نظام الاحتلال المغربي ،وبعد فشل سياساته التوسعية ورفضها من قبل المجتمع الدولي، مما سبب له العزلة،ها هو يحاول الخروج من هذا المآزق بنهج ما يسميه سياسة الحزم التي ما هي إلا سلوكاَ متهوراً قائماً على التصعيد والاستفزاز، بدءَ بالتهجم على الأمم المتحدة وأمينها العام وطرد المكون المدني والسياسي لبعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"،وهو القرار الذي أجبر على العدول عنه والقبول المبدئي برجوعه ،إلا أنه استمر في وضع العراقيل الميدانية أمام استكمال مهمة البعثة الأممية .
وقد استمر هذا النهج التصعيدي العدواني بقيامه بخرق سافر لبنود وقف إطلاق تمثل في خروج قواته العسكرية من منطقة الكركرات نحو المنطقة العازلة، في محاولة لتغيير المعطيات على الأرض.
إن تتابع هذه المواقف الخطيرة، مع العرقلة المتعمدة للمسار السياسي، يملي ـ أكثر من أي وقت مضى ـ ضرورة التحرك العاجل للأمم المتحدة ،وخاصة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات الفورية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع إلى ما لاتحمد عقباه، ووضع حد لمثل هذه السلوكات التي تمس من مصداقية مجلس الامن الدولي وتهدد ـ بشكل جدي ـ بنسف جهود التسوية.
وبهذه المناسبة نؤكد موقف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الداعم لجهود الامم المتحدة من اجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، واستعدادها للتعاون مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي السيد: كريستوفر روس، وصولاً إلى تحديد تاريخ لتنظيم استفتاء حر،عادل ونزيه يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. إن هذا الاستعداد لا يوازيه إلا التصميم والإصرار على مواصلة الكفاح بكل الطرق المشروعة لاسترجاع حقوق شعبنا المغتصبة من قبل نظام الاحتلال المغربي.
أيها الاخوة والاخوات
وفي سياق سياسة التصعيد والاستفزاز ذاتها تندرج خطة القرار المغربي بالانضمام إلى الاتحاد الافريقي، بعد 32 سنة من نهج سياسة الكرسي الشاغر ليطالب مجدداً بإخراج الدولة الصحراوية من المنظمة القارية في انتهاك سافر لميثاق الاتحاد الإفريقي، وبهذه المناسبة ندين أساليب الاستخفاف والازدراء التي لجأ إليها ملك المغرب تجاه إفريقيا وشعوبها ومنظمتها القارية، التي لا تستهدف فقط المساس بمكانة الدولة الصحراوية داخل الاتحاد، ولكنها تستهدف ثوابت المنظمة القارية وميثاقها ومبادئها القائمة على التحرير واحترام حرية الإنسان والشعوب وتصفية الاستعمار. ونستهجن بشدة لغة الاستصغار والإهانة التي استعملها حيال الآباء المؤسسين بنعت منظمة الوحدة الإفريقية بالمراهقة ووصف الاتحاد الإفريقي بالمريض الذي يحتاج لعلاج من الداخل، في سياق مخطط تآمري، عدائي ومكشوف لدق الأسافين وشق الصف الإفريقي وإضعاف دور الاتحاد الذي أظهر قوة وشجاعة وحضوراً في السنوات الأخيرة في الدفاع عن القضايا الإفريقية ومكانة القارة بين الأمم. فلا يشرف منظمة عتيدة كالاتحاد الافريقي أن تضم بين صفوفها نظاماً مارقاً متمرداً على الشرعية الدولية وينتهك في واضحة النهار ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، يحتل أجزاء من تراب بلد إفريقي، يقمع مواطنيه وينهب ثرواته.، فدولة هذه مواصفاتها من الطبيعي ألا تجد آذاناً صاغية من إفريقيا وبلدانها لتمرير حيلها التآمرية ومشروعها الاستعماري.
أنها فرصة لنعبر عن تقديرنا العميق لمواقف الاتحاد الإفريقي المتقدمة في نصرة كفاح الشعب الصحراوي ودعمه المبدئي والمتصاعد ،الذي بات يستعيد تدريجيا دوره المحوري والريادي في مسار التسوية من خلال القرارات المتتالية للقمم والهيئات التابعة للاتحاد، ومباشرة مبعوثه الخاص بالصحراء الغربية فخامة الرئيس جواكيم شيسانو مهامه بقدرة وفعالية على الساحة الدولية، وتفعيل الاتحاد الإفريقي رأيه الاستشاري القانوي حول سيادة الشعب الصحراوي على ثرواته الطبيعية، والقرار الذي يطالب الأمم المتحدة بالإسراع في تحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.
