الشهيد الحافظ 07 فبراير 2016 (واص)- عقد اليوم الأحد المكتب الدائم للأمانة الوطنية اجتماعا برئاسة رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز، و ذلك من اجل تدارس آخر التطورات التي تشهدها القضية الوطنية على مختلف الأصعدة، خاصة بالمناطق المحتلة و جنوب المغرب.
و فيما يلي نص البيان الذي توج أشغال الاجتماع:
"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
المكتب الدائم
التاريخ :07فبراير 2016
بــــيــــــــــــــــــــــــان
ترأس الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، اليوم الأحد، 7 فبراير 2016، اجتماعاً للمكتب الدائم للأمانة الوطنية، استعرض آخر تطورات القضية الوطنية، داخلياً وخارجياً، مركزاً على ساحة الأرض المحتلة وجنوب المغرب.
وحيا المكتب نضالات الجماهير الصحراوية في الأراضي الصحراوية المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، رغم القمع والحصار، واستعدادها الدائم للتضحية والعطاء في معركة الحرية والكرامة.
وعبر المكتب الدائم للأمانة الوطنية عن شديد الإدانة والاستنكار للزيارة الاستفزازية لملك المغرب إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وما سبقها ورافقها من أعمال القمع والحصار والتضييق، وهو ما تجلي في الانتهاكات السافرة التي تعرض ويتعرض لها المواطنون الصحراويون العزل المتظاهرون سلمياً للمطالبة بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يحرمهم منها الاحتلال، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير والاستقلال. كما تجلى في الانتشار المكثف لقوات الاحتلال المغربي، بزي عسكري ومدني، والطرد الممنهج للمراقبين الدوليين المتوجهين إلى هذا الأراضي.
المكتب الدائم ذكر بالوضعية القانونية للصحراء الغربية، المحددة وفق ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، والتي أكد عليها السيد بان كي مون في تصريحه في 4 نوفمبر 2015. وألح بهذا الخصوص على مسؤولية الأمم المتحدة عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وهي مطالبة اليوم برد صريح، مباشر وحازم إزاء الاستفزاز والاستهتار المغربي بقراراتها ورموزها، والذي وصل إلى حد التهديد بمنع المبعوث الشخصي، السيد كريستوفر روس، من زيارة منطقة عمله الرئيسية، الصحراء الغربية المحتلة، بل والتدخل بغرض تحديد أجندة الأمين العام الأممي.
المكتب الدائم للأمانة الدائمة، وهو يؤكد على مسؤولية دولة الاحتلال المغربي عن كل ما قد ينجر عن سياسات التعنت والعرقلة، شدد على ضرورة تمكين بعثة المينورسو من آلية لحماية حقوق الإنسان ومراقبتها والتقرير عنها في الصحراء الغربية، والوقف الفوري لعمليات النهب المغربي المكثف للثروات الطبيعية الصحراوية. كما طالب بإطلاق سراح معتقلي اقديم إيزيك وامبارك الداودي ويحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، وإزالة جدار الاحتلال المغربي، الجريمة ضد الإنسانية، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى دولة الاحتلال المغربي.
وأدان المكتب ما أقدمت عليه دولة الاحتلال المغربي من حملة مسعورة قوامها الشوفينية والعنصرية والتأليب ضد كل ما هو صحراوي في وسائطها المختلفة، وخاصة الإعلامية، ومحاولة خلق الفتنة والشقاق بين الشعبين الصحراوي والمغربي. وبعد أن أكد بأن كفاح الشعب الصحراوي هو ضد احتلال المغرب لبلاده وليس صراعاً مع شقيقه المغربي، حذر المكتب من خطورة هذه السياسات الدنيئة، التي ترمي إلى الزج بالمكون الأمازيغي في أتون صراع ظالم، بتحريف الوقائع وتزوير الأحداث والربط التعسفي بين الوفاة المؤسفة لطالب وبين الحرب التوسعية التي يشنها النظام المغربي على الشعب الصحراوي.
