الجزائر17 يوليو 2011 (واص) - أبرز مشاركون في ندوة نظمت اليوم الأحد بالجزائر العاصمة بمناسبة احياء اليوم العالمي لنلسون مانديلا (18 يوليو من كل سنة) المسار النضالي لهذا الرجل في سبيل ترسيخ قيم الحرية و العدالة و المساواة في افريقيا والعالم.
وذكر الأمين العام للامم المتحدة في رسالة قرأها ممثل الأمم المتحدة بالنيابة في الجزائر مانويل فونتان أن مانديلا أو "ماديبا" كما يناديه ملايين الناس "كان محاميا و مناضلا في سبيل الحرية و سجينا سياسيا وصانعا للسلام و رئيسا".
و دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد بان كي مون بمناسبة احياء الذكرى الثانية لليوم العالمي لنلسون مانديلا كل شخص في المعمورة إلى تخصيص 67 دقيقة من وقته لأعمال ذات منفعة عامة.
وقال السيد بان كي مون في رسالته خلال ندوة حول هذه الذكرى : "أضم صوتي الى صوت مؤسسة نيلسون مانديلا لتشجيع الناس أينما كانوا ليكرسوا 67 دقيقة من وقتهم للخدمة العامة في يوم مانديلا أي دقيقة واحدة عن كل سنة من السنوات التي قضاها هذا الرجل في خدمة البشرية".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن خير طريقة لشكر مانديلا على صنيعه ان "نهب معا لمساعدة الآخرين و نمهد السبيل امام التغيير".
كما كان لوزير التنمية الاقتصادية الصحراوي،السيد النعمة سعيد الجماني تدخلا خلال الندوة اثنى من خلاله على دور الجزائر وجنوب افريقيا في مساندة قضايا التحرير سيما القضية الصحراوية، معتبرا احياء ذكرى اليوم العالمي لمانديلا "عرفانا" لما بذله هذا الزعيم من أجل خدمة شعبه والشعوب الافريقية في سبيل الانعتاق والحرية.
بدوره تطرق سفير الجزائر سابقا بجنوب إفريقا و رفيق مانديلا أثناء اتصاله بالثورة التحريرية نور الدين جودي إلى اللقاء الذي جمع هذه الشخصية "الرمز" بقيادة جيش التحرير الوطني بالجهة الغربية للوطن في مارس 1962.
وقال في هذا الصدد بأن مانديلا "كانت له رغبة في الاستفادة من تجربة الثورة الجزائرية التي أوشكت على النهاية من أجل نقلها إلى جنوب افريقيا التي كانت وقتها تئن تحت سياسة الميز العنصري". كما لمس جودي من خلال لقاءه بمانديلا "إطلاعا من هذا الاخيرعلى تاريخ الجزائ و رجالها" مشيرا إلى أن الجزائر و بالرغم من معاناتها وقتها من الاستعمار الا انها عملت على مد يد المساعدة لمانديلا و رفاقه و هو ما تعزز بعد الاستقلال عبر مناهضة نظام الميز العنصري و دعمها لحركات التحرر في افريقيا و العالم قاطبة.
من جهته ثمن القائم بالأعمال بسفارة جنوب افريقيا بالجزائر ماسوشا مونغيزي مغوني احياء الجزائر لهذه الذكرى مشيرا إلى أن سفارة بلاده ستقوم في هذه المناسبة بعدد من الأعمال الخيرية. كما تطرق إلى شخصية ما نديلا واصفا اياه ب"السياسي والمناضل والزعيم الروحي" الذي وهب حياته من أجل القضاء على الميز العنصري في جنوب افريقيا. كما توقف القائم بالاعمال في جنوب افريقيا عند المؤلف الاخير لمانديلا "حوار مع النفس" الذي أشار فيه إلى اتصالاته بالثورة الجزائرية و لقاءه بعدد من قادتها.
أما سفير فلسطين بالجزائر حسين عبد الخالق فقد أكد أن مانديلا يعتبر لدى الفلسطينيين "رمزا حقيقيا من أجل الكفاح و الحرية و العدالة".
للاشارة كانت الجمعية العامة للامم المتحدة بعد مصادقتها على لائحة سنة 2009 قد اقرت عيد ميلاد هذا الزعيم المصادف ل18 يوليو يوما عالميا له وذلك بداية من سنة 2010 عرفانا له و لنضاله في سبيل الحرية ومناهضة العنصرية.
و يذكر ان نيلسون مانديلا الذي ولد سنة 1918 كان أحد الزعماء التاريخيين في الكفاح ضد التمييز العنصري في جنوب افريقيا عندما انضم للمؤتمر الوطني الافريقي الذي اصبح قائدا له فيما بعد. وقد قضى مانديلا 27 سنة في السجن بسبب نضاله ولم يطلق سراحه الا في سنة 1990.
و بعد مرور أربع سنوات على خروجه من السجن انتخب الزعيم مانديلا اول رئيس اسود لجنوب افربقيا و اعتمد سياسة المصالحة الوطنية بين سكان جنوب افريقيا السود و البيض ليتحصل سنة 1993 على جائزة نوبل للسلام إلى جانب الرئيس الجنوب الافريقي الاسبق دو كليرك.
و يذكر ايضا ان الندوة الخاصة باليوم العالمي لنلسون مانديلا كانت من تنظيم جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع مركز الامم المتحدة للاعلام بالجزائر و ذلك بمركز يومية المجاهد الجزائرية.(واص)
088/700