نقاط التلاقي بين القضيتين الصحراوية والفلسطينية موضوع دراسة تحت عنوان الموروث المروي
lahbib1988
لندن19/3/2007(واص) كشفت دراسة حديثة أعدتها باحثة من أصل فلسطيني في جامعة لندن أنه "رغم الاختلاف الجوهري بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية" فإن هناك "نقاط تلاقي بين القضيتين" منها أن "الأمل بالعودة لم يختف رغم عقود من التشرد"، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية
في هذه الدراسة "الموروث المروي في السياقين الفلسطيني والصحراوي: مقاربة مقارنة" تؤكد الباحثة رندة فرح الأستاذة في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية أنه "على الرغم من خصوصية القضية الفلسطينية فان بعض جوانب النكبة أو الكارثة الفلسطينية توجد لها أوجه تشابه في التاريخ المعاصر
وإحدى القضايا الهامة ولكن غير المعروفة في هذا الإطار المقارناتي هي كفاح الشعب الصحراوي من اجل تقرير المصير. "فقد تعرض كل من الشعبين الفلسطيني والصحراوي إلى نكران حقيهما السياسي المستمد من حقيقة أنهما يجسدان دولتين ومع ذلك فثمة اختلاف جوهري بين القضيتين
"فالصهيونية عملت على طرد السكان الفلسطينيين لاستبدالهم بمستوطنين يهود في الأراضي الفلسطينية المغتصبة. أما النظام المغربي فانه يهدف إلى ضم الصحراء الغربية وابتلاع الصحراويين كمغاربة في الوقت الذي يرفض فيه حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الذي يعني حسب ميثاق الأمم المتحدة أن هذا الشعب له الحق في إقامة دولته المستقلة إذا ما كان ذلك هو رأي الأغلبية المعبر عنها من خلال استفتاء"، تقول الباحثة
وحسب الدراسة فإن "ثمة نقاط تلاقي بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية جديرة بالذكر: منها -تأسيس علاقات ما بين الأجيال والجنسين في سياق من النزاع طويل المدى والتشريد -'جدار الذل' المغربي الذي تم تشييده على إثر نصيحة أسداها ارييل شارون للملك الحسن الثاني في منتصف الثمانينات (الجدار الذي يقسم الصحراء الغربية إلى قسمين) -خلق واقع جديد من خلال تشجيع المستوطنين المغاربة للاستيطان
في الصحراء الغربية -وأخيرا أشكال التعبئة والتنظيم والمقاومة (بما فيها دور الشباب في الانتفاضتين) في حركتي التحرير الوطنيتين
و"الموروث المروي للفلسطينيين يتمظهر كخطاب للتذكر وتأكيد حقيقة انه ما يزال لديهم أرض وحقوق سياسية وقانونية في أراضى 1948" و "على خلاف الفلسطينيين الذين عاشوا كمجتمع فلاحي قبل حلول النكبة فقد عاش الصحراويين كبدو رحل ولم يكن لهم موروث مكتوب بيد انه كان لديهم تقليد مروي ينتقل من جيل إلى جيل عن طريق السرد والشعر ورواية القصص. إلا أن الصراع تطلب تأسيس تاريخ صحراوي رسمي بأسلوب متسق لمواجهة المزاعم المغربية ولتربية الأجيال على أساس الانتماء والإحساس الوطني "ولذلك فكلما سئل الصحراويين عن ما يميز ثقافتهم أشاروا إلى عوامل مثل التجربة بالإضافة إلى لهجتهم الخاصة الحسانية وطريقة معيشتهم وطعامهم وزيهم وأغانيهم ومكانة المرأة الصحراوية المتميزة
وتلاحظ الباحثة أنه "ليس من الغريب أن يظهر الموروث المروي للاجئين الصحراويين حس النقد المتنامي والمطالبة بالعودة إلى الحرب بعد وقف إطلاق النار في 1991
ومع ذلك وعلى غرار الانتفاضة الفلسطينية كما تضيف الباحثة "فالانتفاضة الصحراوية التي بدأت في 21 ماي 2005 في المناطق المحتلة من طرف المغرب أصبحت بؤرة للتضامن بين الخارج (مخيمات اللاجئين) والداخل (الصحراء الغربية) ومبعثا لمشاعر وطنية قوية
ويختزل الموروث المروي الصحراوي في رأي الباحثة "الكيفية التي يرى فيها الصحراويين هويتهم الثقافية والسياسية ضمن إطار العالم العربي. فالصحراويون أمة عربية ومسلمة. بيد أن اللاجئين الصحراويين يعبرون عن غضبهم تجاه الحكومات العربية وهذا أمر" ليس بالغريب" كما تلاحظ الدراسة "نظرا لحقيقة أن معظم البلدان العربية لا تعرف الكثير عن كفاحهم بينما تقف معظم الحكومات العربية إلى جانب المغرب في وقت تعترف بلدان إفريقية كبيرة مثل جنوب إفريقيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
وتخلص الدراسة إلى أن "الموروث المروي الصحراوي يشبه إلى حد ما موروث اللاجئين الفلسطينيين" إذ "يشير الصحراويون إلى نزوحهم الذي أعقب الغزو المغربي في 1975 ب (الانطلاقة) وهو مصطلح يشابه ما يصفه الفلسطينيون ب (النكبة
و"على خلاف الموروث الفلسطيني المروي حول العودة الذي يتمحور حول الأرض والقرية كمكان أولي فالصحراويون يؤسسون عودتهم المأمولة على الحلم بإقامة دولة مستقلة
"كخلاصة بالنسبة للشعبين فان الأمل بالعودة لم يختف رغم عقود من التشرد ومن البين جدا أن هذه العودة المأمولة هي أمر جماعي يتأسس على حقوق وطنية ثابتة" كما أكدت الباحثة.(واص