المنسق الصحراوي مع المينورسو للمساء المغربية: "الشعب الصحراوي برهن، خلال ثلاثين سنة، على أنه هو الثابت الوحيد الذي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله".
lahbib1988
الرباط25/6/2007(واص) أكد المنسق الصحراوي مع المينورسو والناطق باسم الوفد الصحراوي في مفاوضات مانهاست السيد أمحمد خداد أن "الشعب الصحراوي برهن، خلال ثلاثين سنة، على أنه هو الثابت الوحيد الذي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله", وانه لايمكن" أن يغيب عن كل معادلة للحل، لأنه هو الرقم الصعب داخلها", وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة المساء المغربية ونشرته يوم السبت هذا نصها:-
- ما هي النتيجة التي خرجت بها مفاوضات مانهاست؟
تم اللقاء بين طرفي النزاع، المغرب والبوليساريو، وقام كل طرف بتقديم تصوره للحل حسب توصية مجلس الأمن 1754 الذي يعتبر بمثابة خارطة طريق لهذه المفاوضات، بحيث ينص على المفاوضات المباشرة من أجل التوصل إلى حل يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.
المقترحان، إذن، كانا على الطاولة، وكل طرف كانت له الفرصة للتعليق على ما ورد في المقترح الآخر. ومن جانبنا، أوضحنا أن مقترحنا، أولا، يحترم الشرعية الدولية، وثانيا، يعالج الموضوع في جوهره، لأن العامل الأساسي في القضية هو سكان الصحراء والشعب الصحراوي، وإذا لم نأخذ هذا العامل بعين الاعتبار فإن المعطيات السياسية تتغير من حين إلى آخر، لكن الشعب الصحراوي برهن، خلال ثلاثين سنة، على أنه هو الثابت الوحيد الذي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله، ولا يمكن أن يغيب عن كل معادلة للحل، لأنه هو الرقم الصعب داخلها.
وبالنسبة لمقترحنا، فهو يقول إنه يجب إعطاء الفرصة للشعب الصحراوي ليعبر عن رأيه. ومن ضمن الخيارات التي ستعرض عليه، يمكن أن يدرج الخيار الذي اقترحه المغرب، من ضمن عدة خيارات أخرى، وآنذاك يحق للمغرب أن يحسن خياره كما يشاء ويدخل عليه ما شاء من التعديلات، لأن الذي سيحسم في نهاية المطاف هو صناديق الاقتراع. وعندما ينتهي الاستفتاء وإذا حاز المقترح المغربي بمباركة المصوتين، فنحن كجبهة البوليساريو واعون كل الوعي بأن السلام مهم وثمين ولا بد لكل منا أن يساهم بجزء من الفاتورة. ومن جهتنا، نحن مستعدون من الآن لتحمل الجزء الخاص بنا في ما يتعلق بفاتورة السلام، فمقترحنا ينص على الاستغلال المشترك للثروات الطبيعية، وتوفير إطار قانوني للمغاربة المقيمين بالصحراء بما في ذلك منح الجنسية...
- وماذا كان رد المفاوض المغربي على مقترحكم؟
المغرب اعتبر أن مقترحنا جزء من الماضي، ولا يمكنه أن يقدم المفاوضات إلى الأمام، واعتبره قراءة خاصة لحق تقرير المصير. ومن جهتنا، قلنا لهم إن مقترحهم لا يترك أي مجال للتفاوض، لأنه بعد ثلاثين سنة من الأزمة يأتي المغرب ليقول إن كل شئ قابل للتفاوض إلا السيادة، وهو بذلك ينسف كل شيء منذ البداية،
فلماذا إذن التفاوض وحول ماذا؟
وماذا كان تعليق الوسيط الأممي على هذا النقاش؟
الوسيط الأممي قال إنه لا أحد يعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية بما في ذلك الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن ، وأن جوهر الصراع هو جوهر السيادة.
