تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الدولة" لاحل لنزاع الصحراء الغربية خارج الشرعية الدولية,ولاشرعية دولية دون تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير"

التفاريتي( الاراضي المحررة)27/2/2007(واص) اعلن رئيس الدولة والامين العام للجبهة السيد حد عبد العزيز أنه" لاحل لنزاع الصحراء الغربية خارج الشرعية الدولية ولاشرعية دولية دون تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير" خلال الكلمة الرسمية التى القاها اليوم في افتتاح الاحتفالات المخلدة للذكرى الواحدة والثلاثون لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المقامة ببلدة التفاريتي من الاراضي المحررة من الصحراء الغربية. وهذا هو النص الكامل للكلمة:- بسم الله الرحمن الرحيم مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، أيتها الأخوات، أيها الإخوة، الأشقاء والأصدقاء الضيوف الأكارم، ونحن نجتمع اليوم في بلدة التفاريتي، في الأرض الصحراوية المحررة، للاحتفال بالذكرى الواحدة والثلاثين لقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الجامعة لإرادة كل الصحراويين، اسمحوا لي أن نقف وقفة تذكر واحترام على روح الشهيد الولي مصطفى السيد، مفجر الثورة، الذي أعلن عن قيام الدولة الصحراوية غير بعيد من هذا المكان، يوم 27 فبراير 1976، وعلى أرواح كل شهداء القضية الوطنية، الذين رووا بدمائهم الطاهرة هذه الربوع العزيزة. وإذ نترحم على شهيدي انتفاضة الاستقلال، لمباركي حمدي ولخليفي ابا الشيخ، فإننا نقف وقفة أخرى، ملؤها الإكبار والتقدير، أمام مجموعة من الأبطال الذين استرخصوا أرواحهم من أجل الحرية والكرامة وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. فتحية إلى ابراهيم الصبار، يحظيه التروزي ، هدي محمود الكينان، أحمد السباعي، مولاي عمر بن اليزيد، الحافظ التوبالي، بشري بن طالب، غالي الزيغم، مولاي الشيخ بن علال، محمد سالم بهاها ، محمد مولود الحجاج، عبد السلام ديدة، أحمد سالم أحميدات، محمد لحبيب الكاسمي، عبد السلام اللومادي ،شوبيدة العروصي، بنكة الشيخ ، الوالي اميدان، اللومادي سعيد ، عبد الله علي سالم حسان، ابراهيم علي لحسن كجوط، سلامة مولود ابراهيم لحمام، ادريس مولاي ، فراجي المنصوري، محمد سويلم محمد العبد التامك، اجدي الحسين، حمدي احمد فال امبارك لبيض، البشير يحظية ، عبدالله ناجيع، شيبتة ولد زدف المدافع ، لكوارة تقي الله، الشيخ والاب عمارولد حمودي ولد المخطار، السالك لعسري، أميدان الصالح، محمودامبارك الشيخ ابو القاسم ، بوعنان محمد، عبد الجليل المجاهد، لطفي مولود. إنهم كوكبة من أبطال انتفاضة الاستقلال المباركة التي تخوضها جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة وجنوب المغرب ضد الغطرسة والظلم والاحتلال المغربي، اختارت أن تخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ أسابيع عديدة، في السجن لكحل في العاصمة الصحراوية المحتلة، العيون، وفي أنزكان وتيتزنيت وآيت ملول والقنيطرة في المملكة المغربية. ورغم أبشع أنواع الترهيب والتعذيب وصنوف التحقير والإهانة، ورغم حالتهم الصحية المتدهورة والتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فإنهم صامدون يكابدون المعاناة في أنفة وكبرياء. السيدات والسادة، يشكل انعقاد الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي في مدينة التفاريتي، في الأراضي الصحراوية المحررة، حدثاً بالغ الأهمية وعميق الأبعاد والدلالات. كما يتميز هذا العام