رئيس الدولة يجرى مقابلة مع جريدة الوطن القطرية

الشهيد الحافظ 29/4/2007(واص) خص رئيس الدولة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب جريدة الوطن القطرية بمقابلة هامة تطرق من خلالها إلى مختلف المحطات التي مرت بها القضية الصحراوية وموقف البوليساريو من المآل المنتظر للقضية وهي تناقش على مجلس الأمن , ونورد لكم الجزء الأول من المقابلة دون تصرف كما نشرتها الجريدة في عددها اليوم مع المقدمة التي افتتحت بها الصحفية نورمان ابوزيد خوند المقابلة,و التي زارت مخيمات اللاجئين وحاورت الرئيس بهذه الاسئلة:- هناك امتحان حقيقي بين إرادتي .. الحرب والسلم يحظى بشعبية جماهيرية غير عادية في أوساط الشعب الصحراوي باعتباره المؤتمن الأول على القضية الصحراوية، ومنذ تنامي دوره ووصوله إلى سدة رئاسة الجمهورية وهو يثير الجدل في الأوساط السياسية العربية والدولية. يتمتع بذكاء فطري يجعل كلماته تنساب خاصة عندما يتعلق الأمر برفضه للأمر الواقع «المفروض» كما يصفه على الشعب الصحراوي. في معظم أجوبته يعيش حالة الرفض هذه، الرفض الذي لطالما عبر عنه بالفعل بمشاركته في حرب دامت 16 سنة ضد المملكة المغربية قبل أن يعبر عنه بالقول. انه الرئيــــس محمد عبــد العزيز رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العـــــام لجبهة البوليساريو التقته الوطن في مقر رئاســـة الجمهــــورية الصحراوية في تيندوف حيث مخيمات اللاجئين الصحراويين وكــان لها مع فخامته حوار في العمق وشــامل تناول كافة المواضــيع المتعلقـــة بالشعــب الصحراوي. وفي ما يأتي نص الجزء الأول من الحوار الذي ينشر على حلقتين: ــــ بداية كيف تصفون علاقتكم مع دولة قطر؟ -العلاقة بيننا وبين دولة قطر هي علاقة احترام متبادل وعلى مدار الصراع بيننا وبين المغرب منذ سنة 1975 حتى الآن لم تشتهر الدوحة بدعم لا سياسي ولا عسكري ولا مالي ضد الشعب الصحراوي كما حصل مع بعض بلدان الخليج الاخرى التي ساهمت في تمويل الحرب ضد الشعب الصحراوي ولهذا السبب لدينا تقدير خاص لموقف دولة قطر. ــــ هل تعتقدون انه من الممكن ان تلعب قطر دورا ما لصالحكم كونها عضوا في مجلس الامن خاصة ان قضية الصحراء الغربية مطروحة بقوة على جدول اعماله ويتم حاليا التصويت على تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون؟ -بالتأكيد، تتمتع قطر بدور متنام على الساحة الدولية وهي الآن عضو في مجلس الامن الدولي والقضية الصحراوية مطروحة بشدة على المجلس وهناك تحديات وامتحان حقيقي الآن لمجلس الامن الدولي فيما يتعلق بمشكلة الصحراء الغربية وبالتالي اما تنجح ارادة السلم داخل المجلس والدفاع عن الشرعية الدولية وان يبقى مجلس الامن قائد العملية السلمية بشكل منسجم مع الشرعية الدولية او يتم الانزلاق الحقيقي وبذلك يكون مجلس الامن قد اتى بالحرب وتأجيج الصراع من جديد عوضا عن الاتيان بالسلم كما هو منتظر وكما هي مهمته، وفي الواقع الحكومة المغربية ومع الاسف الشديد مدعومة من الحكومة الفرنسية على وجه الخصوص والى حد ما مدعومة من اميركا بتفاهم مع لوبي داخل الادارة الأميركية الحالية ومن اسبانيا بتفاهم مع لوبي داخل الحكومة الاسبانية الحالية وهؤلاء