بولونيا (إيطاليا) 11 اكتوبر 2024 (واص)- نظمت أمنيستي، فرع إيطاليا، مساء يوم الأربعاء الماضي بمدينة بولونيا الايطالية، ندوة نقاش حول تطور النضال الحقوقي في الصحراء الغربية في ذكرى مخيم اكديم إيزيك، وهو المخيم الاحتجاجي الذي نظمته الجماهير الصحراوية بمدينة العيون المحتلة سنة 2010 ضد سياسات الاحتلال المغربي.
ونشطت الندوة الباحثة في حقوق الإنسان وعضو امنيستي أيطاليا، ديبورا ديل بيستويا، بحضور ممثلة الجبهة بايطاليا، فاطمة محفوظ، والمدافعين الصحراوين عن حقوق الإنسان، ابراهيم دحان، ومحمد الديحاني، وممثلون عن شبكة واسعة من منظمات المجتمع المدني الإيطالي، وبحضور جمع غفير من الشباب والطلبة فاقت أعدادهم ال300 شاب وشابة من مختلف الاختصاصات.
وقدمت السيدة ديبورا للجمهور خلفية عامة عن طبيعة النزاع في الصحراء الغربية وموضوع حقوق الإنسان، مركزة على ما عاناه الشعب الصحراوي طيلة عقود من انتهاكات جسيمة لحقوقه من طرف الدولة المغربية.
من جهته عرض المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان، ابراهيم دحان، صورة قاتمة عن وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وتاريخ انتهاكها من قبل الاحتلال المغربي منذ 1975، مشيرا إلى لحظات فارقة من تجربته الشخصية كضحية للاختفاء القسري، وللتعذيب، والانتهاكات، وإلى الطريقة التي تطور بها نضال المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
وركز المدافع عن حقوق الإنسان على مسؤولية الأجيال الصاعدة في مواصلة النضال على المستوى العالمي من أجل تجنب أي انزلاق أو قفز على سيادة القانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي يبقى رغم كل ما فيه من أنقاص الحد الأدنى للحفاظ على التعايش والسلام بين الأمم، وفي داخل الدول.
وعبر المدافع الحقوقي الصحراوي عن أسفه الشديد للتقاعس المسجل على الأمم المتحدة والمنتظم الدولي الذي ما يزال عاجزا أو غير جاد في فرض احترام القانون الدولي لحل النزاع وفق مبادئ تصفية الاستعمار المعمول بها في نزاعات سابقة مشابهة.
ممثلة جبهة البوليساريو بايطاليا، السيدة فاطمة محفوظ، قدمت في مداخلتها إحاطة حول الأساس القانوني والسياسي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أهمية ايلاء اهتمام كبير من قبل الأجيال الصاعدة إلى تعميق وعيها بالجوانب القانونية والسياسية للنزاع لفهم جذوره، وأسبابه، وحتى الحلول الممكنة له بعيدا عن أي مزايدات ومحاولات مغربية وحتى دولية أحيانا لفرض الأمر الواقع الاستعماري على الشعب الصحراوي.
كما ناقشت الدبلوماسية الصحراوية خلفيات وتاريخ بناء الدولة الصحراوية في ظل تكالب قوى استعمارية عديدة حاولت بكل قوة عرقلة قيامها منذ السبعينات، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه الدولة بسبب نقص الموارد والإمكانيات، مشيرة إلى الانجازات الهائلة التي حققها أبناء الشعب الصحراوي وقيادتهم السياسية، جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية، في هذا السياق.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت فاطمة محفوظ الانتباه إلى الوضع الصعب الذي يعيشه المعتقلون السياسيون الصحراويون بسجون الاحتلال المغربي، مشيرة إلى أن هذه المعاناة الملموسة والحقيقية تتطلب تضامنًا دوليًا قويًا وضغطا أكبر على دولة الاحتلال، ومؤكدة على أن الدور الذي يلعبه التضامن الدولي ضروري في تعزيز وحماية وتحصين حقوق الشعب الصحراوي في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها هذا الشعب.
وحث كل من ابراهيم دحان وفاطمة محفوظ الشباب الايطالي على الانخراط وبقوة في الفعل النضالي من أجل دعم الشرعية الدولية، والدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان في العالم، وبالتالي تحمل مسؤولياتهم كمواطنين مقبلين على الحياة بصفتهم أبناء المستقبل وصانعوه من الآن.
وقد صاحب تنظيم هذه الندوة إقامة حفل موسيقي متنوع شاركت فيه فرق وفنانون من دول مغاربية مختلفة، وحضره مئات الشباب والطلبة يمثلون توجهات مناهضة للاستعمار، والعنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان في كل مكان. (واص)
090/500/60 (واص)