بتنظيم ندوة البلديات المتوأمة مع البلديات الصحراوية الذي سيعكف على دراسة آفاق التعاون ليس فقط مع مخيمات اللاجئين، بل مع البلديات المحررة من الجمهورية الصحراوية. كما أن تنظيم مختلف مراحل وأصناف " الصحراء ماراتون "، مترافقاً مع هذه المناسبة، وامتداده إلى الأراضي المحررة، ليشكل نقلة نوعية في تعميق وتنويع التضامن والتآزر مع كفاح الشعب الصحراوي. وفي وقت تبادر فيه الجمهورية الصحراوية إلى التخلص من مخزونها من الألغام المضادة للأفراد، حيث تشهد منطقة التفاريتي تفجير الجزء الثاني من هذا المخزون، كالتزام منها بما وقعته من معاهادات بهذا الخصوص، وتأكيداً منها لرغبتها الصادقة في تحقيق السلام العادل، على أساس احترام قرارات الشرعية الدولية، فإن الحكومة المغربية لا تزال تواصل رفضها تطبيق هذه القرارات، وتنكرها لالتزاماتها، وانتهاكها لحقوق الإنسان. فغير بعيد من هذا المكان، تجثم جريمة ضد الإنسانية اسمها جدار الذل والعار، جدار الرعب والتشتيت الذي تقيمه الحكومة المغربية، والذي يقسم الصحراء الغربية أرضاً وشعباً بمئات الآلاف من الجنود وترسانة ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية وملايين الألغام المضادة للأفراد التي ما فتئت تحصد الأرواح البشرية البريئة. إنه ليس سوى مثال بشع على واقع استعماري بغيض ومرفوض، على العالم أن يسارع إلى إنهائه. إن التضامن الدولي، والذي انطلق مع البدايات الأولى للمأساة الناجمة عن الغزو المغربي لبلادنا، يواجه اليوم تطورات خطيرة، سواء على مستوى الوضع الإنساني والحقوقي في الاراضي الصحراوية المحتلة أو على مستوى الوضع الغذائي في مخيمات اللاجئين. إنه لمن العارأن تحول بعض الأطراف دون نشر تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول الصحراء الغربية بصفة رسمية، أو أن تسعى جاهدة إلى تقليص الدعم الإنساني الموجه لللاجئين الصحراويين لممارسة الضغط السياسي عليهم، قصد إجبارهم على التخلي عن حقهم في العيش فوق وطنهم في حرية وكرامة. السيدات والسادة، لقد مرت إحدى وثلاثون سنة من بناء وتشييد صرح الدولة الصحراوية، التي أصبحت اليوم حقيقة قانونية ومؤسساتية لا رجعة فيها، وواقعاً وطنياً وجهوياً ودولياً وعامل توازن واستقرار في المنطقة. إن كفاح الشعب الصحراوي وصموده البطولي لم ولن يذهب سدىً. فاليوم، أكثر من أي وقت مضى، تتجلى صورة الاستمرارية والتواصل، عبر الأجيال الجديدة التي فاجأت المستعمر المغربي وهي تنتفض ضد الاحتلال بعزم وشجاعة وإصرار، حتى في تلك المواقع التي ظل يعتقد أنه سيطر عليها، أرضاً وسكاناً، طوال أكثر من ثلاثين سنة. لم يكن الشعب الصحراوي في يوم من الأيام أكثر وحدة وانسجاماً والتفافاً حول طليعة كفاحه، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتشبثاً بخياراته الوطنية، في كل مواقع تواجد الصحراويين، هناك في الأرض المحتلة، وهنا في الأراضي المحررة، وفي مخيمات العزة والكرامة، وفي جنوب المغرب، وفي المواقع الطلابية الصحراوية في الجامعات المغربية، وفي الجاليات والأرياف وفي كل مكان. إنها وحدة وطنية تتعزز وتتقوى وتزداد اتساعاً وشمولية يوماً بعد يوم، وتلتئم حول علم الجمهورية الصحراوية الذي يرتفع خفاقاً في كل مواقع تواجد الصحراويين. وإنه إصرار لا حدود له لشعب يعي جيداً حقوقه المقدسة ويتشبث بها، ومعه القانون والشرعية الدولية، ومعه سجل ناصع من الكفاح النظيف الشريف، ومعه زخم تضامني عالمي، جسده اليوم هذا الحضور الباهر لممثلي الدول والحكومات والحركة التضامنية الدولية الواسعة. السيدات