يدفعون في اتجاه الانزلاق وفي اتجاه الموقف المغربي الذي نتيجته النهائية الالتفاف على الشرعية الدولية وتوريط الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي في عملية غير شرعية اي تبني وجهة النظر المغربية ولكن هناك ارادات اخرى من طرف غالبية اعضاء مجلس الامن الدولي تريد للمجلس ان يبقى على الحياد بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية. ــــ كما سبق لكم ان ذكرتم ان دور قطر يتنامى بشكل كبير على صعيد السياسة الدولية ومن المعلوم انه لطالما عملت الدوحة على عدة وساطات بين دول عربية هل تفكرون بالطلب من الدوحة العمل على وساطة ما بينكم وبين المملكة المغربية من اجل التوصل الى حل في قضية الصحراء الغربية اذا لم يتم التوصل الى حل في مجلس الامن؟ -بالتأكيد نحن نشعر بارتياح كبير للدور الذي تلعبه قطر وانظارنا مشدودة حقيقة لسمو أمير قطر وللدور الفاعل الذي تلعبه الدوحة على مستوى الساحة الدولية، وفي الواقع لقد اثبتت قطر ان الدول لا تقاس بحجم سكانها ولا بمساحتها الجغرافية ولا بثقلها المالي والاقتصادي او بعدد قواها العسكرية انما بفاعليتها وارتباطها بالمبادئ والمثل التي تقدسها وتجتمع حولها البشرية ونحن نشعر بارتياح لدور قطر ونأمل منها الكثير. ــــ ماذا عن علاقتكم بالدول العربية الاخرى؟ -(متنهدا) كما هو معروف المشكلة الصحراوية مع الاسف الشديد مترتبة عن غزو دولة عربية لجارتها التي هي دولة عربية اخرى وكما هو معروف ايضا اننا كنا مستعمرة اسبانية لقرن من الزمن وعندما فرضنا انسحاب الاستعمار الاوروبي القادم من وراء البحر بكفاحنا التحريري غزتنا جارتنا المملكة المغربية بالضبط كما فعلت اندونيسيا مع تيمور الشرقية وفي نفس التاريخ وتقريبا الصورة متطابقة بين ما حصل في الصحراء الغربية وما حصل في تيمور الشرقية وحالتنا مشابهة لما قام به العراق في زمن ما مع الكويت، نحن لم نكن في الجامعة العربية في ذلك الوقت بينما المملكة المغربية كانت حاضرة في الجامعة العربية فقدمت القضية للعرب من وجهة نظرها هي وغابت وجهة النظر الصحراوية مع الأسف الشديد والدول العربية انقسمت في البداية بين مؤيد للشرعية الدولية ولحق تقرير المصير وبين محايد وبين مؤيد للمملكة المغربية ولكن مع الزمن اتضحت الأمور ويمكن أن نقول أن غالبية الدول العربية الآن تقف موقف الأمم المتحدة وتنتظر ما الذي ستأتي به وتعتبر ان المشكلة الصحراوية هي مشكلة دولية وبالتالي غالبية الدول العربية تنتظر ما ستأتي به الامم المتحدة وتقول انه ما دامت القضية الصحراوية تفرق العرب داخل الجامعة العربية فلنتركها خارج الجامعة وننتظر ما ستأتي به الأمم المتحدة. ــــ كيف تقيمون علاقتكم بالدول الأوروبية؟ -بالعموم موقف الدول الأوروبية هو موقف محترم وممكن أن نقيسه بحدثين الحدث الأول هو التصويت داخل اللجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار والجمعية العامة في ديسمبر الفائت حيث غالبية الدول الاوروبية باستثناء فرنسا واسبانيا والبرتغال صوتت لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال وصوتت ليتم حل النزاع عن طريق استفتاء حر وديمقراطي كما صوتت لدعم مخطط بايكر الشهير فيما يتعلق