تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في الذكرى 40 لتاسيس جبهة البوليساريو: "بشائر النصر تلوح في الافق" (نص خطاب الرئيس محمدعبد العزيز)

نشر في

 ولاية العيون 11 ماي 2013 (واص)- اكد  رئيس الدولة -الامين العام لجبهة البوليساريو، محمدعبد العزيز،  ان "بشائر التصر تلوح في الافق" مبرزا في خطاب بمناسبة الذكرى ال 40 لتاسيس جبهة البوليساريو، فشل كل سياسات الترويع  والترهيب المغربية في الصحراء الغربية.

"بشائر النصر تلوح في الأفق. لقد فشلت كل سياسات الترويع والترهيب التي مارستها دولة الاحتلال المغربي، وولى إلى الأبد ذلك الزمن الذي كانت تمارس فيه أبشع الانتهاكات في جنح الظلام وتحت الحصار وبعيداً عن الأنظار. يقول في خطاب القاه امس الجمعة بمناسبة مرور 40 سنة على تاسيس الجبهة بولاية العيون  "

 وحث رئيس الدولة  الشعب الصحراوي  على  التشمير عن سواعد الجد وتاجيج المقاومة السلمية، قائلا"نقول للأجيال الحالية واللاحقة بأن الآفاق واعدة، كونوا على ثقة مطلقة بأن نضال شعبكم وتضحياته الجسام لم ولن تذهب سدى، فشمروا عن سواعد الجد واستعدوا لمواصلة المشوار، بمزيد من المقاومة وبمزيد من الصمود والإصرار". 

"بعد أربعين عاماً، ها هي الجماهير الصحراوية تخرج في المدن المحتلة في العيون والسمارة وبوجدور والداخلة وفي مدن آسا واقليميم وغيرها، حاملة نفس الشعارات ونفس الأعلام الوطنية التي حملتها الجماهير الصحراوية سنة 1975 وهي تثور ضد الوجود الاستعماري الإسباني يضيف رئيس الدولة في كلمته" .

 ولاحظ إن تلك الجموع الثائرة المنتفضة والمسالمة التي جابت شوارع العيون المحتلة يوم الرابع من ماي 2013، "تعكس نبض الصحراويات والصحراويين في كل مكان، تبعث برسائل صارخة وقاطعة إلى المملكة المغربية وإلى العالم أجمع ، بأن الشعب الصحراوي متمسك، بلا تراجع ولا استسلام، بأهداف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في التمتع بالحقوق المشروعة في إقامة الدولة الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني".

 

" وتاسف رئيس الدولة كون المملكة المغربية تدفع  المنطقة  نحو خلقأسباب التوتر والشقاق" بسعيها عبر أساليب العنصرية والشوفينية المقيتة والمغالطة المفضوحة لتأجيج وتأليب الشارع المغربي والرمي به، كما فعل سنة 1975، في أتون حرب ظالمة وعدوان غاشم ضد جاره وشقيقه الشعب الصحراوي."

نص خطاب رئيس الدولة  في الاختفال الذي اقيم الجمعة بولاية  العيون يوم 10 ماي 2013 بمناسبة مرور 40 سنة على تاسيس جبهة البوليساريو:

"بسم الله الرحمن الرحيم

معالي السيد متوسواهي توماس تباتي، الوزير الأول في حكومة مملكة لوزوتو،

معالي السيد بلقاسم ساحلي، كاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج،

السيدات والسادة أعضاء البرلمانات ورؤساء وأعضاء الأحزاب والسلك الدبلوماسي في الدول الشقيقة والصديقة،

السيدات والسادة ضيوف الشعب الصحراوي

إيتها الأخوات أيها الإخوة،

ها نحن نعيش واحدة من أعظم اللحظات في كفاح الشعوب من أجل الحرية والانعتاق. ها نحن نخلد الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

إنها مفخرة الصحراويين التي جاءت نتيجة تراكمات طويلة من المقاومة المستميتة على مر العصور، والتي شكلت فيها انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970، بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، محطة مفصلية. إنه التنظيم التحرري الوطني الذي قاد ويقود ثورة حطمت واقعاً استعمارياً مظلماً، وانتشلت شعباً بأكمله من غياهب الجهل والتخلف والقبلية والفقر والتهميش والقهر والتبعية والخنوع، وانتـقـلت به إلى مراتب المجد والعزة والكرامة.

