رئيس الدولة يجدد للامين العام للأمم المتحدة بالغ انشغاله أمام تمادي السلطات المغربية في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي
lahbib1988
بئر لحلو29/5/2007(واص) جدد رئيس الدولة الأمين العام للجبهة السيد محمد عبد العزيز للامين العام للأمم المتحدة السيد بان كيمون بالغ انشغاله أمام تمادي السلطات المغربية في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي وذلك من خلال رسالة خطية بعثها له وهذا نصها الكامل:-
السيد بان كي مون،
الأمين العام للأمم المتحدة،
نيو يورك
السيد الأمين العام
بعد أن كنا قد لفتنا انتباهكم إلى سلسلة من عمليات قمع وحشي وعنصري أشرفت عليها قوى الأمن المغربية بحق الطلبة الصحراويين الدارسين في الجامعات المغربية في أغادير ومراكش والدار البيضاء، والتي امتدت لاحقاً إلى الرباط نفسها، فإننا في هذه الرسالة الجديدة، وإذ نجدد الاستنكار والتحذير أمام خطورة هذه الأوضاع، نعرب لكم عن بالغ انشغالنا أمام تمادي السلطات المغربية في هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي.
ففي وقت كنا ننتظر فيه أن يتم إطلاق سراحهم وبدون شروط، فوجئنا بالسلطات المغربية تلجأ ليس فقط إلى تجاهلهم، بل عمدت إلى تنظيم سلسلة من المحاكمات الصورية المفتقدة لشروط المحاكمة العادلة، في حق طلبة صحراويين ذنبهم الوحيد هو التظاهر سلمياً دفاعاً عن حق إنساني مقدس هو حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، واحترام الحريات الأساسية والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتضامناً مع ضحايا القمع من زملائهم الطلبة.
فبتاريخ 25 ماي 2007، أصدرت المحكمة الابتدائية بمراكش أحكاماً قاسية وظالمة بحق مجموعة من الطلبة، تمثلت في الحكم ما بين سنة وثمانية أشهر سجناً نافذة بحق كل من : عبد الفـتاح اليداسية، محمود لمقيتي، امبيريك الداه، رشيد بنو، محمد العرباوي وفاتح حسن، عزيز آيت يوسف.
أما المعتقلة السياسية، الطالبة الصحراوية سلطانة خية، التي كنا قد أبلغناكم بحالتها المأساوية في رسالتنا المؤرخة بـ 13 مايو 2007، وفي نفس هذه المحاكمة، وبدل محاسبة المجرمين الذين انتزعوا عينها اليمنى، ، ها هي السلطات المغربية تتمادى في عملية ترهيبها من خلال حكم جائر متمثل في 8 أشهر نافذة، في محاكمة انسحب منها محاموا الدفاع لغياب شروط العدالة فيها.
إنه إمعان خطير في ممارسات لا إنسانية لم تسلم منها حتى هذه الطالبة التي لا تزال تنتظر محاكمة أولئك الذين فقئوا عينها بدم بارد. إنه استخفاف بمشاعر البشر واحتقار لكرامتهم وتجاهل لأوضاعهم.
السيد الأمين العام،
إن هذه الأجواء والأساليب الترهيبية هي نفسها التي تشهدها محاكمات المعتقلين السياسيين الصحراويين عموماً، كما هو الحال في تلك المحاكمات الظالمة والمتوالية في حق الناشط الحقوقي، إبراهيم الصبار، الكاتب العام للجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة في الصحراء الغربية المرتكبة من طرف الدولة المغربية، مع زملاء له أمثال أحمد السباعي ومحمد لحبيب القاسمي ومحمد سالم احميدات، والذين وصلت الأحكام الظالمة بحق بعضهم، يوم 22 ماي الماضي إلى ثلاث سنوات سجناً نافذة.
إنها نفس الأجواء التي سيطرت لدى تقديم الطلبة الصحراويين المعتقلين في أغادير؛ أحمد الشين، ومحمود الفيلالي ومحمد الشويعر ولمغيفري الحسين وأبزيد لكدالي.