- قلت إن الجبهة مستعدة لتقديم جزء من الفاتورة، هل يعني هذا أن الجبهة مستعدة لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى حل سياسي وسط؟
تماما، لكن «ما لله لله وما لقيصر لقيصر»، جوهر الصراع هو إرادة الشعب الصحراوي، وهذه لا نتحكم فيها. فنحن لا يمكننا أن نفاوض حول إرادة شعب ولا يمكن لأي كان أن يفاوض حول هذا الموضوع. نحن، كسياسيين وكممثلين لهذا الشعب، يمكن أن نقول إنه في حالة اختار الشعب الصحراوي الانضمام فسنقبل به، وإذا اختار الحكم الذاتي فسنقبل به، وإذا اختار الاستقلال فسنطلب من الآخرين الاعتراف بهذا الخيار. ولن نكتفي بالقول إننا نجحنا ونقفل الباب، فلا أحد يختار جيرانه، وعلاقاتنا ستبقى وطيدة مع كل الجيران.
- لكن، لم تقل لي ما هي النتيجة التي خرجت بها الجولة الأولى من المفاوضات؟
جرى حوار تم خلاله تبادل وجهات النظر وتم الاتفاق على موعد مقبل.
- ألا ترى أنه في حالة ما إذا استمر كل فريق في التشبث بمواقفه فلن يتقدم الحوار إلى الأمام؟
هذا حكم سابق لأوانه، لأنه حتى الوسيط الأممي بنفسه لم يكن يتصور أن تستمر المناقشات بين الوفدين خلال يومين، وفوق ذلك يتم الاتفاق على موعد لاحق لاستئنافها. لذلك لا يمكن استباق الأحداث، ويبقى يحدونا الأمل الكبير في التوصل إلى حل. وفي الجولة القادمة يمكن أن يحصل تقدم.
- كتبت بعض الصحف أن وفد الجبهة كان سينسحب في بعض اللحظات، فهل هذا صحيح؟
هذا غير صحيح ولا أساس له من الصحة. ربما كانت هذه نوايا البعض. فرهاننا نحن أكبر، والسلام بالنسبة لنا أكبر من أن نخضع لأي استفزاز.
- وخارج البحث عن الحل السياسي، هل تناولتم مواضيع أخرى في بداية اللقاء لبناء الثقة في ما بينكم؟
أشرنا إلى حقوق الإنسان في الصحراء، وتبادل الزيارات وموضوع الألغام، ومواضيع أخرى يمكن أن تسهل حياة الناس في الصحراء.
- وبالنسبة للمفاوضين عن المغرب، ما هي المواضيع الجانبية التي أثاروها؟ هل أثاروا موضوع المحتجزين داخل مخيمات تندوف وحقوق الإنسان داخل المخيمات؟
لا لم يطرحوا أيا من هذه المواضيع، ولو طرحوها لكنا سنقول لهم مرحبا بكم في مخيمات اللاجئين لتعاينوا بأنفسكم.
- ما ذا تتوقع من الجولة المقبلة؟
أتوقع الأمل، وأن نبني لبنة جديدة ونتقدم خطوة إلى الأمام. لكن بصراحة، إذا استمر الوفد المغربي بنفس النفسية فلا أتوقع طيبا. فنحن لم نكن نتوقع أن تحل أزمة ثلاثين سنة خلال ثماني ساعات من التفاوض. فالرهان أكبر من هذا ولا بد من مجهود مضاعف من طرفي النزاع. فالحلول الأحادية الجانب مآلها الفشل. فنحن لم نقل إن الاستقلال هو الحل والتفاوض ينبغي أن يكون حول غيره، كما يقول المفاوض المغربي الذي يعتبر الانضمام هو الحل ويريد أن يفاوض ما دون ذلك.
- وأين ستعقد الجولة المقبلة؟
في نفس المكان بمانهاست يومي 10 و11 من شهر غشت المقبل.(واص)