في تلك الظروف القاهرة، وفي يوم 10 ماي 1973، وبعد تحضير مضني ولقاءات مكثفة على طول تواجدات الجسم الصحراوي، اجتمعت ثلة من أبناء هذا الشعب، مستحضرة آلامه و معاناته، آماله وطموحاته، لتقف وقفة مع التاريخ وتعلن ميلاد أول تنظيم وطني جامع وشامل لكل الصحراويين.

وما هي إلا سنوات ثلاث من الحرب التحريرية الشعبية حتى انهارت القوة الاستعمارية الإسبانية، لتتخذ قراراً مخجلاً بخذلان الشعب الصحراوي والتنصل من التزاماتها، التي لا تزال تلاحقها إلى يومنا هذا، في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.

لقد كان على هذه الثورة أن تواجه، في مراحلها المبكرة، وضعية خطيرة جديدة، نجمت عن مؤامرة استعمارية بغيضة، بدأت بالغزو العسكري المغربي في 31 أكتوبر 1975، قبل مسرحية " المسيرة الخضراء" التي جاءت لتمويه الوجه البشع لجريمة الاجتياح اللاشرعي، وصولاً  إلى اتفاقية مدريد الثلاثية التي قررت فيها الأنظمة الحاكمة آنذاك في إسبانيا والمغرب وموريتانيا تقسيم الصحراء الغربية كرغيف خبز وشعبها كقطيع غنم.

وكانت الجبهة مدركة لحجم المخاطر المحدقة بمشروع وليد، وركزت الجهود على خلق عوامل القوة والصمود والمواجهة، ليأتي إعلان الوحدة الوطنية في 12 أكتوبر 1975 نقطة تحول جذري في مسار الكفاح الصحراوي وصخرة تحطمت عليها مؤامرات ومخططات الأعداء.

ومع الأسف الشديد، سجل التاريخ وصمة عار على جبين الدولة المغربية وهي تزحف بجيوشها لاحتلال الأراضي الصحراوية، تحرق الأخضر واليابس، تنتهك الأعراض والحرمات وتشن حملات الاغتيال الجماعي بالقنبلة والرصاص وتسميم الآبار والحرق والدفن جماعياً والاعتقال والاختطاف والاختفاء القسري في صفوف المدنيين الصحراويين العزل، خلف أستار الحصار العسكري والإعلامي.

ولكن التاريخ سجل أيضاً، بأحرف من ذهب، مقاومة الشعب الصحراوي لواحدة من أبشع حالات الغزو والاحتلال في تاريخ البشرية. لقد قادت الجبهة هذا الشعب البطل، في ظل ظروف غاية في الصعوبة، وبإمكانيات شبه معدومة، ولكن بإرادة حديدية لا تعترف بالمستحيل، وثقة مطلقة وقاطعة في قدرة الجماهير على احتضان ثورتها والوصول بها إلى النصر الحتمي.

ورغم شراسة المواجهة وجسامة المهام التي تجمع بين التصدي لزحف المعتدين وإنقاذ المواطنين، لم تنقض مناسبة خروج آخر جندي استعماري إسباني من بلادنا، حتى أعلنت الجبهة عن قيام دولة الصحراويين، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في 27 فبراير 1976، كخطوة قانونية حاسمة في مسار الكفاح الوطني، لتحتل اليوم مكانتها الطبيعية كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي.