بالصحراء الغربية. اسبانيا والبرتغال بتأثير فرنسي وقفتا على الحياد ولم تصوتا ضد، اذن نأخذ هذا كمقياس والمقياس الآخر هو التصريح الذي ادلت به المانيا باسم الاتحاد الاوروبي منذ حوالي اسبوع والذي قالت فيه ان الاتحاد الاوروبي ايد حلا سياسيا متفاوضا عليه بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية يفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي وكذلك اعلنت المانيا باسم الاتحاد الاوروبي انشغالها بما يتعلق بوضعية حقوق الانسان في الاجزاء المحتلة من تراب الصحراء الغربية، اذن بالرجوع الى هذين الموقفين ممكن ان نقول ان الموقف الاوروبي عامة هو موقف مشرف بحيث انه يبقى دائما متمسكا بمقتضيات الشرعية الدولية وبقرارات الامم المتحدة ذات الصلة بتقرير مصير الشعب الصحراوي. ــــ قضية الصحراء الغربية تعيش حالة من المراوحة منذ ما يزيد على 30 سنة فإلى ماذا يعود استمرار مراوحتها طيلة هذه الفترة دون التوصل الى حل يرضي الطرفين المتصارعين خاصة انها آخر حالة من حالات الاستعمار في العالم؟ هل هو لعدم إدراجها منذ البداية على جدول اهتمامات المجتمع الدولي؟ -القضية الصحراوية مرت بعدة تطورات أولا كان الاستعمار الاسباني واستمر من العام 1884 حتى نهاية العام 1975 وبالتالي مع الاسف الشديد رياح تصفية الاستعمار التي هبت على القارة الافريقية مباشرة من بعد الحرب العالمية الثانية والتي افضت الى حصول غالبية البلدان الافريقية على استقلالها لم تشمل الصحراء الغربية فبقيت بذلك قضية الصحراء الغربية من بين الاستثناءات كما حصل مع البرتغال وزيمبابوي وجنوب افريقيا واريتريا وغيرها والمؤسف حقيقة انه عندما تجذر الكفاح الوطني الصحراوي ضد الاستعمار وفرض رحيل الاستعمار الاسباني حل محله الاستعمار المغربي والموريتاني والمؤسف ايضا ان الاستعمار الذي حل في الصحراء الغربية في نهاية العام 1975 وبداية العام 1976 تم من قبل بلدين ليسا من ضمن البلدان المعروفة بأنها بلدان استعمارية كبلدان اوروبا بل من قبل جيران عرب مسلمين وافارقة وبالتالي بدأ التعقيد الحقيقي للمشكلة الصحراوية هذا من جانب ومن جانب آخر بالرغم من انه يقال ان الصحراء الغربية غنية بالثروات لم تكن هناك مصالح لقوى عظمى مؤثرة من نمط فرنسا او اميركا او بريطانيا او روسيا لتكون حافزا لطرح هذه القضية على المستوى الدولي بحدة واذا كان هناك من تورط لمصالح قوى عظمى فهي اكثر مع المغرب منه مع الشعب الصحراوي.ممكن ان تكون هذه هي الاسباب التي لم تجعل القضية الصحراوية على رأس اهتمامات الامم المتحدة. ــــ تستحوذ قضية الصحراء الغربية اليوم على قدر لا بأس به من الاهتمام السياسي والاعلامي على مسرح السياسة الدولية من خلال التقرير الذي اعده الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول نزاع الصحراء الغربية ولكن بالرغم من التأييد الذي يحظى به هذا التقرير من قبلكم ومن قبل اطراف اخرى في مجلس الامن فإنه من المحتمل ان يتعثر كونه لم يحظ برضا فرنسا واميركا اللتين اتخذتا موقفا يصب في صالح الطرح المغربي فما هي توقعاتكم وكيف تفسرون الموقف الأميركي على وجه الخصوص الذي كان في فترة سابقة مؤيدا لحق تقرير المصير؟ -فعلا تقدم الامين العام للامم المتحدة هذا الشهر بتقريره الى مجلس الامن الدولي وكذلك تم تقديم مقترح جبهة البوليساريو ومناورة تقدمت بها المملكة المغربية بصورة مقترح وهذه العناصر الثلاثة ادت الى مناقشات حادة في بعض الاحيان في مجلس الامن الدولي ينتظر ان تفضي الى قرار نهائي يوم الاثنين على ابعد حد.وفعلا كان الموقف الأميركي مفاجأة كبيرة لجبهة البوليساريو ولمراقبين داخل مجلس الامن وخارجه فالمفاجأة الكبيرة هي ان اللوبي داخل الادارة الأميركية اصبح متطابقا مع الموقف الفرنسي في هذه الايام في الانحياز الى وجهة النظر المغربية.الولايات المتحدة الأميركية التي تحاول ان تسوق الديمقراطية والتي تحاول ان تسوق تقرير المصير تقف الى جانب فرنسا ضد اعطاء الشعب الصحراوي حق تقرير المصير وضد الشرعية الدولية وضد الامم المتحدة وهذا الشيء حقيقة ضبابي وغير مفهوم بتاتا ولكن النقاش جار حاليا ونحن نسجل ان الغالبية القصوى داخل مجلس الامن متمسكة بالشرعية.سننتظر حتى اتخاذ القرار وكما سبق وذكرت لكم هناك امتحان حقيقي بين ارادتين بين الذهاب الى السلم والذهاب الى الحرب، بين الاتيان ببذور السلم والاستقرار والحل الديمقراطي والاتيان ببذور الرجوع الى النزاع والى الحرب من جديد وهذا على كل حال المسؤولية الاساسية فيه ستقع على عاتق الولايات المتحدة الأميركية فهل هذه الاخيرة ستشعل فتيل الحرب عن طريق إفشال مهمة مجلس الامن الدولي في العمل على تقرير المصير وبالتالي الانحياز الى وجهة النظر المغربية ام ستعبد طريق السلم وطريق تقرير المصير.اذن المسؤولية الكبرى هي مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية في الظرف الراهن اما الموقف الفرنسي فهو موقف معروف، فرنسا على ما يبدو تعتبر ان المغرب محمية وتدافع عنه وتحاول ان توسع نفوذ الثقافة الفرنسية من خلاله حتى لا يقع التماس بينها وبين الثقافة الفرنسية في غرب افريقيا من خلال موريتانيا وبالتالي الصحراء الغربية التي كانت مستعمرة اسبانية والتي ثقافتها اسبانية لا تريد فرنسا ان تراها على الخريطة وبالتالي هذا الموقف معروف تماما. ــــ ولاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك الرئاسية تلامس النهاية اذ ان نتيجة الانتخابات الرئاسية الفرنسية تحسم في الشهر المقبل فهل تتوقعون ان تتغير السياسة الفرنسية تجاه قضيتكم؟ -النقاش الحاصل الآن في مجلس الأمن الدولي يتم في ظل ولاية شيراك ولكن بالتأكيد أي إدارة تأتي في فرنسا سوف لن تكون بدرجة سوء إدارة شيراك. ــــ غالبا ما لا يتطابق الموقف الفرنسي مع الموقف الأميركي فما هو تفسير فخامتكم لتطابقهما في قضية الصحراء الغربية؟ -لقد ذكرت انه ربما تأثير لوبي ما داخل الإدارة الأميركية لان الموقف الأميركي في الواقع غير مفهوم فعندما نتذكر أن بايكر هو جمهوري وان بايكر من المع دبلوماسيي النصف الأخير من القرن الماضي وان بايكر مقاتل فيما يخص الدفاع عن بوش في الانتخابات الماضية وبالتالي مكانته كبيرة جدا كونه الصديق الحميم لبوش الأب وبالتالي بايكر هو شخصية محترمة على مستوى الولايات المتحدة الأميركية ومحترمة كذلك على المستوى الدولي وقد عمل على ملف الصحراء الغربية 7 سنوات دون اجر وقبل