تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الدولة يؤكد: استقلال الصحراء الغربية خيار لن نتراجع عنه

امهيريز(المناطق المحررة)23/6/2007(واص)أكد رئيس الدولة الأمين العام للجبهة السيد محمد عبد العزيز, في حوار خص به صحيفة صوت الأحرار الجزائرية على هامش إحياء الذكرى الـ37 لانتفاضة الزملة، أن خيار الاستقلال للشعب الصحراوي لا نقاش فيه ، واعتبر ادعاءات المغرب بشان تورط الجزائر في الصراع حول الصحراء الغربية " اجترار مغربي استعملته السلطات الملكية أكثر من اللازم "، داعيا الدول العربية على وجه الخصوص إلى إنصاف القضية من باب القانون والمنطق. وفيما يلي نص الحوار : س: أشرتم إلى أن الرباط ليست لديه نية صادقة في إنجاح المفاوضات التي اختتمت جولتها الأولى مساء أمس الأول، فإلى ماذا استندتم في هذا الوصف، أي ما هي المؤشرات الدالة على النية غير الصادقة للمغرب؟ ج – قلنا إن المغرب غير صادقة النية في إنجاح المفاوضات الجارية الآن مع جبهة البوليساريو انطلاقا من المواقف الماضية وكذلك ما تقدمه الحكومة المغربية حاليا في صيغة الحكم الذاتي، فبينما كانت الأمم المتحدة سنة 1975 تحضر بالتعاون مع الجبهة واسبانيا لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، أقدم نظام المخزن على غزو غير شرعي لمناطق صحراوية عن طريق المسيرة الخضراء والغزو العسكري وبهذا أجهضت خطة تصفية الاستعمار، إلى جانب ذلك حصلت مفاوضات اختصرها في التوقيع على مخطط التسوية سنة 1991 بموجبها أنشئت البعثة الأممية أو ما يعرف بالمينورسو التنظيم الاستفتاء ومرة أخرى عرقلت المملكة المغربية ذلك وعلى الرغم من المحاولات المتكررة لمنظمة الأمم المتحدة مع الطرفين لبعث روح الخطة الأممية من جديد ممثلة في مخطط جيمس بيكر على مدار سبع سنوات، اتفاقيات هيوستن لكن الطرف الأخر افشل هذه المخططات وفاجأ المجتمع الدولي برفضه تنظيم استفتاء تكون خياراته الاستقلال فهذه التجربة تجعلنا نشك في الإرادة المغربية ويحتمل أن تحاول حكومة الرباط ربح الوقت وتغليط الرأي العام العالمي والدليل على صحة غياب النية ما نسجله يوميا من حملات القمع المتواصلة إلى حد الآن في الأراضي المحتلة. س: في حال تعثر المفاوضات كما كان شأن لمبادرات سابقة، ما هو الخيار الذي ستتخذه جبهة البوليساريو؟ ج – أريد الإشارة هنا إلى أن مسؤولية الأمم المتحدة تبقى مسؤولية كاملة فاللوائح الأممية وقرار محكمة لاهاي الصادر في 20 أكتوبر 1975 كلها تؤكد انه لا سيادة مغربية على الأقاليم الصحراوية بالإضافة إلى أن الأمم المتحدة تورطت أكثر منذ 1991 في إطار تواجد بعثة المينورسو وفي حالة لا قدر الله فشل المنظمة الأممية في إيجاد تسوية عادلة فإن مصداقيتها ستتعرض للخطر، كما أن الاستقرار والسلم في المنطقة مرهونان بإنهاء عاجل للمشكلة وعليه نناشد المجتمع الدولي للضغط على المملكة المغربية للالتزام واحترام الشرعية الدولية المقاومة مستمرة عن طريق الانتفاضة السلمية والجهود الدبلوماسية لتحسيس العالم بالقضية الصحراوية وأجدد التأكيد بأننا متمسكون بخيار الاستقلال الذي لا نقاش فيه، فإذا تعذر الخيار السلمي سنستعمل حقنا المشروع والمتمثل في الكفاح المسلح ولنا تجربة غنية في