بروكسل (بلجيكا) 28 ماي 2022 (واص) - شدد السيد أبي بشراي البشير، عضو الأمانة الوطنية المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، عاى أن إنهاء الإستعمار من الصحراء الغربية عن طريق إستفتاء ديمقراطي، هو أساس هام في سياق إحترام قواعد القانون الدولي، ولا سيما بعد إتخاذ الأمم المتحدة القرار 1514 (1960).
وأشار الدبلوماسي الصحراوي في مقابلة مع يومية بوليتيس المجاهد، أن تطبيق هذا المبدأ لا ينبغي أن يظل مطلبًا للشعب الصحراوي وحده، بل مطلبًا للعالم كله، لأن القفز على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ستكون له عواقب خطير، ليس فقط على القضية الصحراوية بل على المنطقة المغاربية وربما أيضًا كل غرب إفريقيا.
إلى ذلك -يضيف- يعتبر إستقلال الصحراء الغربية أمرًا حيويًا، لأنه يدفن بشكل قاطع الأطروحة التوسعية لـ "المغرب الكبير" التي إبتكرها علال الفاسي عشية إستقلال المغرب، ولكن بشكل غريب وخطير، إعتمدتها الدولة المغربية منذ إستقلالها، حتى اليوم، بما في ذلك في الدستور الحالي الذي لا يتحدث عن "الحدود الوطنية" على الرغم من تحديدها، ولكن عن "حدود حقيقية".
وفي ذات السياق، يقول السيد أبي بشراي البشير، أن الأطروحة التوسعية المغربية التي تشكل تهديدا خطيرا على كل شعوب المنطقة، تقف في وجهها المقاومة البطولية للشعب الصحراوي، مشيرا إلى أن هذه المقاومة هي من حالت دون وقوع مخاطر جسيمة كانت ستتعرض لها دول وشعوب المنطقة، من حيث السيادة والوحدة الترابية.
من جانب آخر، وفي معرض رده على سؤال حول تغيير إسبانيا مؤخرا لموقفها من القضية الصحراوية، أوضح السفير الصحراوي أن ذلك كان الثمن الذي طالب به القصر الملكي المغربي لإعادة العلاقات بين البلدين، والتي تدهورت بشكل كبير منذ صيف 2021، موضحًا أن النظام المغربي، وبطريقة غير شريفة ودون إحترام للمعايير الدولية وقواعد اللياقة الدبلوماسية، تمكن من لَيّ ذراع إسبانيا وأوروبا بشأن قضايا مثل سبتة ومليلية، والهجرة، والإرهاب، وتهريب المخدرات، وترسيم المياه الإقليمية قبالة جزر الكناري.
كما جدد كذلك التذكير بأن إسبانيا منذ أن خانت الشعب الصحراوي والأمم المتحدة في عام 1975 بالانسحاب من الإقليم ودون تنظيم إستفتاء تقرير المصير كما وعدت، لم يعد لديها أي مجال للخطأ أو المناورة، لأن عليها مسؤولية ذات طابع تاريخي وسياسي، وأخلاقي وقانوني بصفتها الدولة القائمة بإدارة الإقليم حتى اليوم بحكم القانون، كما أنها دولة مجاورة لمنطقتنا ولها مصالح مع جميع دول المنطقة، وبالتالي لا يمكنها إختزال هذه العلاقة الإقليمية الغنية والكثيفة والمتنوعة بالمملكة المغربية وحدها.
أما فيما يتعلق بموقف الجزائر، أوضح الدبلوماسي الصحراوي أن ذلك نابع من تاريخها والمبادئ التأسيسية لسياستها الخارجية منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا، كما أن دعمها للقضية الصحراوية يندرج في هذا الإطار، وظل على هذا الحال رغم مرور العديد من الرؤساء والعديد من الأحداث والتغييرات العميقة، ولم يكن يعتمد على حسابات ظرفية أو مصالح ضيقة، مشددًا على أن الشعب الصحراوي سيظل ممتنًا للجزائر وشعبها وحكومتها وجيشها على هذا الموقف والمكانة المشرفة.
على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، أشار السيد أبي بشراي البشير، أنه خلافًا لخطوة ترامب الأحادية الجانب، ظهرت مواقف محترمة بشأن القضية الصحراوية، من قبل وزيرة الخارجية والبنتاغون والكونغرس ومجلس الشيوخ، إلا أن القيادة الصحراوية ما تزال تأمل أن تؤدي هذه المواقف إلى إعادة التوازن من خلال إلغاء "إعلان ترامب" رسميًا.
هذا وقد خلص عضو الأمانة الوطنية للجبهة المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، أن جبهة البوليساريو وضحت موقفها للأمريكيين، كما فعلت مع باقي العواصم الدولية الأخرى، وهو موقف ثابت ومعروف لدى الجميع.
واص 406/500/090/110