الضيوف الكرام،

الأخوات والإخوة،

بعد أربعين عاماً، وفي زمن قياسي في عمر الشعوب والأمم، تقدم الكفاح الصحراوي يخطى ثابتة، على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والدبلوماسية وغيرها، وانتزع الصحراويون مكانتهم المستحقة، ووضعوا الأسس المتينة لمجتمع عصري يقوم على تكريس مثل الديمقراطية والمساواة، ينبذ كل أشكال التطرف والتمييز، ويعطي للمرأة والشباب المكانة الرائدة المنسجمة مع دورهما المحوري في معركة التحرير والبناء.

فتحية تقدير واحترام وإجلال وإكبار إلى كل الشهداء والشهيدات الذين عبدوا الطريق وأناروا الدرب بدمائهم الزكية، الذين استرخصوا الغالي والنفيس وقدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للشعب والوطن، وفي مقدمتهم قائد الثورة ومفجرها، الولي مصطفى السيد، ومن ساروا على دربهم بكل إخلاص وتفاني من أمثال المحفوظ اعلي بيبا والخليل سيد امحمد وغيرهم كثير.

وتحية إلى جماهير الشعب الصحراوي قاطبة، إلى كل الرجال والنساء والشباب في الأرض المحتلة وفي مواقع تواجدها في المغرب والشتات وفي الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة، الذين قدموا التضحيات الجسام وصنعوا البطولات الخالدة، وظلوا شعلة متقدة للثورة الصحراوية التي عرفت كيف تصمد وتتشبث بخياراتها المقدسة.

وتحية إلى أسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذين سطروا أروع الصفحات في تاريخ الحروب التحريرية، وقدموا للعالم دروساً فريدة في تحدي أعتى المخاطر وابتكار أنجع الأساليب التي أفشلت إلى الأبد الحل العسكري المغربي، وتصدت بشجاعة منقطعة النظيرللجيوش الجراراة والأسلحة الفتاكة، بما فيها المحرمة دولياً ؛ قنابل النابالم والفوسفور الأبيض والقنابل العقنودية وملايين الألغام المضادة للإفراد.

وتحية إلى جماهير انتفاضة الاستقلال المباركة التي تقدم الدليل والبرهان، بالشهداء والتضحيات الجسام، على إصرارها على المضي قدماً على درب النضال والمقاومة السلمية، مهما تفننت سلطات الاحتلال المغربي في أساليب البطش والقمع الوحشي الأعمى. تحية إلى أبطال هذه الجبهة الراهنة، المتقدمة والمحتدمة، التي صنعت بالأمس القريب ملحمة اقديم إيزيك، مفخرة المقاومة السلمية الحضارية في العالم، وأنجبت أبطالاً وبطلات قهروا عنجهية وظلم دولة الاحتلال، من أمثال أمنتو حيدار ومعتقلي اقديم إيزيك الذين تحدوا المحاكمة العسكرية الظالمة

الضيوف الكرام،

الأخوات والإخوة،

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هي حركة تحرير شعبية وطنية، تجسد الإرادة الجماعية الحقيقية للشعب الصحراوي، وتقوم على قناعة راسخة بأن حرب التحرير تضمنها الجماهير. هذا البعد الشعبي والتوجه الديمقراطي المتفتح والقابلية لاستيعاب كل الأعمار والفئات ومختلف الأفكار والتوجهات في بوتقة الكفاح من أجل الحرية والاستقلال هو السر الكامن وراء صمودها طوال أربعة عقود كاملة، رغم ما تعرضت له من مؤامرات ودسائس سعت، بكل السبل، إلى تمزيقها من الداخل والمساس من سمعتها ومكانتها ووضعيتها القانونية الدولية كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي.

لقد وقع طرفا النزاع، جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، والمملكة المغربية على خطة التسوية الأممية الإفريقية التي صادق عليها مجلس الأمن سنة 1991، وحدد هدفها الرئيسي في تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، باعتباره الحل الديمقراطي المنسجم مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة. لقد آن الأوان لكي ينفذ المجتمع الدولي ذلك الحل ويضع حداً لتعنت الحكومة المغربية وتنصلها من التزاماتها.

