الهلال الاحمر الصحراوي يناشد المنظمات الدولية والدول المانحة التدخل لتجنيب اللاجئين الصحراويين مجاعة حقيقية
lahbib1988
لندن16/ 2/2007(واص) حذر يحيى بوحبيني رئيس الهلال الاحمر الصحراوي يوم الجمعة من خطورة الاوضاع المعيشية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون وناشد الدول المانحة والهيئات الدولية التدخل بسرعة لوقف تدهور الحالة المعيشية للسكان
وقال في تصريحات خاصة بالقدس العربي "ان مخزون الغذاء الموجه للاجئين الصحراويين قد نفد وان هيئته لا تعرف كيف ستساير الوضع بعد شهر أبريل"، مضيفا أن ما يتم توزيعه حاليا على اللاجئين هي "مؤونة الشهر الماضي
واستطرد بوحبيني قائلا ان "الأوضاع ساءت منذ الصيف الماضي وازدادت تدهورا مع مرور الوقتت" موضحا أن "المخزون الاستراتيجي الذي استآهلك يغطي في العادة استهلاك ثلاثة اشهر بالكامل ولم يتم تجديده بعد
وذكر ان برنامج الغذاء العالمي إكتفى بتمديد الإتفاقية الخاصة بتقديم المؤونة للصحراويين التي إنتهت في أوت 2006 إلى نهاية السنة نفسها في حين كان يفترض أن يتم تجديد الإتفاقية لمدة سنتين كما جرت العادة
وكشف المسؤول الصحراوي عن وجود حالات من الاصابة بفقر الدم وسوء التغذية بين الاطفال والنساء جراء تدهور الاوضاع المعيشية موضحا ان 66% من النساء في سن الانجاب مصابات بالانيميا.
وتعتمد مخيمات اللاجئين الصحراويين في موضوع التغذية علي برنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا للاجئين ومساعدات الدول والجهات المانحة يتقدمها الاتحاد الاوروبي وحكومات غربية منها الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وكندا وايطاليا
وكان الأخصائيون التابعون للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمى قد دقوا أجراس الخطر تنبيها إلى أحوال صحية خطيرة فى مخيمات اللاجئين الصحراويين، بما فيها مستويات عالية من الأنيميا بين الحوامل والمرضعات. كما شددوا على الحاجة إلى إجراء عاجل لمواجهة سوء التغذية الحاد
وجاءت تحذيراتهم أثناء جلسات لاستخلاص المعلومات فى جنيف عن بعثتهم الخاصة بتقييم الأغذية والتى قاموا بها فى الفترة بين 23 يناير و5 فبراير مع خبراء من برنامج الأغذية العالمى إلى خمسة مخيمات فى جنوب غربى الجزائر. وقد ناقش الأخصائيون نتائجهم مع المانحين أيضا
وقدم فريق التقييم المشترك عدة توصيات تهدف إلى تحسين الأحوال فى المخيمات. وتتضمن هذه التوصيات رفع الوعى بشأن قضايا التغذية، وبشأن التعامل مع المياه والصرف الصحى، وإضافة مزيج القمح والصويا إلى الحصة الغذائية العامة، والتمييز بين سوء التغذية طويل الأمد وسوء التغذية الحاد
وأوضح كبير الموظفين الإداريين جناك أباضاياى، الذى شارك فى البعثة، قائلا "إن سوء التغذية الحاد – والذى يمكن معرفته من تليف العضلات – يمكن أن يكون مهددا للحياة ويتعين التصدى الفورى له. أما سوء التغذية الأطول أمدا فيحتاج إلى نهج تغذوى مختلف
وأوصى الأخصائيون أيضا بوجبات أكثر تنوعا، وبمكملات تغذية للأطفال والحوامل والأمهات المرضعات، وتعاون أفضل ورصد لتوزيع الأغذية. وقد أبدى المانحون اهتماما على الأرض بتمويل بعض البرامج الإضافية.
وزار الفريق التابع للمفوضية وبرنامج الأغذية العالمى– مصحوبا بمراقبين من إدارة العون الإنسانى التابعة للمفوضية الأوربية والوكالة الأسبانية للتعاون الدولى – المراكز الصحية والمستشفيات فى المخيمات وقاموا بتقييم آليات التخزين والتوزيع والرصد
وقاموا بزيارات ودية لكثير من الأسر الصحراوية فى المخيمات كما أجروا محادثات رسمية مع زعماء اللاجئين من الصحراء الغربية. واجتمعوا أيضا بمسئولى الهلال الأحمر الصحراوى والحكومة الجزائرية
ويتسم اللاجئون فى المخيمات الصحراوية النائية بضعف خاص لأنهم يعتمدون على وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المجموعات الإنسانية فى الحصول على جميع احتياجاتهم الغذائية وغير الغذائية
وقال أباضاى "لقد ظل أغلب اللاجئين هناك لأكثر من 30 سنة ... وقد قابلنا أطفالا فى المخيم ولدوا ونشأوا هناك. إنهم أطفال لا يعلمون شيئا عن حياة أفضل من العيش فى الصحراء – معتمدين على المعونات، إنهم جزء من مشكلة سياسية بدون حل منظور. إنه أمر محزن جدا.(واص