تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في الذكرى 39 لزيارة أول بعثة أممية للصحراء الغربية: استحضار تقرير (ورقة)

نشر في

الشهيد الحافظ 11 ماي 2014 (واص)- في سنة 1974،أعلنت إسبانيا نيتها في تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي طالبت به الأمم المتحدة منذ سنة 1966 عقب تسجيل القضية الصحراوية ضمن قائمة البلدان غير المتمتعة شعوبها بحق تقرير المصير1963، وصدور قرار الجمعية العامة 1415 ديسمبر1960.

 

 

ونتيجة لمطامع أعلنتها وقتها الرباط ونواقشوط في الصحراء الغربية ، خاصة بعد التقارب في الموقف المسجل سنة 1972 إثر اعتراف المغرب بموريتانيا بعد سنوات من المطالبة بها. قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة استشارة محكمة العدل الدولية فيما يخص الصحراء الغربية وطلبت من إسبانيا تأجيل الاستفتاء حتى صدور الرأي الاستشاري للمحكمة الدولية .

 

 

وضمت البعثة الأممية التي بدأت زيارة للمنطقة في 12 ماي 1975 والتي تواصلت حتى فاتح يونيو 1975 ، ثلاثة أعضاء برئاسة مندوب كوت ديفوار في الأمم المتحدة ( سيمون آكي ) ومندوبي إيران ( مانوشهر بشفا ) وكوبا ( ماريا خيمينيث) يساعدهم 9 خبراء.

 

 

وقد استقبلت البعثة الأممية بمظاهرات حاشدة في كل المدن والمداشر الصحراوية وفي جنوب المغرب وشمال موريتانيا وجنوب غرب الجزائر ، كما زارت مدريد بعد الرباط ونواقشوط والجزائر ، وقدمت تقريرها يوم 15 أكتوبر، يوما واحدا قبل صدور رأي محكمة العدل الدولية ، والذي كان أول وثيقة أممية تقف على الحقيقة في الميدان وتستعرض الوضع وموازين القوى ومواقف الأطراف المعنية يومئذ

( إسبانيا وجبهة البوليساريو ) والبلدان المجاورة ( المغرب ، موريتانيا والجزائر )

 

 

وكان الهدف من الزيارة هو لقاء البعثة مع السلطات الإسبانية وجمع أكثر عدد ممكن من المعلومات والمعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديمغرافية ، ثم الاتصال بأكبر عدد ممكن من السكان ومعرفة شعورهم حول مصيرهم .

 

 

وهكذا قام أعضاء البعثة بواجبهم كما ينبغي وتأكدوا من الموقف الذي أعرب عنه كل طرف خلال الدورة الأخيرة للجمعية العامة ، إلا أ نهم حسب تقريرهم خلال زيارتهم للعاصمة الإسبانية أعربت لهم الحكومة الإسبانية عن إرادتها في إنهاء وجودها في الصحراء الغربية في أقرب الآجال لكنها وحسب معلومات من الأرشيف الإسباني لم تحدد إلى أي هيئة يجب أن تسلم السلطة الانتقالية.

 

 

ويعود السبب " المفاجئ " في موقف مدريد بحسب مراقبين إلى فشل الموالين لها عقب المظاهرات التي عرفتها المدن الصحراوية خاصة حزب " الاتحاد الوطني " الذي كانت إسبانيا تراهن عليه في تسويقها لمقاربة الحكم الذاتي في ظل وضعية صحية حرجة كان يمر بها الجنرال فرانكو.

 

 

لقد اكتشف أعضاء البعثة الأممية " الوزن الحقيقي " لجبهة البوليساريو و" إرادة الاستقلال " لدى السكان ففي جميع المدن التي مرت بها وقفت البعثة على شعارات مؤيدة للاستقلال وتأكدت " أن جبهة البوليساريو التي كانت حركة سرية حتى وصول البعثة ، ظهر أنها القوة المسيطرة في الإقليم ".

 

 

لقد " ذهلت " البعثة أمام هذا الإجماع حول الاستقلال والانضواء تحت لواء جبهة البوليساريو فأكدت في تقريرها : " أن جميع المواطنين الذين التقت بهم طالبوا صراحة ودون تردد بالاستقلال ورفضوا المطالبات المغربية والموريتانية ".

( واص ) 112/090