ولاية بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين)21 أكتوبر 2012 (واص)- أكد رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز خلال كلمته الافتتاحية مساء اليوم الأحد لأشغال المؤتمر السابع لاتحاد عمال الساقية الحمراء وواد الذهب، أكد أن "الشعب الصحراوي، كل الشعب الصحراوي، هو عاملات وعمال من أجل الاستقلال"
وفيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، في افتتاح المؤتمر السابع للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب،
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات،
الضيوف الأكارم،
اسمحوا لي بداية، ونحن نفتتح أشغال المؤتمر السابع للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، أن أرحب بكل الضيوف الكرام، من الأشقاء والأصدقاء، الذين قدموا من الجزائر وموريتانيا وتونس وإسبانيا وجنوب إفريقيا ونيجيريا وفنزويلا والسويد والمكسيك والأرجنتين وإيطاليا والبرتغال وسويسرا ويولونيا وانكلترا والدانمارك والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والنمسا والبرازيل ومن اليابان الصين وغيرها، لينقلوا تضامن وصداقة تنظيماتهم النقابية وشعوبهم وبلدانهم مع كفاح الشعب الصحراوي ونضاله المشروع من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
كما نحيي كل المنظمين والمشاركين في تظاهرة آر تيفاريتي الفنية الدولية في طبعتها السادسة الحاضرين معنا في هذا الافتتاح، والتي تجسد رؤية للتضامن بين الشعوب، وتحشد كل سنة جمعاً غفيراً من الفنانين، في مختلف التخصصات، لينخرطوا جميعاً في زخم فني وفكري وتضامني راقٍ مع الشعب الصحراوي، يختزل المسافات ويقرب بين الثقافات، وينشر القضية الصحراوية العادلة في العالم أجمع. فشكراً لهم وأهلاً بهم.
وأود أن أثني هنا بصفة خاصة على الحضور الكبير للعمال الصحراويين في هذا المؤتمر، سواء من الأراضي المحررة أومن مخيمات العزة والكرامة أو المهجر، ولكن على الخصوص أولئك العمال القادمين من جحيم الاحتلال، من داخل الأراضي المحتلة ومن جنوب المغرب. وإن تلك لرسالة صريحة أخرى للعالم، بأن الشعب الصحراوي، ورغم مآسي التشريد والتشتيت، مصر على المضي قدماً ومعاً، بعماله وشبابه ورجاله ونسائه، في كفاحه ضد كل أشكال الاضطهاد والظلم والطغيان.
الإخوة والأخوات،
هذا المؤتمر الذي ينعقد والشعب الصحراوي مقبل على إحياء الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري في الصحراء الغربية، يتزامن مع الذكرى السابعة والثلاثين لإعلان الوحدة الوطنية، ذلك الحدث التاريخي المفصلي الذي رص صفوف الصحراويين وجمع كلمتهم، بقيادة الجبهة، في مواجهة مؤامرة دولية ثلاثية كانت تروم القضاء النهائي على العنصر الصحراوي كشعب وأرض وكيان.
و يتزامن المؤتمر كذلك مع الذكرى الثانية لملحمة اقديم إيزيك، بكل ما تحمله من دلالات الوحدة والتضامن والتمسك بالهوية وتبني المقاومة السلمية الحضارية الراقية والتشبث بالأهداف الوطنية. لقد قدمت هذه الملحمة الدليل الملموس على رفض الصحراويين القاطع والنهائي لواقع الاحتلال المغربي ولسياساته الاستعمارية.
الإخوة والأخوات،
انتهز هذه المناسبة للترحم على روح الشهيد الذي يتشرف هذا المؤتمر بحمل اسمه، ألا وهو سعيد سيد أحمد عبد الوهاب دمبر الذي لا تزال قضيته مفتوحة، وستبقى إلى أن تنجلي الحقيقة كاملة عن تلك الجريمة المزدوجة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال المغربي في حقه وفي حق عائلته، باغتياله ظلماً وعدواناً ودفنه عنوة، دون إجراء الخبرة الطبية المستقلة.
