فرانكفورت ، 09 يونيو 2024 (واص) - نظمت المبادرة الطلابية "ديكولونايز يونيفيرسيتي" بجامعة يوهان فولفغانغ فون غوته بمدينة فرانكفورت الألمانية يومي الجمعة والسبت الماضيين ندوة سياسية حول مناهضة الاستعمار. ناقشت مواضيع عدة مرتبطة بالإرث السياسي والاجتماعي والمناخي لظاهرة الاستعمار. مثل قضيتي الصحراء الغربية وفلسطين، النيوكولونيالية، العدالة المناخية، استغلال الجنوب العالمي والعنصرية وغيرها.
وفي اليوم الثاني من أشغال الندوة، نشط مساعدة ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، الصالح سيد المصطفى، لقاءا مفتوحا مع الطلبة والمشاركين، خُصص لواقع الاحتلال المغربي العسكري في الصحراء الغربية. وتاريخ التواجد الاستعماري الاسباني في المنطقة وبداية المد التحرري في الصحراء الغربية.
مثلما تطرق اللقاء الى البعد الإفريقي والعلاقات التاريخية المتميزة بين جبهة البوليساريو كحركة تحرر وطني وباقي حركات التحرر الافريقية المناهضة للاستعمار الأجنبي والميز العنصري البغيض. وكيف شكلت جبهة التحرير الوطني الجزائري، والمؤتمر الوطني الأفريقي، وحركة سوابو الناميبية، وزانو الزيمبابوية، وال MPLA الانغولية حواضن لدعم ومناصرة المد التحرري في الصحراء الغربية.
وحول تمظهرات الاستعمار الجديد وعلاقة ذلك بواقع الاحتلال العسكري المغربي، شدد الدبلوماسي الصحراوي على أن الدور السلبي الذي تلعبه الشركات المتعددة الجنسيات في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية يشكل تواطؤا مفضوحا مع سلطة الاحتلال المغربي الرامية إلى إشراك كيانات اقتصادية في نهب واستغلال ثروات الشعب الصحراوي بما يُطبع مع واقع الاحتلال المرفوض ويساهم في تعزيز بنيته العسكرية والاستيطانية في الإقليم. مُنددا بعمل الشركات الألمانية المتورطة في سياسة النهب التي تستنزف الموارد الطبيعية الصحراوية على غرار كل من شركة "سيمنس غاميسا" للطاقة، و"هيدلبيرغ ماتيريال" لصناعة الاسمنت والخرسانة المسلحة و"تيسن كروب" للتقنيات و"كوستر مارين" للمنتجات السمكية.
وفي الاخير أبرز عضو البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا على أهمية دور التضامن ضمن برنامج المجموعات الطلابية والأوساط الأكاديمية للتعريف بنضال الشعب الصحراوي ومناصرة نضاله التحرري العادل، وفي سبيل كسر الحصار السياسي والإعلامي المطبِق على الأرض المحتلة من قبل سلطات الاحتلال العسكري المغربي.
جدير بالذكر أن جامعة غوته بمدينة فرانكفورت سبق ان نظمت في الفترة من 25 إلى 27 فبراير الماضي ملتقى متعدد التخصصات حول الصحراء الغربية ، تزامنا مع احتفالات الشعب الصحراوي للذكرى الثامنة والأربعين المخلدة لإعلان الجمهورية الصحراوية. وهو الملتقى الذي ساهم في تعزيز التواصل والتبادل البحثي والرفع من مستوى المقاربات العلمية التي تتناول دراسة أشكال المقاومة وواقع الاحتلال الاستيطاني العسكري في الصحراء الغربية، مثلما ساهم في ترسيخ الوعي العام بالنطاق السياسي والقانوني والاقتصادي والإنساني لقضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتعميق الوعي بها. (واص)