تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جبهة البوليساريو تعتبر محاكمة مجموعة اكديم ايزيك "ظالمة وصورية" (نص بيان)

نشر في

الشهيد الحافظ 17 فبراير 2013 (واص)- اعتبرت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو أن محاكمة المعتقلين السياسيين "جائرة وصورية "،مبرزة  انها   إحدى نتائج غياب آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية

وذكر بيان  توج اليوم الأحد اجتماع  طارئ للامانة الوطينة لجبهة البوليساريو المنعقد تحت رئاسة أمينها العام ورئيس الجمهورية محمد عبد العزيز، بعثة المنورسو هي الوحيدة بين نظيراتها في العالم التي لا تضطلع بهذه المأمورية الأمر الذي يمس بمصداقية الأمم المتحدة.

 نص البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للأمانة الوطنية ليوم 17 فبراير":


"برئاسة الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، عقدت الأمانة الوطنية للجبهة اجتماعاً طارئاً يوم الأحد، 17 فبراير 2013، خصصته بالكامل لقضية معتقلي ملحمة اقديم إيزيك، على إثر الأحكام الجائرة الصادرة بحقهم من قبل المحكمة العسكرية لدولة الاحتلال المغربي مساء السبت، 16 فبراير 2013.

الأمانة الوطنية تعبر باسم الشعب الصحراوي عن شديد الإدانة والاستنكار لقيام الحكومة المغربية بتقديم مدنيين صحراويين، بمن فيهم نشطاء حقوقيون، أمام محكمة عسكرية، مشددة على أنه لا شرعية من الأساس لهذه المحاكمة، وبالتالي فإن الأحكام القاسية الصادرة عنها هي مجرد انتهاكات جديدة تضاف إلى سجل الدولة المغربية منذ احتلالها العسكري اللاشرعي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975.

وتعتبر الأمانة الوطنية بأن هذه المحاكمة خطوة تصعيدية استفزازية من طرف الحكومة المغربية، وتمثل طعنة في ظهر الجهود الأممية، و لا تساهم في خلق الأجواء اللازمة للتوصل للحل العاجل والعادل لنزاع الصحراء الغربية، وتؤكد الأمانة الوطنية بأن الشعب الصحراوي لا يتحمل المسؤولية إطلاقاً فيما قد ينجر عنها من تبعات

.
وتذكر الأمانة الوطنية بهذا الخصوص بأن المعتقلين هم مجرد مدنيين من بين عشرات الآلاف من ضحايا الهجوم العسكري المغربي الغادر على مخيم اقديم إيزيك للنازحين الصحراويين في 8 نوفمبر 2010، والذي تتحمل الحكومة المغربية المسؤولية الكاملة عن كل ما لحق بهم من أضرار مادية وجسدية ونفسية، وصولاً إلى مسرحية المحاكمة العسكرية

.
وتعتبر الأمانة الوطنية أن هذه المحاكمة الجائرة إحدى نتائج غياب آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وكون بعثة المينورسو الوحيدة بين نظيراتها في العالم التي لا تضطلع بهذه المأمورية، الأمر الذي يمس من مصداقية الأمم المتحدة


وتجدد الأمانة الوطنية مطالبة الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها الكاملة، خاصة وأن الأمر يتعلق بسكان إقليم لم يقرر مصيره بعد، واقع تحت إشرافها المباشر، في انتظار تصفية الاستعمار واستفتاء تقرير المصير، وبفرض العقوبات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تطلق سراح مجموعة اقديم إيزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين.

وتتوجه الأمانة الوطنية بعبارات الشكر والتقدير لكل المراقبين الدوليين والمواطنين الصحراويين والأجانب ووسائل الإعلام المستقلة التي رافقت المعتقلين خلال سير المحاكمة العسكرية الظالمة على مدار أكثر من 15 يوماً.

كما توجه نداء إلى كل المنظمات الدولية والقارية و أعضاء الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي، في كل قارات العالم، من أجل تكثيف العمل لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، ونقل الشهادات الميدانية عن حقيقة الظلم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الدولة المغربية في حق الصحراويين العزل، ووتدعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمعالجة تبعات هذا التعنت والغطرسة التي أظهرتها الحكومة المغربية.

كما توجه الأمانة الوطنية نداء من الشعب الصحراوي إلى شقيقه الشعب المغربي من أجل التحرك لوقف مثل هذا الاعتداء السافر الذي يرتكب باسمه وفي عاصمته في حق شعب شقيق أعزل ومظلوم، وبأساليب رهيبة جارحة لسمعة ومكانة الشعب المغربي، وتتناقض بشكل صارخ مع تطلعاته في إقامة العدل والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. فمثل هذا العمل لا يبشر إطلاقاً بأي توجه حقيقي لدى الدولة المغربية نحو إرساء الحق والقانون، وإنما يعزز آلتها للقمع والتنكيل التي طالما عانى منها الشعبان الشقيقان المغربي والصحراوي.

الأمانة الوطنية تؤكد بأن مثل هذه الممارسات العدوانية المتشنجة لصيقة بالأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية التي شهدتها البشرية على مر العصور، مشيرة في هذا الخصوص إلى تلك المحاكمات الصورية والأحكام الجائرة التي نظمها الاستعمار الفرنسي في الجزائر ونظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا والنظام الدكتاوتوري في الآرجنتين ونظام بينوتشي في الشيلي وغيرها كثير.

ومن هنا، ترى الأمانة الوطنية بأن هذه المحاكمة، بقدر ما تمثل هي فشل لسياسات التوسع والاحتلال المغربية بقدر ما هي انتصار جديد للشعب الصحراوي في معركته العادلة والمشروعة، على غرار كل تلك الشعوب، من أجل الحرية والاستقلال.

الأمانة الوطنية، وهي تذكر بأن الحكومة المغربية إنما تقوم بمحاولة فاشلة، كما فعلت في الماضي بحملات القتل الجماعي بالرصاص وحرقاً ودفناً ورمياً من الطائرات وغير ذلك، لكسر إرادة الصحراويين، تدعو الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده إلى التضامن مع أبطال ملحمة اقديم إيزيك ومع عائلاتهم، وهم يسجلون هذا الانجاز البطولي في هذه المعركة الجديدة من المقاومة الصحراوية المستميتة المستمرة، اليوم وغداً، بلا تراجع ولا استسلام، حتى انتزاع النصر الحتمي، مهما كلف ذلك من ثمن ومهما اقتضى من زمن.

وقد أقرت الأمانة الوطنية عدداً من الإجراءات بهدف تصعيد المقاومة والحراك الوطني من أجل إطلاق سراح معتقلي اقديم إيزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، على طريق بلوغ الأهداف الوطنية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني.
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل" (واص)/090/088/