والسادة، لا حل لنزاع الصحراء الغربية خارج إطار الشرعية الدولية، ولا شرعية دولية بدون تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. إن الوجود المغربي في الصحراء الغربية احتلال لا شرعي ظالم لإقليم واقع تحت إشراف الأمم المتحدة، في انتظار تصفية الاستعمار. والمواثيق الدولية تنص بوضوح على أن هذه العملية يجب أن تتم عبر احترام مبدأ تقرير مصير الشعوب المستعمرة، وليس عبر تكريس واقع استعماري جديد، بمحاولة تمرير أطروحات القوة المغربية المحتلة لأنها، ببساطة، لا تملك السيادة على الإقليم. إن السيادة على الصحراء الغربية ملك حصري لا يمكن أن يقرر فيه إلا الشعب الصحراوي، والشعب الصحراوي وحده. ومن على هذا التراب الصحراوي المحرر بتضحيات الشهداء ومعاناة الأبرياء، نقول للعالم بأن الشعب الصحراوي، بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليسايو، لا يمكنه أبداً أن يقبل بمقاربات واهية، من قبيل ما سمي " بالحكم الذاتي"، الرامية عبثاً إلى تشريع الاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية، وتكريس الأمر الواقع الاستعماري فيها. إن مثل هذا التصور المغلوط والمخادع، المفتقر إلى أبسط شروط الانسجام مع المعايير الدولية، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، ولا يحمل في طياته سوى بذور التوتر واللا استقرار. إنه صيغة جديدة لعملية الغزو العسكري المغربي اللاشرعي لتراب الصحراء الغربية يوم 31 أكتوبر 1975، ولا يمكن أن تؤدي إلا إلى نفس النتائج الوخيمة التي سببها ذلك الغزو للشعبين الشقيقين، الصحراوي والمغربي، ولشعوب المنطقة عموماً. لقد آن الأوان لتطبيق الحل الديمقراطي الحضاري المنسجم مع القانون الدولي ومع القرارات الأممية ومع ما اتفق عليه طرفا النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بإعطاء الشعب الصحراوي فرصته المشروعة والمستحقة في التعبير عن إرادته السيدة، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه. السيدات والسادة، إن القمع الذي تمارسه سلطات الاستعمار المغربي في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية اليوم قد تجاوز كل الحدود. إنها تبطش كل يوم، بوحشية عمياء، بالمدنيين العزل الذين لا ذنب لهم سوى التظاهر سلمياً للمطالبة باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في الصحراء الغربية وفي العالم. يجب على المجتمع الدولي ألا يبقى صامتاً حيال انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترتكب فوق منطقة واقعة تحت إشراف ومسؤولية الأمم المتحدة. ماذا ينتظر العالم بعد أن أقر تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن غياب الحق الأساسي الأول، حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، هو أصل كل تلك الانتهاكات؟ من غير المعقول أن يبقى العالم هكذا متفرجاً على هؤلاء الضحايا الأبرياء في ظل حصار إعلامي وأمني لا يمت بأية صلة إلى عالم القرن الواحد والعشرين. إننا ندعو هذا الجمع التضامني الكريم، ومن خلاله كافة حكومات وشعوب المعمورة، للعمل الصارم والعاجل لإنقاذ أرواح عشرات المعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام دفاعاً عن مثل وقيم البشرية جمعاء، ووقف أعمال القمع الوحشي في حق المدنيين الأبرياء ، من اغتيال وتعذيب يطال حتى الأطفال والنساء والشيوخ، وعمليات الاختطاف والاعتقال والترحيل والتهجير، والسرقة والنهب الجشع لثروات الصحراويين الطبيعية . كما نطالب الأمم المتحدة بإيجاد الآليات الضرورية