تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

القضية الصحراوية محور يوم دراسي ببريطانيا

لندن 5/5/2007(واص)- شكلت القضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار محور اليوم الدراسي الذي احتضنته جامعة ليدز برعاية قسم الدراسات الإسبانية والبرتغالية بهذه الجامعة . وقد حمل هذه السنة اليوم الدراسي الثالث من نوعه عنوان "الحرب الدبلوماسية وأشكال جديدة للمقاومة" وشمل مداخلات لمجموعة من الباحثين والأكاديميين الدوليين المهتمين بقضية الصحراء الغربية. وقد استهلت أشغال اليوم الدراسي بكلمة ألقاها الدكتور بابلو سان مرتين المحاضر بقسم الدراسات الإسبانية والبرتغالية والمشرف على تنظيم سلسلة الأيام الدراسية حول الصحراء الغربية حيث قال " بأن تنظيم هذه الفعالية يأتي استجابة للاهتمام المتنامي التي باتت تحظى به القضية الصحراوية على مستوى الدوائرالأكاديمية في المملكة المتحدة ." وفي رأيه " فان ذلك يرجع إلى أمرين أولهما هو أن الصحراء الغربية ما تزال تمثل أخر صراع تصفية استعمار في القارة الإفريقية وثانيهما هو التجربة الفريدة للبناء المؤسسي التي أثبت من خلالها الشعب الصحراوي ورغم ظروف الغزو واللجوء مقدرته على بناء دولة ذات مؤسسات فاعلة قادرة على تلبية كل الاحتياجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين الصحراويين". أما الباحث الأمريكي جيكوب موندي الذي يعد رسالة دكتورا بجامعة أكستير ( البريطانية والذي سبق له وأن كتب عدة بحوث حول جوانب متعددة من القضية الصحراوية فقد تطرق إلى تاريخ النزاع ومسبباته عارضا مسار التسوية الأممية منذ البداية وصولا إلى الوضع الراهن المتميز بالانتفاضة الصحراوية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ثم المناورات المغربية المتمثلة في ما يسمى " بمشروع الحكم الذاتي ". وحسب السيد موندي فان مشروع المغرب وفضلا عن تناقضه مع الشرعية الدولية سيكون مآله الفشل لأن الصحراويين قد أثبتوا ومن خلال نضالهم المرير الذي تزداد قوته الآن في المناطق المحتلة بأنهم أكثر تشبثا بحقهم في تقرير المصير والاستقلال وقد كان للدكتور سيدي محمد عمر ممثل جبهة البوليساريو في المملكة المتحدة وايرلندا الفرصة للتعقيب كمناقش مدعو على مداخلة السيد موندي حيث أبرز موقف جبهة البوليساريو من آخر التطورات المتصلة بالقضية الصحراوية والمتمثل في" تشبث الشعب الصحراوي بالدفاع المشروع عن حقه الغير قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال في إطار مقتضيات الشرعية الدولية". وألقى الدكتور خوان كارلوس خيمينو المحاضر بجامعة مدريد المستقلة محاضرة بعنوان " البناء الوطني والتحول الاجتماعي وأشكال جديدة للمقاومة" تحدث فيها عن التحولات السياسية والاجتماعية التي حدثت في الصحراء الغربية والتي قادت إلى إذكاء الحس الوطني الصحراوي الذي توج فيما بعد بقيام جبهة البوليساريو كتجسيد لروح كل حركات المقاومة الصحراوية ضد الاستعمار الأجنبي ثم إعلان الجمهورية الصحراوية كإطار سياسي ومؤسسي يضم كل الصحراويين ويجسد طموحهم المشروع في إقامة دولة حرة ومستقلة في إطار الحدود الصحراوية المعترف بها دوليا . وقد كان للسيد ليمام أبيشة شاعر وكاتب صحراوي الفرصة للتعقيب كمناقش مدعو على محاضرة السيد خيمينو حيث أبرز أهمية التراث الثقافي والنتاج الصحراوي في التأسيس لهوية صحراوية واعية بتميزها الثقافي والحضاري وبالتالي تعزيز المشروع المؤسسي الوطني الصحراوي . وفي الختام تم عرض شريط وثائقي تحت عنوان "أرض الرجال الزرق" كانت قد أعدته التلفزة الإسبانية في نهاية السبعينيات حيث يعرض مظاهر تنامي الوعي الوطني بين كافة فئات المجتمع الصحراوي ورغبته الصريحة آنذاك في الاستقلال التام عن المستعمر الإسباني .(واص)