تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

السيد فرانشيسكو باستاغلي: دعم كفاح شعب الصحراء الغربية أمر صائب ويتماشى مع ما هو مطلوب في العلاقات الدولية 

نشر في
السيد فرانشيسكو باستاغلي: دعم كفاح شعب الصحراء الغربية أمر صائب ويتماشى مع ما هو مطلوب في العلاقات الدولية 

لشبونة (البرتغال) 19 نوفمبر 2023  (واص) - ضمن فعاليات الندوة الدولية "الصحراء الغربية وتيمور الشرقية: كفاح من أجل تقرير المصير والاستقلال" التي احتضنها مقر بلدية سيشال بالعاصمة البرتغالية لشبونة يوم الخميس، أكد السيد فرانشيسكو باستاغلي الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ورئيس بعثة المينورسو، أن دعم كفاح شعب الصحراء الغربية هو أمر صائب ويتماشى مع ما هو مطلوب في العلاقات الدولية التي يجب أن تقوم على أسس الشرعية وسيادة القانون ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وبدأ السيد فرانشيسكو باستاغلي كلمته أمام الندوة بالإشارة إلى أنه يمكن النظر لقضية الصحراء الغربية على مستوى الأمم المتحدة من وجهتي نظر، الأولى هي وجهة نظر الشرعية الدولية والثانية هي وجهة نظر المصالح السياسية، مؤكداً على أنه من وجهة نظر الشرعية الدولية، فإن القضية واضحة تماماً حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة وقبل مغادرة إسبانيا للإقليم في عام 1975 بوقت طويل، أن هذه حالة من حالات إنهاء الاستعمار وأن للشعب الصحراوي حقا أساسياً في تقرير المصير لاختيار مستقبله بحرية. 

وفي هذا السياق، أكد أن هذا الموقف تكرر مرات عديدة في قرارات الأمم المتحدة وتوصياتها، بما في ذلك حكم محكمة العدل الدولية الذي يقول إنه لا توجد أسس لادعاءات المغرب بالسيادة على الصحراء الغربية قبل غزو المغرب للإقليم.

وأضاف السيد فرانشيسكو باستاغلي أنه حتى يومنا هذا لا تزال محاكم أخرى، بما في ذلك محكمة العدل الأوروبية، تصدر أحكاماً لصالح الشعب الصحراوي بخصوص القضايا المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية واحترام حقوق الإنسان على أساس اعتبار أن الوجود المغربي في الإقليم غير قانوني وأن للشعب الصحراوي الحق في تقرير المصير في سياق النظام الذي يحكم إنهاء الاستعمار. 

وأشار إلى أنه بهذه الروح أنشأ مجلس الأمن في عام 1991 بعثة في الصحراء الغربية تكمن مهمتها الرئيسية في إجراء استفتاء لتقرير المصير، ولكن بعد 32 عاما، لم يُجْرَ أي استفتاء ولا تزال البعثة في الإقليم. 

ثم تساءل السيد فرانشيسكو باستاغلي لماذا هو الحال كذلك، مشيراً إلى أن هذه مسألة تتعلق أساسا بالسياسة الواقعية والمصالح السياسية على مستوى الأمم المتحدة، ولا سيما في مجلس الأمن، حيث توجد مجموعة صغيرة من البلدان التي لديها نوع من الاحتكار الواضح للنقاش حول الصحراء الغربية، والتي لا تريد، ولأسباب مختلفة، إجبار المغرب على السماح لبعثة الأمم المتحدة بالقيام بواجبها، في وقت تواصل فيه هذه الدول تجاهل ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وبهذه الطريقة تساهم في عرقلة مسار الشعب الصحراوي نحو تقرير مستقبله. 

كما تساءل لماذا ينبغي للمرء أن يهتم بهذه القضية، ولماذا هذه المسألة مهمة، موضحاً أنه يجب على المجتمع الدولي أولاً أن يفي بالتزاماته تجاه شعب الصحراء الغربية الذي يدفع حتى يومنا هذا ثمناً باهظاً جداً بسبب حرمانه من حقوقه، ولهذا السبب، يحتاج إلى الدعم في كفاحه العادل، وثانياً، هناك واجب دعم القانون الدولي وخاصة في وقت يمر فيه العالم بأوقات من الارتباك الشديد والمعايير المزدوجة وهيمنة السياسة الواقعية وكلها أمور تضر بشدة بالسلام والأمن الدوليين. 

وفي الختام، أكد السيد فرانشيسكو بستاغلي على أن دعم كفاح شعب الصحراء الغربية هو أمر صائب ويتماشى مع ما هو مطلوب في العلاقات الدولية التي يجب أن تقوم على أسس الشرعية وسيادة القانون ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، أعرب عن اعتقاده بأن البرتغال، وبالنظر إلى سلوكها المسؤول الذي قاد إلى استقلال تيمور الشرقية، لها دور هام تؤديه في هذا الصدد سواء على مستوى الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

(واص)