الكفيلة بحماية مواطنينا في الأرض المحتلة الواقعة تحت إشرافها، عبر توسيع صلاحيات بعثتها لتنظيم الاستفتاء، المينورسو، لتشمل حماية وضمان حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، والإطلاق الفوري لجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير أكثر من 500 مفقود مدني و151 أسير حرب صحراويين. السيدات والسادة، لقد شهدت هذه الأرض التي نحتفل عليها اليوم، على غرار باقي الأراضي الصحراوية، محطات ناصعة في تاريخ الكفاح الوطني، صنعها مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي الميامين الذين يرابطون اليوم كما بالأمس، وكلهم عزم وثبات وإصرار على الذود عن حرمة الوطن وصيانة مكاسب الدولة الصحراوية وإحقاق الحق والعدالة والسلام. إليهم جميعاً نتوجه بالتحية والتقدير، ونعبر لهم عن جزيل الشكر والعرفان على حسن استقبالهم لنا جميعاً فوق التراب الوطني المحرر. كما أود أن نحي بحرارة الشقيقة الجزائر، حكومة وأحزاباً ومجتمعاً مدنياً، بقيادة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. إنها جزائر مليون ونصف المليون من الشهداء، الحاضرة معنا اليوم بهذا الوفد الكبير، المتمسكة بموقفها المبدئي الثابت إلى جانب الحق والعدالة وتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية وتصفية الاستعمار وتقرير المصير. نرحب بالأشقاء من القارة الإفريقية العزيزة. إن الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي، لتعتز وتشيد بموقف البلدان والشعوب الإفريقية التي احتضنت القضية الصحراوية، وجسدت قناعتها بأن حريتها ستبقى ناقصة ما لم تتم تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة. وإن هذا الحضور المتميز لنشطاء الحركة التضامنية الإسبانية لهو مناسبة لنوجه شكر وامتنان الشعب الصحراوي لكل الشعوب الإسبانية على موقفها النبيل المنسجم مع تلك العلاقات والروابط المتميزة التي نعمل على تعزيزها، لمحو تلك النقطة السوداء في تاريخ إسبانيا المعاصر، والمتمثلة في توقيع اتفاقيات مدريد الثلاثية. ونحن جميعاً، صحراوايين وإسباناً، ننتظر من الدولة الإسبانية أن تتحمل كامل مسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، بتصحيح الخطأ واستكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. ولا شك أن بعض سلوكات الحكومة الإسبانية الحالية، من قبيل رفض التصويت على قرار أممي لصالح تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، أو تزويد القوة المغربية المحتلة بالمعدات والسلاح، هي أقرب إلى الإمعان في ذلك الخطأ، ولا تنم إطلاقاً عن أدنى نية في تحمل تلك المسؤولية. كما أنتهز هذه المناسبة لأتوجه، باسم كافة الصحراويين أينما تواجدوا، بجزيل الشكر الامتنان وعميق التقدير إلى كل أعضاء الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي في كل بقاع العالم؛ في أوروبا وأمريكا اللاتينية، واستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية. ولا يفوتني أن أخص بالتحية والتقدير حزب النهج الديمقراطي المغربي، وكل تلك المنظمات والشخصيات والمفكرين والمثقفين المغاربة وكل الأصوات الحرة التي ارتفعت داخل المملكة المغربية، منادية باحترام الشرعية الدولية، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، حتى يبنى إلى جانب شقيقه المغربي وأشقائه في المغرب العربي صرحاً مغاربياً على أسس من الديمقراطية والعدالة ووالأخوة وحسن الجوار والاحترام المتبادل. عاشت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته