الجزائر 15 ابريل 2012 (واص)- اعتبرت بعض الصحف الجزائرية الصادرة السبت، ان انسحاب الوفد المغربي من مراسيم تشيع جنازة الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بلة ب"التصرف اللا اخلاقي وبالارتجالي"مبرزة في مقالات ان مثل ذلك التصرف يؤكد من جديد " استمرار" المغرب في السياسات التي لاتساهم في بناء علاقات حسن الجوار
فتحت عنوان مفسدون في الجنائز كتبت جريدة الخبر قائلة "لقد انفرد ممثل الملك المغربي، بسلوك لا يمكن أن يفتخر به مهما كان مبرره."
وتضيف الصحيفة " لقد انسحب من جنازة، وهو يعلم أن الجزائريين ، في تقاليدهم لا يطردون الناس الذين يقصدونهم. إلا إذا كان ''المخزن'' يعتقد أنه من حقه أن يقدم للجزائر قوائم الذين يحق لها أن تستقبلهم ، فذلك أمر آخر
وفي مقال لنفس اليومية،كتبت تحت عنوان الوفد المغربي "يفاوض رسميا في منهاست ويحتج في مقبرة العالية" قائلة "إذا كان الوفد المغربي حرا في موقفه بالانسحاب، فإنه لا يحق له في المقابل أن ''يحتج'' على الجزائر، لأن وفد البوليساريو مثل الوفد المغربي، ويجب عليه آن يعرف، انه كان ولازال في مفاوضات رسمية ومباشرة مع الصحراويين وتحت اشراف الامم المتحدة.
وفي ذات السياق،تسالت يومية الفجر،هل كان المغاربة ينتظرون من الجزائر قطع علاقاتها مع شعب الصحراء الغربية مقابل تقديم العزاء في وفاة بن بلة؟! وتجيب بالقول "أعتقد أن الأمر ليس أكثر من شطحة علوية في جنازة رسمية جزائرية.!"
وتضيف الصحيفة ثم كيف نفهم هذا "التشنج" المغربي من وجود الرئيس محمد عبد العزيز في جنازة بن بلة والحال أن المغرب الرسمي سيلتقي مع هؤلاء في اجتماع تحت إشراف الأمم المتحدة في غضون اشهر قلائل ؟! فهل الاجتماع بالبوليساريو تحت إشراف الأمم المتحدة جائز ولقاؤهم في جنازة بن بلة غير جائز.؟!.
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فقالت "لا يُمكن لصاحب العزاء مهما كان دينه وجنسه وملته أن "يطرد" أيّ ضيف جاءه لتقديم التعازي والمواساة، لمجرّد أن ضيفا آخر دخل البيت، وهو من الخصوم أو "الأعداء"، فالظروف الجنائزية تتطلب من هذا وذاك نسيان، أو على الأقل تناسي الخصومة ولو مؤقتا، لأن الظرف ليس مواتيا لتدشين حركة مشوّهة للضمير والعلاقات الإنسانية!".
وكتبت نفس الجريدة "الجزائر وغيرها من البلدان لم توجه دعوات إلى المعزين، وبالتالي تتبدّد في هذه المناسبات كلّ البروتوكولات، ويتساوى في بيت العزاء والمقبرة أيضا الوزير والغفير، والغني والفقير، والرئيس والمرؤوس، وأيضا بن كيران وعبد العزيز، ويوزع بعدها الشكر والعرفان لكلّ المعزين والمتضامنين!".
وأضافت الجريدة "كان بإمكان المغرب أن يتجاوز ظرفيا حساباته الشخصية مع الصحراء الغربية، وكان بالإمكان أيضا عدم إقحام "العداوات" في الجنازة، من أجل تصفية حسابات سياسية، ومثلما جاء الوفد المغربي معزيا، فإن الوفد الصحراوي جاء كذلك معزيا حاله حال الوفود الأخرى التي حلّت بالجزائر من عدّة بلدان، مثلما حضرت قبل سنوات في جنازة العاهل المغربي الحسن الثاني، وحضر وسطها رئيس الوزراء الإسرائيلي أنذاك، إيهود باراك، دون أن ينسحب لا عربي ولا مسلم!".
وختمت الجريدة مقالها بالقول "الذي جرى من طرف الوفد المغربي -بشهادة الأحياء والأموات- سواء كان تصرّفا تلقائيا، أو نتاج تنفيذ قرار بالهاتف، يبقى مسمارا أخر في نعش اتحاد المغرب العربي وحسن الجوار بين دول يمزقها الخلاف، ومازال جزء منها يشوّش على الجزء الآخر، بمواقف تضرّ ولا تنفع، فمتى يجتمع شمل هؤلاء وأولئك فيغيّر الله ما بقوم بعد أن يغيّروا ما بأنفسهم؟"
من جهتها كتبت يومية الرائد "المخزن يتشرف باليهود في جنائز ملوكه وينفر من المسلمين في جنائزنا "
. (واص) 088/090