كما نقف وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء القضية الوطنية عامة، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، مفجر ثورة العشرين من ماي الخالدة، الولي مصطفى السيد، ووقفة التحية والتقدير إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذي صنع مجداً تليداً لهذا الشعب البطل من الملاحم التاريخية الخالدة، ويقف اليوم على أهبة الاستعداد لاستكمال مسار التحرير والتصدي لكل التحديات الراهنة والمستقبلية.
كما نحيي، بكل حرارة، جماهير انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب وفي المواقع الجامعية وهي تصنع فصولاًً متجددة من مقاومتها الباسلة، والتي تزداد كل يوم قوة وشمولية واتساعاً.
وفي هذا المقام، وإذ ندين أشد ما تكون الإدانة الممارسات الاستعمارية القمعية التي تقوم بها قوة الاحتلال المغربي بحق المدنين الصحراويين العزل، فإننا نعبر عن تضامننا مع كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية وعائلاتهم، هؤلاء الأبطال الذين يتحدون بإرادة فولاذية أساليب التعذيب والترهيب والترويع والتضييق والحصار، بما في ذلك إعلان الحكومة المغربية عن تقديم مجموعة من المناضلين الصحراويين المدنيين إلى المحاكمة العسكرية يوم 24 أكتوبرالقادم.
إن تقديم هذه المجموعة، التي تم اعتقالها قبل وأثناء وبعد الهجوم العسكري المغربي على مخيم اقديم إيزيك للنازحين الصحراويين في 8 نوفمبر 2010، لهو جريمة نكراء وفعل مشين ومتخلف، لصيق بأنظمة الاستبداد والطغيان، جدير بكل الإدانة والاستنكار.
إنها حالة تقتضي تدخلاً صارماً وعاجلاً من المجتمع الدولي لإطلاق سراحهم، فوراً وبدون شروط، لوقف الظلم الصارخ الذي حاق بهم، والحيلولة دون تكرار ممارسات القرون الوسطى الهمجية في مطلع القرن الحادي والعشرين.
وإننا لنجدد مطالبتنا بإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، ووقف عمليات النهب المكثف للثروات الطبيعية الصحراوية من طرف سلطات الاحتلال المغربي وإزالة الجدار العسكري المغربي الفاصل، الجريمة ضد الإنسانية، الذي يقسم العائلات الصحراوية، مدججاً بملايين الألغام، بما فيها المضادة للأفراد، المحرمة دولياً.
الإخوة والأخوات،
ليس غريباً أن تكون التنمية في شعار المؤتمر السابع للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب مقترنة بالمقاومة والتحرير، فالشعب الصحراوي، كل الشعب الصحراوي، هو عاملات وعمال من أجل الاستقلال.
وقد سارع العمال الصحراويون للانخراط في مختلف البنى والهيئات السياسية والعسكرية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. ونتيجة لما أظهروه من حماسة واندفاع ونظراً لسعة المجال الذي تشمله هذه الفئة، من جميع شرائح المجتمع، ومن الجنسين، فقد كان من الطبيعي أن يكون للعمال الصحراويين ذلك الحضور المكثف والدائم في معركة التحرير الوطني.
وليس أدل على ذلك من تلك العملية البطولية، التي نخلد ذكراها الثامنة والثلاثين، التي قام بها العمال الصحراويون ضد الحزام الاستعماري الإسباني الناقل للفوسفاط من منجم بوكراع في 20 أكتوبر 1974، من أجل وقف نهب تلك الثروة الصحراوية، ليصبح ذلك اليوم هو اليوم الوطني للعامل الصحراوي.
وفي إطار تطبيق مقررات المؤتمر الثالث عشر للجبهة، فإن الاتحاد اليوم، مع بقية روافد الكفاح الوطني الصحراوي من أجل الحرية والانعتاق، مقبل على مرحلة جديدة، سوف يضع لها خلال مؤتمره السابع هذا جملة من الأهداف والخطط التي تراعي الظروف الموضوعية المترتبة عن واقع احتلال مغربي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، وتتمسك في الوقت نفسه بالمبادئ والمنطلقات الكونية التي تؤطر العمل النقابي العالمي.