أيها الاخوة والاخوات
إن تفاعلات قرار المحكمة الأوروبية العليا الصادر يوم 10 ديسمبر 2015 والذي يلغي اتفاق التبادل الزراعي بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية بسبب شموليته لإقليم الصحراء الغربية ، تشكل ملمحا بارزا في الظرف الراهن، وبخاصة ما يتعلق منه بتأكيد أوروبا سيادة الشعب الصحراوي على ثرواته الطبيعية وعلى الشخصية القانونية الدولية لجبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي وعلى عدم الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو ما أدى لاحقا إلى جملة القرارات المتقدمة التي اتخذتها العديد من الحكومات الأوروبية بحق الشركات المتورطة في نهب ثروات الصحراء الغربية بالتواطؤ مع دولة الاحتلال.
إنها مناسبة لنثمن موقف المحكمة الأوروبية العليا كما نأسف للمواقف المخجلة لبعض الدول المعروفة بماضيها الاستعماري في دعمها للأطروحة التوسعية المغريبة، وبالتالي تورطها المفضوح في عملية سرقة ثروات شعب أعزل، لا تزال بلاده الصحراء الغربية مسجلة في خانة البلدان والشعوب المستعمرة التي تنتظر حقها في تقرير المصير والاستقلال، ونعرب عن يقيننا بأن الأوروبيين سيغلبون في النهاية منطق القانون والشرعية والعدالة وقيم ومبادئ الاتحاد الأوروبي لحماية ثروات الشعوب وحقوقها، غير القابلة للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.
أيها الاخوة والاخوات
نستغل هذه المناسبة لنعبر عن شكرنا وتقديرنا للحركة التضامنية الدولية مع كفاح الشعب الصحراوي من حكومات وبرلمانات وأحزاب ومجتمع مدني في إفريقيا ،أوروبا، الأمريكتين ،آسيا وأستراليا ومرافقة هذه الحركة للشعب الصحراوي في مختلف مراحل وجبهات نضاله الوطني وتواجدها معه داعمة ومنتصرة للحق في المحافل الإقليمية والدولية، ونهيب بجميع أحرار العالم من اجل الاستمرار في مرافقة كفاح الشعب الصحراوي، ودعمه في هذه الظروف الصعبة في كافة مجالات الحياة، حتى استرجاع حقوقه على كامل اراضيه المغتصبة. ونحن إذ نسجل هذه المواقف المشرفة فإننا نوجه نداء ملحاً لفرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، للكف عن مواصلة دعمها للسياسة الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية ،ذلك الدعم الذي يشجع النظام المغربي في التمادي في تحدي الأمم المتحدة والتطاول على قرارتها. فرنسا، بالنظر إلى وزنها الدولي ومسؤولياتها في حفظ الامن والاستقرار في العالم مطالبة بالتطلع، بعد 40 سنة على اندلاع النزاع، إلى أن تكون جزءًا من الحل بدل أن تكون سببا في إطالة أمد النزاع وتعقيده وتأجيل حلم الشعوب المغاربية في بناء تكتل جهوي قوي، ديمقراطي ومزدهر على الضفة الجنوبية للمتوسط.
وإذ نثمن إجماع الشعوب الإسبانية على عدالة القضية الصحراوية ودعمها المتواصل للشعب الصحراوي سياسياً وإنسانياً، فإننا نطالب الحكومة الإسبانية بتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية إزاء الشعب الصحراوي بصفتها القوة المديرة، إلى حد الساعة، لإقليم الصحراء الغربية بحسب مقتضيات القانون الدولي، ومطالبتها بتسديد دينها التاريخي تجاه الشعب الصحراوي من خلال لعب دور أكثر إيجابية وفعالية لتسريع مسار التسوية السلمية من خلال استكمال مسلسل تصفية الاستعمار من المنطقة.