من المؤسف جداً أن نرى النظام في المملكة المغربية اليوم يدفع نحو خلق أسباب التوتر والشقاق، ويسعى بأساليب العنصرية والشوفينية المقيتة والمغالطة المفضوحة لتأجيج وتأليب الشارع المغربي والرمي به، كما فعل سنة 1975، في أتون حرب ظالمة وعدوان غاشم ضد جاره وشقيقه الشعب الصحراوي.

إننا نحذر السلطات المغربية من المضي في هذا النهج الخطير الذي لن يقود إلا إلى ارتكاب جرائم جديدة، أبشع من تلك التي سبق وارتكبتها في حق مدنيين صحراويين لا يطالبون سوى بتطبيق ميثاق وقرارات الأمم المتحدة.

كما نلفت انتباه مجلس الأمن والمجتمع الدولي عامة إلى خطورة مثل هذا التصرف من طرف الحكومة المغربية، ونوجه نداء إلى كل المنظمات الدولية والمختصة والمجتمع المدني والمراقبين والإعلاميين المستقلين من أجل التوجه إلى الصحراء الغربية المحتلة والمساهمة في حماية الصحراويين العزل من خطر محدق.

في ظل الممارسات القمعية الوحشية التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين العزل، فقد آن الأوان لتمكين بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان ومراقبتها والتقرير عنها في الصحراء الغربية.

إن نجاح المساعي الأممية لإحلال سلام عادل ونهائي يمر بخلق ظروف ملائمة، ليس أقلها ضمان الأمن والسلامة الجسدية والنفسية للمواطنين الصحراويين العزل وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون المملكة المغربية والكشف عن مصير أكثر من 650 مفقوداً صحراوياً لديها وفتح الإقليم أمام المراقبين الدوليين المستقلين ووقف نهبها للثروات الطبيعية الصحراوية وإزالة جدار العار الذي يفرق العائلات الصحراوية ويدمر الإنسان والحيوان والبيئة.

نحن دعاة سلام وديمقراطية وحسن جوار و، في ظل احترام السيادة الوطنية، نحن منفتحون على كل أنواع التعاون والتنسيق في جميع المجالات، ومستعدون لتفهم كافة انشغالات أشقائنا وجيراننا. ذلكم هو المنطـلـق العادل والمنطقي والديمقراطي الذي يحكم توجه جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية.

وفي الوقت الذي نحيي فيه تلك المواقف المعلنة، ماضياً وحاضراً، لأحزاب ومنظمات وشخصيات مغربية، المنسجمة مع الشرعية الدولية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فإننا نقول للشعب المغربي الشقيق بأن الدولة الصحراوية ليست ولن تكون مصدراً لأي تهديد لجارتها المملكة المغربية أو أي بلد من البلدان المغاربية أو شمال إفريقيا. قيام الدولة الصحراوية المستقلة سكيون رسالة سلام إلى شعوب المنطقة، وسيضع حداً نهائياً للفلسفة التوسعية التي طالما أدخلت المنطقة في أجواء التوتر واللا استقرار منذ ستينيات القرن الماضي.

الأخوات والإخوة،

أود أن أتقدم بالتحية والترحيب إلى ضيوف شعبنا الكرام الذين تنقلوا ليشاركوا الشعب الصحراوي أفراحه بهذا الحدث التاريخي.

بهذه المناسبة، نحيي بحرارة هذا الوفد الرسمي الكبير الذي يتقدمه معالي السيد موتسواهي توماس، الوزير الأول في مملكة اللوزوتو، في هذه الزيارة التاريخية إلى الجمهورية الصحراوية، ومن خلاله نحيي شعب وحكومة ممكلة لوزتو وكل الوفود التي تمثل إفريقيا التي دافعت وتدافع عن القضية الصحراوية بكل عزيمة وإصرار، وتتشبث بإزالة آخر مظهر من مظاهر الاستعمار في قارتنا العزيزة.

إن جبهة البوليساريو في ذكراها الأربعين معتزة كل الاعتزاز بذلك الموقف المبدئي الراسخ للجزائر الشقيقة، نبراس الثورات ومثال الكفاح من أجل الحرية والاستقلال، ثورة المليون ونصف المليون من الشهداء. فتحية إلى هذا الوفد الرسمي الكبير الذي يقوده معالي السيد بلقاسم ساحلي، كاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، وأعضاء البرلمان بغرفتيه ورؤساء وأعضاء قيادات الأحزاب ومكونات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. نحييهم جميعاً على حضورهم معنا، ونسألهم أن ينقلوا تحيات وتقدير وشكر وعرفان الشعب الصحراوي إلى الجزائر الشامخة على مواقفها العظيمة، بقيادة شقيقنا المجاهد، فخامة الرئيس عبد العزيز بوتقليقة.

كما لا يفوتنا أ ن نرحب بالوفود القادمة من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، هذا البلد الشقيق والجار الذي تربطنا به أقوى علاقات الأخوة والصداقة التي نصر على تعزيزها وتطويرها باستمرار.

كما نرحب أيما ترحيب بكل الوفود الصديقة والشقيقة، الممثلة لحكومات وبرلمانات وأحزاب ومنظمات وجمعيات من أوروبا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي. ونتوجه بتحية خاصة إلى الحركة التضامنية في أوروبا، التي رافقت كفاح شعبنا منذ بداياته الأولى، وإلى كل الشعوب الإسبانية على موقفها المبدئي والشجاع مع كفاح الشعب الصحراوي العادل، مذكرين الحكومة الإسبانية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.

أيتها الصحراويات، أيها الصحراويون،

أربعون عاماً من الكفاح والنضال المستميت، أربعون عاماً من المأساة والمعاناة، أربعون عاماً من المكاسب والانتصارات، من عبقرية الشعب الصحراوي في التكيف مع التطورات والمستجدات، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، دليل قاطع وبرهان ساطع على الصوابية في الاختيار والحسم في القرار وحتمية الانتصار.

نقول للأجيال الحالية واللاحقة بأن الآفاق واعدة، كونوا على ثقة مطلقة بأن نضال شعبكم وتضحياته الجسام لم ولن تذهب سدى، فشمروا عن سواعد الجد واستعدوا لمواصلة المشوار، بمزيد من المقاومة وبمزيد من الصمود والإصرار

بشائر النصر تلوح في الأفق. لقد فشلت كل سياسات الترويع والترهيب التي مارستها دولة الاحتلال المغربي، وولى إلى الأبد ذلك الزمن الذي كانت تمارس فيه أبشع الانتهاكات في جنح الظلام وتحت الحصار وبعيداً عن الأنظار.

وبعد أربعين عاماً، ها هي الجماهير الصحراوية تخرج في المدن المحتلة في العيون والسمارة وبوجدور والداخلة وفي مدن آسا واقليميم وغيرها، حاملة نفس الشعارات ونفس الأعلام الوطنية التي حملتها الجماهير الصحراوية سنة 1975 وهي تثور ضد الوجود الاستعماري الإسباني.

إن تلك الجموع الثائرة المنتفضة والمسالمة التي جابت شوارع العيون المحتلة يوم الرابع من ماي 2013، وهي تعكس نبض الصحراويات والصحراويين في كل مكان، تبعث برسائل صارخة وقاطعة إلى المملكة المغربية وإلى العالم أجمع ، بأن الشعب الصحراوي متمسك، بلا تراجع ولا استسلام، بأهداف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في التمتع بالحقوق المشروعة في إقامة الدولة الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني.

حرب التحرير تضمنها الجماهير  والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل." (واص)088/9