هذا المجال. س: مرة أخرى تؤكد الحكومة المغربي أن الصراع ليس مع البوليساريو وتحاول الزج بالجزائر في القضية، ما تعليقكم على هذا الأمر. ج – هذا اجترار مغربي استعملته السلطات المغربية أكثر من اللازم، كما انه لم يعد ينطلي على احد، فعندما كان الصراع مع اسبانيا أكدت منظمة الأمم المتحدة أن الصراع محصور بين الطرف الاسباني والصحراوي ونفس الشيء عند توقيع اتفاق السلام مع موريتانيا فالاتفاقيات وقعت بين الموريتانيين والصحراويين إضافة إلى إقرار المنظمة ذاتها سنة 1991 بان النزاع بين المغرب والبوليساريو كما أن المفاوضات التي جرت بين الطرفين في كل من لشبونة، جنيف وباماكو كانت مع هاذين الطرفين والصورة كانت واضحة من خلال الدعوة الأممية الأخيرة التي واجهتها نهاية شهر ابريل الفارط لفتح مفاوضات مباشرة. بعد كل هذا يشهد العالم أن الأراضي الصحراوية المحررة والشعب الصحراوي يمارس سيادته بشكل مطلق فالمغرب يحاول تغليط الرأي العام الدولي والمغربي على حد السواء. من جهة أخرى فان الجزائر دولة كبيرة ومحترمة ولها ما تقول في السياسة الدولية خاصة عندكما يتعلق الأمر بإفريقيا او العالم الثالث او العالم العربية، هي كذلك جارة للطرفين وموقفها مع الشرعية الدولية دافعت عليها في كل أنحاء العالم كما أنها تقدم دعما صحيحا للاجئين من منطلق الدفاع عن حقوق الإنسان، طرفنا الوحيد في النزاع هو المغرب المتنكرة للقرارات الأممية. س: ناشدتم مرارا المجتمع الدولي من اجل إغاثة اللاجئين الصحراويين بعد نفاذ المخزون الاحتياطي للأغذية، هل تحسن الوضع مقارنة مع ما كان عليه الأشهر الماضية؟ ج – في الحقيقة لا اخفي عليكم إن قلت بان الوضعية صعبة فاللاجئون تلقوا دعما من بعض المنظمات الدولية والجهوية وعلى وجه الخصوص مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى جانب برنامج الغذاء العالمي ومنظمات تابعة للاتحاد الأوروبي وهيئات غير حكومية إلا أننا نعتبره دعما شحيحا، فمنذ سنتين تقريبا تراجعت المساعدات وهو ما يعكس أن هناك محاولة لاستغلال الدعم الإنساني لتركيع الشعب الصحراوي حتى يقبل بالأمر الواقع الاستعماري، فالمنظمات الناشطة في هذا الحقل تتأثر بالدول القوية المدعمة للمغرب بتارة يرفعون شعار إحصاء اللاجئين وتارة أخرى يوزعون على كل مواطن نصيبا من المساعدات هي تبريرات واهية غير مقبولة وتجربتنا طويلة في هذه المأساة المفوضة علينا من المغرب، ولولا التنظيم المحكم من الإدارة الصحراوية لكانت هناك مصائب جمة، فالحكومة المغربية تسعى إلى تفكيك العلاقة مع الشعب وفي هذا الصدد أدعو الدول إلى مراجعة مواقفها وتقديم المساعدات دون شروط او قيود تحط من الكرامة الإنسانية وتركيع اللاجئ الصحراوي. ولا يفوتني هنا أيضا أن أشيد بالمساعدات من أوروبا، جنوب أفريقيا وفنزويلا، وتقديرنا أعظم وواسع كما اكبر للجزائر الشقيقة واذكر انه قبل عشرة أشهر عند وصول الخبر إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بان هناك نساء وأطفالا تعرضوا لأمراض نتيجة لسوء التغذية اتخذ قرارا رجل شريف مسؤول في مستوى الشعب الجزائري ومعبر عن المشاعر الجزائرية تقديم مساعدات إنسانية محترمة ساهمت في سد نقص المساعدات كما أتذكر قوله "لا نقبل بان يجوع الصحراويون على تراب الوطن في وقت الجزائريين فيه شبعانين". ومن خلال جريدتكم نشكر الجزائر حكومة وشعبا بدءا من الرئيس إلى ابسط مواطن جزائري للدفاع عن الكرامة الإنسانية. س: ما هو موقفكم من عمل المنظمات الدولية التي تنشط في حقل حقوق الإنسان؟ ج – نسجل أن المفوضية الأممية لحقوق الإنسان في شهر ماي 2006 قد زارت منطقة العيون المحتلة ووقفت على حقيقة سلب حرية الصحراويين وفقدانهم لحقهم الأساسي الإنساني وقد رفعت تقريرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة ضمنته وقائع ومطالب منها توسيع صلاحيات المينورسو لحماية امن وسلامة المواطن الصحراوي، إضافة إلى هذا فان هناك عدة منظمات غير حكومية مثل هيومن رايتس واتش وامنستي التي اهتمت بحقوق الإنسان الصحراوي وشهدت على انتهاكات ضد الصحراويين، إلى حد الساعة هذه التقارير والنداءات لم تثن المغرب عن ممارساته الخبيثة والدنيئة وعليه أقول أن عملها ايجابي لكنه غير كاف. س: تعتبرون الموقف العربي سلبيا تجاه قضيتكم، هل سبق لكم وان التقيتم بزعماء عرب وناقشتم القضية؟ ج – نعم كانت هناك علاقات، خلاصة أشير إلى انه طرقنا كل الأبواب تارة تجدها موصدة 100 بالمائة وتارة مرة أخرى مفتوحة بنسب معينة، على كل حال أسجل تقدم في المجال الإنساني في دولة قطر كل الدول العربية تقول إنها مع قرار الأمم المتحدة ويدعمون أي حل نفرزه التسوية الأممية في وقت لم تعالج على مستوى الجامعة العربية نظرا لعضوية المغرب بها وهو ما يعرقل معالجتها معالجة منصفة. ندعو الإخوة العرب للاهتمام بالقضية الصحراوية وتسويتها من منطلق القانون ومن منطلق المنطق وليس من باب الانحياز للطرف الأقوى في الصراع كما يجب الانسجام مع الآية الكريمة ((وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله))، وعليه فان الموقف العربي يجب أن يحترم الحد الأدنى بأن يكون محايدا عن طريق إعطاء الشعب خيارات. س: هل تتوقعون تغيير في سياسة فرنسا تجاه القضية الصحراوية بعد تولي نيكولا ساركوزي الرئاسة؟ ج – أتمنى ذلك حتى يتم تصحيح الموقف الفرنسي الذي للأسف لم يكن موقف بناء، بل على العكس فقد كان منحازا إلى المغرب في موقفها المتمرد على الشرعية الدولية وأؤكد أن هذا الموقف لم يخدم الشعب المغربي والشعب الصحراوي على السواء، ولا يخدم أيضا منطقة المغرب العربي ككل وكذا الشركاء الأوروبيين، أملنا كبير في أن يساهم ساركوزي في إيجاد حل عادل للقضية. س: بماذا تفسرون التناقض في الموقف الأمريكي من القضية الصحراوية، فمن جهة تدعم تقرير المصير ومن جهة أخرى تشيد بفكرة الحكم الذاتي؟ ج – على العموم الولايات المتحدة لم تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية سنة 1991، وترجمت ذلك عندما استثنت المياه الإقليمية الصحراوية في إطار اتفاق الصيد الموقع بين الطرف الأمريكي والمغربي في المناطق الحرة، من جهة أخرى هي لا تعترف أيضا بالدولة الصحراوية أحسسنا مؤخرا بعمل يقوم به جناح داخل الإدارة الأمريكية حيث ساهم في تشجيع المغرب في رفض مخطط بيكر وإفشال الجهود الدولية، نتمنى من خلال هذه المفاوضات أن تتغلب الحكمة في الإدارة الأمريكية وان تقنع المغرب بإيجاد حل عادل للملف الصحراوي.