كما نسجل انشغالنا العميق، تجاه المواقف السلبية المعبر عنها من طرف بعض دول الخليج العربي مؤخرا، والتي تدعم، بأشكال مختلفة، الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، وندعو تلك الدول إلى استلهام دروس وعبر التاريخ البعيد والقريب التي تؤكد على المآلات الخطيرة والعواقب الوخيمة الناتجة عن دعم وتشجيع الدول الكبيرة على احتلال وانتهاك حرمات الدول والشعوب الصغيرة، ونطالبها، بدلا من ذلك، بالاستثمار في السلام ومد جسور التعاون والتآخي وإصلاح ذات بين الأشقاء، مصداقاً لقوله تعالى:. وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله..." (من الآية 9 من سورة الحجرات).
أيها الاخوة والاخوات:
لا يمكن أن تمر هذه المناسبة الهامة ، دون أن نشيد ـ ثانية ـ باسم الشعب الصحراوي قيادة وشعباً بالموقف التاريخي، المبدئي والثابت للشعب الجزائري العظيم والدولة الجزائرية العتيدة بقيادة الرئيس المناضل المجاهد الكبير: عبد العزيز بوتفليقة ، هذا الموقف المعبر عنه من خلال الدعم المتعدد الأوجه لكفاح الشعب الصحراوي في كافة الميادين بشكل مستمر وثابت انسجاما مع المبادئ المؤسسة للسياسة الخارجية الجزائرية المنبثقة عن ثورة أول نوفمبر المجيدة والمنسجمة مع تقاليد وقيم الشعب الجزائري الأصيلة في نصرة المظلومين عبر العالم. إن الشعب الصحراوي ليتذكر بالكثير من التقدير والعرفان، المواقف النبيلة للجزائر التي لم تنقطع، منذ اليوم الأول للغزو المغربي لأرضه، تلك المواقف التي ما زادتها الأيام إلا صلابة وشحذاً، ولعل أخرها موقف المواساة والدعم الكبيرين اللذين عبرت عنهما الجزائر حكومة وشعبا عقب استشهاد الرئيس القائد: محمد عبد العزيز وتواجدها منذ اليوم الأول، وعلى أعلى المستويات، لدعم ومواساة الشعب الصحراوي. فشكراً للجزائر بلد الاحرار والثوار،بلد المبادئ، والقيم الإنسانية النبيلة.
أيها الاخوة والاخوات:
إن الشعب الصحراوي عازم ـ أكثر من أي وقت مضى ـ على مواصلة كفاحه الوطني بكل عزيمة وإصرار وتحد حتى تحقيق أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال، فجذوة انتفاضة الاستقلال تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، وأساليب تصعيد النضال السلمي وتنويع جبهاته ضد الاحتلال المغربي، والذي تلخصه القطيعة التامة مع الاحتلال والاستعداد للتضحية وتجذر الإجماع حول هدف الاستقلال باعتباره الخيار الأوحد الضامن لكرامة ورفاه الصحراويين، جميع الصحراويين. ، كما أن الشعب الصحراوي في مختلف نقاط تواجده في مخيمات اللاجئين الصحراويين، في الأراضي المحررة، في دول الجوار والمهجر، يجدد كل يوم تشبثه بعهد الشهداء في المضي قدما،على خطاهم حتى النصر النهائي. ولعل الهبة الكبرى التلقائية والعفوية،التي طبعت ردة الفعل الوطني على فاجعة رحيل الشهيد القائد محمد عبد العزيز، وما تبعها من تعبئة شاملة على مستوى جميع الساحات، خاصة على مستوى جيش التحرير الشعبي الصحراوي، تشكل تجليا ملموسا لتلك الروح، التي تجعل من رفع وتيرة الكفاح والاستعداد للبذل والعطاء التخليد الحقيقي لذكرى الشهيد الراحل وكافة شهداء الكفاح الوطني. وقد سجل المؤتمر الاستثنائي الأخير، مؤتمر الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز المنعقد في الفترة ما بين 8 و9 يوليوز2016، بكل فخر واعتزاز، عبور الجبهة الشعبية والدولة الصحراوية لمحنة فقدان القائد والرئيس بتماسك وثبات مما يؤكد صلابة المؤسسات الوطنية الصحراوية، ونضج التجربة الديمقراطية ودولة القانون.
وفي الختام نشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه الفعالية الهامة ،متمنياً للجميع السؤدد والتوفيق.
عاشت الجزائر الأبية. عاش التضامن بين الشعبين الصحراوي والجزائري.
المجد والخلود للشهداء.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
( واص ) 090/130/110/100