الإخوة والأخوات،
في الوقت الذي نؤكد فيه استعدادنا للتعاون الجاد والبناء مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، السيد كرستوفر روس، نرحب بالزيارة المرتقبة لهذا الأخير إلى المنطقة، وكلنا أمل بأن تسهم في وضع الأمور في نصابها، وخصوصاً بتمكين بعثة المينورسو من القيام بمهمتها في أسرع الآجال، تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، ولكي تعمل، على غرار نظيراتها في العالم، في أجواء من المصداقية والشفافية وحرية الحركة والتواصل مع المواطنين الصحراويين، وبالتالي حماية حقوق الإنسان في الإقليم ومراقبتها والتقرير عنها.
بدون حل نزاع الصحراء الغربية وفقاً لميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة حق الشعوب والبلدان المستعمرة في الحرية والاستقلال، لا يمكن بلوغ الاندماج والتكامل والتعاون الحقيقي في المنطقة.
وفي هذا السياق، وإذ نشير إلى الوضعية الأمنية الخطيرة التي تشهدها المنطقة، بما أصبح يهدد أمنها واستقرارها، ونشدد على موقف الإدانة للأعمال الإرهابية، فإننا نؤكد على مسوؤلية الدولة المغربية في تأجيج تلك الوضعية، سواء من خلال انتهاكها للقانون الدولي، باحتلالها للصحراء الغربية، أو من خلال تصدرها لقائمة المنتجين والمصدرين لمخدر القنب الهندي (الحشيش)، بالنظر إلى أن المخدرات والإرهاب أصبحا وجهين لعملة واحدة هي عصابات الجريمة المنظمة والمسلحة والخارجة عن القانون والعابرة للقارات.
وإزاء تعنت الحكومة المغربية، وعرقلتها المتواصلة للحل السلمي الديمقراطي العادل، فإن رسالة الشعب الصحراوي هي أن استقلال الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، حق تكفله الشرعية الدولية، وقد برهن الشعب الصحراوي على مدار 40 سنة من الكفاح البطولي عن تشبث لا رجعة فيه بهذا الحق المشروع. فلا مناص من النصر ولا بديل عن تجسيد الإرادة الحرة السيدة للشعب الصحراوي، ولا خيار إلا تصعيد المقاومة، بكل السبل المشروعة، مهما اقتضى ذلك من زمن ومهما تطلب من ثمن.
وإننا لنسجل للتاريخ تلك المواقف الشهمة والنبيلة التي عبرت عنها أحزاب ومنظمات وشخصيات مغربية إلى جانب حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ودفعت ثمنها غاليا، ونؤكد للشعب المغربي الشقيق بأن الحل العادل والديمقراطي للنزاع هو الكفيل بتوطيد علاقات الأخوة والصداقة بين الشعبين والبلدين الجارين ومع بقية شعوب وبلدان المنطقة.
الإخوة والأخوات،
أود في الختام أن أعبر مجدداً عن الشكر لكل هؤلاء الأصدقاء الضيوف الكرام، متمنياً كل النجاح والتوفيق للمؤتمر السابع للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب.
واسمحوا لي هنا أن أخص بالذكر والشكر والتقدير والعرفان الجزائر الشقيقة، هذا البلد العظيم الذي هب عن بكرة أبيه لنصرة الحق، فوقفت وتقف اليوم، دون تردد، بقيادة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب كفاح عادل يخوضه شعب مظلوم وأعزل، تطبيقاً لمقتضيات الشرعية الدولية، وانسجاماً مع مبادئها ومثلها، واحتضنت على أرضها عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من قنابل النابالم والفوسفور الأبيض، المحرم دولياً، التي كانت تمطرهم بها القوات الجوية الملكية المغربية المحتلة.
عاش التضامن بين العمال الصحراويين وعمال العالم، بين الشعب الصحراوي وشعوب العالم، من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل،
والسلام عليكم.(واص)
090/091 واص