كوبنهاغن (الدنمارك)، 15 نوفمبر 2023 (واص) - بمقر البرلمان الدنماركي بالعاصمة كوبنهاغن نظمت يوم الثلاثاء جمعية الأمم المتحدة الدنماركية ندوة بلدان الشمال الأوروبي حول الصحراء الغربية تحت عنوان "كيفية حل النزاع قبل أن يتصاعد".
وقد جمعت الندوة ممثلين عن الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا وشهدت تقديم مداخلات لبرلمانيين وممثلي أحزاب وأساتذة بالإضافة إلى الممثل الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، السفير كريستوفر روس، وقائد المكون العسكري السابق لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، اللواء كورت موسقارد.
وبدعوة من جمعية الأمم المتحدة الدنماركية شارك في الندوة وفد صحراوي يقوده الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو بمعية السيدة عبيدة محمد بوزيد، ممثلة الجبهة بالدنمارك، والسيدة السنية البشير عبد الرحمان، ممثلة الجبهة بالسويد والنرويج.
وفي كلمتها الافتتاحية للندوة أكدت السيدة أنيتا ليند، عضو البرلمان الدنماركي عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، على ضرورة إيلاء العناية اللازمة لقضية الصحراء الغربية وتوسيع رقعة الاهتمام الدولي بها في إطار البحث عن حل نهائي للقضية.
أما السيد ينس كريستيان وندل، رئيس جمعية الأمم المتحدة الدنماركية، فقد أشار هو الآخر في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة إبراز القضية الصحراوية وما يرتبط بها من مواضيع ذات الصلة بحق تقرير المصير وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وهو ما يتطلب من الجميع كمواطنين وسياسيين العمل من أجل بلوغ حل سلمي وعادل ودائم للنزاع الذي عمر طويلا.
في مداخلته قدم اللواء كورت موسقارد نبذة عن تاريخ الصحراء الغربية وعن تشكيل ودور بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، مذكراً بأن مهمة البعثة هي تنظيم استفتاء حر وعادل لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية.
ورداً على سؤال حول مدى تأثير اتفاقيات الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، قال اللواء كورت موسقارد إن مثل تلك الاتفاقيات تعمل كمحفز للمغرب وبالتالي فهي لا تقود إلا إلى تشجيع دولة الاحتلال على التمادي في الامتناع عن الانخراط في عملية السلام.
من جهته، السفير كريستوفر روس تناول بالحديث تجربة المفاوضات المباشرة التي رعتها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، مبرزاً أنها لم تؤدِ إلى حد الساعة إلى أي تقدم ملموس ومذكراً بأنه لا بديل عن عملية حقيقية لتقرير المصير.
وبحسب المبعوث الشخصي الأممي السابق، فإن فشل الأمم المتحدة في إيجاد حل عادل ودائم ويكفل لشعب الصحراء الغربية حقه في تقرير المصير يعود لجملة من الأسباب منها عدم رغبة المغرب في الدخول مفاوضات جدية وإصراره على يكون "مقترحه" هو الموضوع الوحيد للتفاوض وعلى أن يكون دور المبعوث الشخصي محصورا في كونه "ميسيراً" بدل أن يكون وسيطاً وذا دور فعال في العملية السلمية.
أما السيد سورن سوندرقارد، عضو البرلمان عن حزب تحالف الحمر والخضر، فقد أكد موقف حزبه الثابت والداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال استفتاء حر وعادل ونزيه، وطالب بالعمل أكثر من أجل التصدي لسياسات الابتزاز التي تمارسها دولة الاحتلال المغربية على مستوى الاتحاد الأوروبي.
من جانبه شدد السيد أريك هاغن، ممثل اللجنة النرويجية لدعم الصحراء الغربية، على ضرورة مضاعفة العمل على مستوى البلدان الاسكندنافية من أجل وضع حد لسياسات الاحتلال المغربية في الصحراء الغربية بما تشمل من خروقات جسمية لحقوق الانسان والنهب الممنهج لثروات الشعب الصحراوي بتواطؤ مع أطراف أجنبية. (واص)