واعتبر المكتب الدائم بأن القفزات الصبيانية والتهور وشراء الوقت والهروب إلى الأمام، على غرار زيارة ملك المغرب للأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية، سوف لن تفيد الاحتلال الذي يسبح عكس التيار والشرعية الدولية، وتلاحقه قوة الحق والقانون وإرادة الشعب الصحراوي المتمسك بحقوقه الثابتة والمشروعة.
ورحب المكتب الدائم للأمانة بموقف الاتحاد الإفريقي المعبر عنه في قمته الأخيرة في أديس أبابا، من 30 إلى 31 يناير 2016، والذي أدان عراقيل دولة الاحتلال المغربي للجهود الدولية لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة، ولجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي. وسجل المكتب موقف الاتحاد، المنسجم مع كونه، إلى جانب الأمم المتحدة، الضامن لخطة السلام لسنة 1991 في الصحراء الغربية، الذي طالب الجمعية العامة بتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير المصير، مع ضمان حماية سلامة ووحدة أراضي الصحراء الغربية وحماية حقوق الإنسان فيها ووقف نهب ثرواتها الطبيعية.
وأشاد المكتب بهذا الخصوص بقرار الاتحاد الإفريقي المطالب لكل الأعضاء ولكل الهيئات والمؤسسات الإفريقية والدولية بمقاطعة طبعة المنتدى الذي تزمع دولة الاحتلال ومنظمة كرانس مونتانا تنظيمه بمدينة الداخلة، في الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية، باعتبار ذلك انتهاكاً للقانون الدولي، لأن العالم لا يعترف بأية سيادة مغربية عليها.
كما تطرق مكتب الأمانة إلى التطورات الأمنية التي تشهدها المنطقة، مجدداً التنديد بالدور الحاسم والخطير لدولة الاحتلال المغربي التي أصبحت من أكبر مصدري المخدرات والإرهاب في العالم، وخاصة من خلال تشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية بإغراق المنطقة بالمخدرات. كما أكد المكتب استعداد الطرف الصحراوي الدائم للتعاون والتنسيق مع دول الجوار والمنطقة للتصدي لكل هذه التهديدات وتكريس الشرعية الدولية واستتباب السلم والاستقرار في العالم، تنفيذاً لالتزامات الدولة الصحراوية الدولية وفي إطار الاتحاد الإفريقي.
وسجل المكتب انطلاق اللجنة الوطنية المشرفة على انتخابات المجلس الوطني في عملها، مؤكداً على أهمية الاستحقاق، الذي يأتي في سياق تعزيز التجربة الديمقراطية الصحراوية الناشئة، ولكنه قبل كل شيء محور أساسي في معركة الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، بكل ما يقتضي ذلك من وعي ومسؤولية لدى الناخبين وخاصة لدى أعضاء المجلس في عهدته الجديدة.
المكتب، وبعد أن استعرض التحضيرات الجارية لتخليد الذكرى الأربعين لقيام الدولة الصحراوية، أهاب بجميع المواطنات والمواطنين في كل مواقع تواجدهم، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة والجاليات والشتات، لجعل هذا الحدث محطة نضالية متميزة، تعكس روح المؤتمر الرابع عشر للجبهة، مؤتمر الشهيد الخليل سيد امحمد، من خلال مشاركة رسمية وشعبية واسعة ومتنوعة، تليق بهذه المناسبة التي تشكل تتويجاً لأربعة عقود من تجربة رائدة، استطاع الشعب الصحراوي خلالها، بصبره وتضحياته وبطولات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، أن يبني منظومة مؤسساتية وقانونية، سياسية ودبلوماسية، إدارية واجتماعية، مدنية وعسكرية، لدولة صحراوية لا رجعة فيها، عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، وتتبوأ مكانتها بين الشعوب والأمم.
قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة" (واص)
090/110