وهي الأساليب نفسها التي ينتظرها الطلبة الصحراويون المعتقلون في الرباط، : محمد على أندور، ومولاي أحمد عيلال والولي الزاز وإبراهيم الغرابي وعبداتي الدية، والناجم الصغير والحسين الضالع ولخليفة الجنحاوي ومحمد العلوي.
إنها محاكمات سياسية بالأساس، ولكن يتم فيها عرض تهم من نوع آخر، مبنية على محاضر تعدها الشرطة المغربية نفسها، وتفتقر لشرط علنية الجلسات، تمنع فيها عائلات المتهمين من الحضور، في ظل حضور أمني مكثف، داخل وحول قاعة المحكمة.
كما أن العديد من المعتقلين قد تعرضوا للتعذيب أثناء وبعد التحقيق، بل إن بعضهم يعاني إصابات خطيرة، مثل الكسور، دون أن تتم معالجتهم، ناهيك عن أن الكثيرين منهم يخوضون إضرابا عن الطعام، احتجاجاً على هذه الأوضاع المزرية.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ يعاني المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية، سواء داخل التراب الصحراوي المحتل أو في الأراضي المغربية، بحيث يتعرضون للتعذيب والمعاملات الحاطة من الكرامة الإنسانية، مع التضييق المستمر عليهم، بل وترحيلهم وحشرهم في صفوف سجناء الحق العام وحرمانهم من التمتع بحقوقهم كمعتقلي رأي.
ونكتفي في هذه الرسالة بسرد أمثلة على حالات يحظيه التروزي والتوبالي الحافظ والولي أميدان وديدا عبد السلام، ومحمد سالم بهاها، في السجن لكحل بالعيون المحتلة، ومحمد التامك وإبراهيم كجوط وإدريس المنصوري وإبراهيم النجيع، المرحلين من سجن إنزكان إلى سجن تيزيت في المملكة المغربية.
كما أن مجال الترهيب والترويع يمتد كذلك ليشمل اختطاف بحق النشطاء الحقوقيين الصحراويين، كما هي حالة النعمة أسفاري وإبراهيم الأنصاري وحسنة الدويهي، ومداهمة منازل السكان الصحراويين في الأرض المحتلة والعبث بمحتوياتها، مثل أهل كويرينة وأهل عبد الجليل وأهل الشويعر وأهل أميدان، مع استمرار سياسة الاختطاف المتبوعة بالتعذيب الشديد ثم الإلقاء بالضحايا في حالة مزرية في ضواحي المدن وحتى في المزابل.
السيد الأمين العام،
أمام تمادي الحكومة المغربية في سياسة القمع والترهيب، وعدم اكتراثها لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وتجاهلها للنداءات المستمرة، رغم شهادات الطلبة أنفسهم ووسائل إعلام مستقلة ومنظمات حقوقية مختلفة، فإننا نجدد لفت انتباهكم و، من خلالكم، انتباه المجتمع الدولي، إلى خطورة الأوضاع الناجمة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي من طرف الدولة المغربية، وفي مقدمتها حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
كما نطالبكم مجدداً، ومن خلالكم مجلس الأمن الدولي، للتدخل العاجل من أجل ضمان حماية حقوق الإنسان الصحراوي وحرياته الأساسية، في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وفي جنوب المغرب وفي الجامعات المغربية.
وإذ نحمل الحكومة المغربية مسؤولية ما يقع من انتهاكات وما قد ينجر عن سياستها القمعية والترهيبية من تداعيات، فإننا نضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بفرض تطبيق قرارات الشرعية الدولية، تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، والكشف عن مصير أكثر من 500 مفقود مدني و151 أسير حرب صحراويين مند الاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية يوم 31 أكتوبر 1975 ، والإطلاق الفوري غير المشروط لسراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، بمن فيهم الطلبة الصحراويين في أغادير ومراكش والرباط.
وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير الاحترام
محمد عبد العزيز،
الأمين العام لجبهة البوليساريو