منظمات حقوقية دولية تطالب بتوفير الحماية الدولية للمدنيين الصحراويين
lahbib1988
جوهانسبورغ27/5/2007(واص)بمقرها في مدينة جوهانسبورغ، نظمت يوم 25 ماي 2007 اللجنة الجنوب افريقية لحقوق الإنسان، يوما دراسيا حول "وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومسؤولية المجتمع المدني"، حضره ممثلون عن وزارة الخارجية الجنوب افريقية،و أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في بريتوريا، ومسؤولون من الأحزاب والمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى باحثين من معاهد الدراسات وكذا ممثلين قياديين من حركتي التضامن في الجزائر، اسبانيا، بريطانيا والسويد وبحضور وفد صحراوي ممثل للحكومة الصحراوية ولهيئات المجتمع المدني الصحراوي. حسب سفارة الجمهورية الصحراوية بجنوب أفريقيا.
اليوم الدراسي، تضمن مداخلة للسيد جوردي كولابين رئيس المنظمة الجنوب افريقية لحقوق الإنسان، والتي أكد من خلالها "إن وضعية حقوق الإنسان المزرية في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، تشكل انشغالا كبيرا بالنسبة للحنة، بالنظر إلى التقارير الدولية والشهادات التي تتلقاها من طرف النشطاء الحقوقيين الصحراويين والتي تعكس جرائم ترتكب بعيدا عن أعين العالم، دون قيام المجتمع الدولي بعمل مهم من أجل حماية المدنيين الصحراويين"، مضيفا أن "هذا اليوم الدراسي، الذي يتصادف مع يوم إفريقيا، يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل جعل فعاليات المجتمع المدني الأفريقي تلعب دورا رياديا في الدفاع عن قضايا وحقوق الإنسان الإفريقي" مؤكدا أن منظمته "لن تدخر أي جهد في لفت انتباه الرأي العام في جنوب أفريقيا، في القارة وفي العالم إلى هذه الوضعية، والانخراط في حركة التضامن الدولية الهادفة إلى تسريع تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، باعتباره أم الحقوق جميعها".
اليوم الدراسي، تضمن مداخلات لكل من: السيدة لارا سورات ، نائبة مدير شمال أفريقيا في وزارة الخارجية، أكدت من خلالها موقف حكومة جنوب أفريقيا الداعي الى " ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي وخاصة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مسؤولياته كاملة في حماية المدنيين في إقليم غير محكوم ذاتيا بصدد عملية تصفية استعمار غير مكتملة ألا وهو الصحراء الغربية" مضيفة "أن جنوب أفريقيا التي عانت من نفس القمع، لن تدخر جهدا من أجل الضغط لتسريع ذلك المسار، معتبرة أن الإبقاء على تقرير بعثة تقصي الحقائق الأممية طي الكتمان عار وفضيحة كبرى ليس من الممكن السكوت عنها".
الملتقى كان على موعد مع شهادة مؤثرة جدا تقدمت بها الناشطة الحقوقية ومعتقلة الرأي السابقة السيدة فاطمة عياش، عضو تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، والتي تطرقت من خلالها إلى انطلاقا من تجربتها الشخصية مع الاعتقال، عن وضعية حقوق الإنسان المزرية في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، منتهية الى التقدم، باسم الحقوقيين الصحراء، بنداء ملح إلى التعجيل بوضع الميكانيزمات الكفيلة باحترام حقوق الإنسان وسلامة المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال المغربي مؤكدة "أن الوضع أصبح من الخطورة بمكان، حيث لم يعد من الممكن انتظار الحل السياسي للنزاع، وأن أي تأخر في ذلك قد يقود المنطقة الى منزلق خطير وحمامات دم وحدوث وضعية خارج سيطرة الجميع".
الملتقى الدراسي استمع أيضا لمداخلة من السيد أيدي ماكوي الأمين العام لمجلس كنائس جنوب أفريقيا، والأخ أبي بشراي البشير سفير الجمهورية الصحراوي لدى جنوب أفريقيا، وكذا الدكتور تيموثي أوثيينو الباحث في معهد الحوار الشامل، إضافة إلى مداخلتين تقدم بهما كل من الأخ أحمد سيد أعلي منسق برنامج نزع الألغام في الصحراء الغربية والسيد الدكتور سعيد العياشي مسؤول برنامج حقوق الإنسان في اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
السيد ايدي ماكوي الأمين العام لمجلس كنائس جنوب أفريقيا "وهو يؤكد على أن السبب الجوهري وراء معاناة الشعب الصحراوي وانتهاكات حقوق الإنسان يكمن في حرمانه طيلة 30 من حقه الطبيعي في تقرير مصيره بكل حرية"، توجه بنداء ملح للمجموعة الدولية عامة والأمم المتحدة خاصة من أجل الشروع، دون أي تأخير، في توفير الحماية للمدنيين الصحراويين وفتح مكتب لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من جهة، ومن جهة أخرى ناشد الزعيم الديني الجنوب أفريقي "جميع المنظمات الوطنية والدولية ووسائل الإعلام من أجل زيارة الإقليم لكشف حقيقة ما يجري والمساهمة في كسر الحصار المضروب عليه منذ ثلاثين سنة".
أما الدكتور تيموثي أوثيينو الباحث المتخصص في النزاع، وأثناء تقديمه لعرضه عن النزاع على ضوء القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي فقد أكد أنه ليس هناك من حل للنزاع في الصحراء الغربية خارج تمكين الشعب الصحراوي من حقه في استفتاء تقرير المصير، وأن أي تصور خارج هذا الإطار لن يؤدي إلا إلى إطالة محنة الشعب الصحراوي ".
الباحث، أضاف في خلاصات عرضه أن "المشكل مع الاستفتاء ليس إجرائيا، وإنما سياسيا وأن المغرب ليست لديه إرادة سياسية للحل، لأن الاستفتاء مسألة صندوق وأوراق تصويت ومصوتين جرى تحديد الغالبية منهم".
جدير بالذكر أن اللجنة الجنوب افريقية لحقوق الإنسان، وعلى هامش اليوم الدراسي، قد نظمت معرضا لصور تعذيب المدنيين والنشطاء الصحراويين على أيدي أجهزة القمع المغربية في المدن المحتلة من الصحراء الغربية والتي أثارت تنديد المشاركين في اليوم الدراسي وكانت مثار اهتمام وسائل الإعلام الحاضرة.(واص)