أن يخدم تحت سلطة كوفي عنان وتحت سلطة مجلس الأمن الدولي ليساهم في حل مشكلة الصحراء الغربية ولا يمكن أن يتهم بايكر على سبيل المثال بالانحياز إلى جبهة البوليساريو او بعلاقة ما غامضة مع جبهة البوليساريو وما قام به كان نتيجة قناعاته ونتيجة فهمه ومعرفته للمشكلة وجذورها وخلفياتها وعلاقتها مع القانون الدولي ومع المعطيات الإنسانية والأخلاقية فبايكر قدم مقترحا او قدم خطة من بعد 7 سنوات دراسة ودعمتها الولايات المتحدة الأميركية في وقت كان نائب وزيرة الخارجية الحالي سفير الولايات المتحدة الأميركية في نيويورك وهو الذي قدم الخطة ودافع عنها وتم تبنيها من مجلس الأمن الدولي هذا كله حصل ولكن نرى ان نفس إدارة بوش في الظرف الحالي تضرب خطة بايكر وتعمل ضدها وتدعم الموقف الفرنسي هذا في الواقع موقف غير مفهوم وغير مقنع ولا يمكن ان يتم إجماع الأميركيين حوله سواء داخل الإدارة أو داخل الكونغرس ولكن نحن نرى انه مع الأسف الشديد لوبي ما مؤثر داخل الإدارة الحالية سواء في مجلس الأمن القومي او في وزارة الخارجية وهو الذي يتحمل نتيجة هذه المسؤولية وربما ذلك نتيجة انشغال الإدارة الأميركية في مواضيع أخرى أو نتيجة نوع من المقايضة في موضوع ما لأنه حقيقة موقف غير مفهوم. ــــ ثمة من يعتبر ان المملكة المغربية انخرطت في الحلف الأميركي في المنطقة وان انخراطها هذا جعل الموقف الأميركي اكثر انحيازا لها هل انتم مع هذا الرأي؟ -ربما تلك هي الاسباب. ــــ أي انكم تتهمون المملكة المغربية فعلا بالانخراط في الحلف الأميركي في المنطقة؟ -نعم. ــــ بعض التحليلات الصحفية ترى انه من غير الوارد ان يزيد القرار المرتقب لمجلس الامن حول الصحراء الغربية عن ديباجة تقرير الأمين العام للامم المتحدة الذي يحض الأطراف المعنية على الدخول في مفاوضات ويضع البحث في حل سياسي سقفا لذلك؟ -لا يمكن بأي حال من الأحوال حل مشكلة الصحراء الغربية خارج الشرعية الدولية وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال حل مشكلة الصحراء الغربية خارج إطار تقرير المصير وبالتالي بمفاوضات او دون مفاوضات لا بد أن يكون تقرير المصير هو وسيلة الحل النهائية. ــــ هل ترتأون إشراك الجزائر في المفاوضات؟ -الامور واضحة وضوح الشمس فإن طرفي النزاع في الصحراء الغربية هما المغرب وجبهة البوليساريو بحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة. ــــ أي ان الجزائر لن تكون طرفا في المفاوضات؟ -لا لان الجزائر ليست طرفا في الصراع. ــــ ما هي توقعات فخامتكم للتوصية العامة لمجلس الامن حول تقرير بان كي مون؟ -في تقديري الشخصي هو انه لا يمكن إعطاء الظهر لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة وبالتالي لا يمكن في أي حال من الأحوال إعطاء الظهر لتقرير مصير الشعب الصحراوي وفي تقديري لا بد من تسجيل المقترحات المقدمة من الطرفين ولكن لا بد من تسجيلهم بنوع من الحياد أي دون انحياز لواحدة منهما دون الأخرى. ــــ خلال السنوات الـ 16 الماضية اي منذ تعليق الحرب في العام 1991عشتم تأجيلات الأمم المتحدة المستمرة لمسألة الصحراء الغربية والمتجول في المخيمات يشعر بخيبة أمل كبيرة في أوساط الصحراويين فيما يخص تطبيق مخطط السلام من قبل الأمم المتحدة هل تعتقدون فخامتكم أن الأمم المتحدة تقوم بكل ما يمكنها به في هذا الملف؟ -نحن دخلنا في عملية وقف إطلاق نار بين الجبهة والمملكة المغربية في العام 1991 بعد ان أعطتنا الأمم المتحدة كلمة شرف بأنه في غضون ثمانية أشهر ستشرف على تنظيم استفتاء وقبلنا باللعبة ووقعنا نحن والمغرب على وقف اطلاق النار وعلى الاستفتاء ولكن مناورات المغرب عرقلت تطبيق الخطة مما حدا ببايكر الى التدخل من جديد وتنظيم مفاوضات مباشرة بين الطرفين المفاوضات التي افضت الى خطة السلام الاصلية وتفاءلنا خيرا واعتقدنا ان الامور ستتقدم ولكن فجأة ومع الاسف الشديد توفي ملك المغرب الراحل الحسن الثاني وكانت نكسة حقيقية لجهود الامم المتحدة لحل مشكلة الصحراء الغربية وكانت نكسة بالنسبة لخطة السلام.الادارة التي عقبت الحسن الثاني تراجعت عن الالتزامات السابقة ولم تكتف فقط بوضع العراقيل ولكنها اعلنت رسميا وبوضوح انها لا تقبل بأي استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وانها فقط تقبل بحل في اطار السيادة المغربية على الصحراء الغربية وهو الشيء المرفوض بالنسبة لنا. ــــ هل يعني كلامكم انكم ترون المشكلة في شخصية العاهل المغربي الملك محمد السادس؟ -نحن نقول ان السلطة الجديدة في المغرب في شخص الملك أو مكونات الحكم عموما تراجعت عن الالتزامات السابقة للمملكة المغربية وبالتالي وقفت موقفا خطير جدا عرقل الحل وزاد عرقلة قيام المغرب العربي وزاد عرقلة عملية تخلص المملكة المغربية والمنطقة عموما من ثقل الحرب وثقل مشكلة الصحراء الغربية التي تلقي بظلالها على كل شيء في المنطقة. ــــ لقد ذكرتم ان موقف المملكة المغربية من قضية الصحراء الغربية زاد عرقلة قيام المغرب العربي فإذا كنتم مع قيام مغرب عربي موحد لماذا تطالبون بالانفصال؟ -واحد من دوافع مطالبتنا بحقوقنا في تقرير المصير وقيام الدولة الصحراوية هو حبنا للمغرب العربي وحبنا للوحدة العربية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبنى المغرب العربي على ظلم ولا يمكن أن تبنى الوحدة العربية على ظلم لان ما بني على ظلم هو ظلم وسينتهي لذا فضلنا البناء على أسس قوية وصحيحة ومتينة مستندة بالأساس إلى الشرعية الدولية والى القانون، والشرعية الدولية تقول والقانون يقول أن الشعب الصحراوي له حقه في تقرير المصير وفي اختيار ما يريد، يجب فتح الباب للشعب الصحراوي ليقرر وبعد ذلك ننطلق في جو من الثقة المتبادلة والحب المتبادل والاحترام المتبادل لنجمع كل شيء ونبني المغرب العربي فالوحدة الأوروبية لم تبن على أنقاض لوكسمبورغ ولم تبن على أنقاض هولندا وبلجيكا..كان هناك احترام للقانون الدولي وثقة متبادلة وبني الاتحاد الأوروبي على هذا الأساس أما اعتماد المنطق الذي يقول لنقتل الصغار من اجل بناء الوحدة لا أظن انه سيوصلنا إلى شيء. ــــ لماذا تصرون كجبهة البوليساريو على الاستفتاء وكلنا نعلم أن المغربيين الموجودين في الصحراء الغربية منذ عشر سنوات لهم حق التصويت أيضا ألا تخشون أن تكون النتيجة معاكسة أي أن تكون لمصلحة المغرب عوضا عن أن تكون لمصلحتكم؟ -نحن قبلنا خطة بايكر باعتبارها كلا غير متجزأ وهي تتضمن 4 إلى 5 سنوات حكما ذاتيا للصحراويين تحت السيادة المغربية تدير شؤونه سلطة تنفيذية، تشريعية، قضائية منتخبة من اللوائح التي حددتها الأمم المتحدة تحت السيادة المغربية ولكن بضمانات دولية وبعد ذلك تشرف الامم المتحدة على تنظيم استفتاء حر وديمقراطي على اساس 3 خيارات اما الاستقلال او الانضمام للمغرب او الحكم الذاتي وهذا الاستفتاء سيصوت فيه المنتمون الى اللائحة التي حددتها الامم المتحدة وكل من قطن في الاقليم بصورة متواصلة حتى نهاية ديسمبر 1999 وبالتالي عدد كبير من المغاربة، نحن قبلنا هذه اللعبة كخطة متكاملة والآن قدمنا مقترحا متكاملا كذلك للامم المتحدة ونحن صادقون في مقترحنا ونعتبره مرنا ويأخذ بعين الاعتبار مصالح المغرب سواء المغرب الدولة او المواطنون المغاربة الذين لهم علاقة ما لسبب ما في الصحراء الغربية، الاساسي بالنسبة لنا هو ان المصير النهائي للصحراء الغربية لا تحدده جبهة البوليساريو ولا تحدده المملكة المغربية بل الشعب الصحراوي. ــــ في حال جرى استفتاء وصوت مغاربة الصحراء لصالح الاستفتاء كيف سترضون بأن تبنى دولتكم مع شعب غير الشعب الصحراوي يشارككم بالأرض التي تقولون أنها أرضكم وبالموارد التي تقولون أنها مواردكم؟ - عندما يكون ما من وجود للاحتكار وعندما يكون هناك اعتراف متبادل واحترام متبادل وعندما يكون معروف ما الذي يملكه كل طرف لن تكون هناك مشكلة فنحن في النهاية جيران وعرب وممكن ان نتفاهم وان نجد الصيغ التي يحترمون فيها سيادتنا ونحترم فيها مصالحهم كمغاربة وهناك عدة تجارب مشابهة في العالم ويمكن الاستفادة منها. ــــ لقد سبق لكم ان ذكرتم في بداية الحوار ان المفتاح في يد الولايات المتحدة الأميركية فإما انها تريد ان تشعل الحرب او تريد تعبيد طريق السلام فهل هذا يعني ان خيار الحرب سيكون مطروحا اذا لم تسر الامور مع الامم المتحدة بالشكل الذي ترونه مناسبا؟ -ببساطة مشكلة الصحراء الغربية هي مشكلة تصفية استعمار مسجلة في الجمعية العامة للامم المتحدة منذ الستينيات ولا زالت، وعالجتها محكمة العدل الدولية في لاهاي واخذت الوقت الكافي واكدت انه لم تكن للمملكة المغربية سيادة على الصحراء الغربية عبر التاريخ وان المشكلة تحل عن طريق احترام تقرير المصير عبر اجراء استفتاء حر وديمقراطي ونحن الآن عضو مؤسس في الاتحاد الافريقي وتعترف بنا اكثر من 80 دولة عبر العالم والجمهورية الصحراوية اثبتت انها جمهورية قابلة للحياة نحن اثبتنا في الحرب وجودنا واننا حقيقة وطنية على ارض الصحراء الغربية الامم المتحدة اتت لوقف اطلاق النار ولهدف ابعد من ذلك هو استفتاء لتقرير المصير فإذا هذه الامم المتحدة لم تبق مهمتها في الصحراء الغربية تنظيم استفتاء حر ديمقراطي سيكون معناها حماية الامر الواقع الاستعماري على الصحراء الغربية وهذا لن يكون مقبولا، لم تأت الامم المتحدة لهذا الغرض ونحن لا نقبل ان تكون هذه مهمتها فإذا لم تقم المينورسو بتنظيم استفتاء فسينتهي وجودها على الصحراء الغربية وعندما تنسحب سيبقى الفراغ وبالتالي ستبقى محاولة المغرب فرض الامر الواقع وبذلك المغرب والذين يدعمونه سيتحملون مسؤولية اشعال فتيل الحرب من جديد لاننا سندافع عن حقوقنا الوطنية المشروعة بالسلاح