تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الناطق باسم الوفد الصحراوي المفاوض يصف الموقف المغربي بمنها ست بالجامد والمتحجر

نيويورك 23/6/2007(واص) وصف الناطق باسم الوفد الصحراوي في مفاوضات منها ست التي جرت يومي 18و19 من الشهر السيد أمحمد خداد الموقف المغربي في هذه المفاوضات "بالجامد والمتحجر" وذلك في مقابلة خص بها جريدة " الجزائر نيوز" ,هذا نصها:- السيد خداد، ما هو التقييم الأولي لجولة المفاوضات المباشرة التي دامت يومين متواصلين بنيويورك بينكم والوفد المغربي؟ ما يمكن قوله على ضوء المفاوضات المباشرة، هي بداية لمسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع اللذان التقيا في جولة أولية على مدى يومين، ومن أجل التوصل إلى حل عادل وديمقراطي يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير• اللقاء كان مناسبة لكل طرف للدفاع عن موقفه، الوفد المغربي دافع عن فكرة الحكم الذاتي، في حين دافعنا نحن بكل قوة على مبدأ تقرير المصير الذي أقرته الأمم المتحدة ومجلس الأمن في كل قراراته وقد أكد على ذلك الممثل الشخصي للأمين العام الأممي، لين باسكو خلال تدخله في الجلسة الافتتاحية• وكان لنا فرصة أكدنا من خلالها أننا مستعدين للتعاطي مع الملف لإيجاد الحل المنشود وأن كلمة الفصل تعود إلى الشعب الصحراوي، وأن الحكم الذاتي الذي تسعى المغرب لفرضه لا يمكن أن يمثل حلا للنزاع• فقد يمكن أن يكون في ضمن الأسئلة التي تطرح على الشعب الصحراوي في إطار الاستفتاء حول تقرير المصير• أما أن يقال بأن المغرب لها سيادة على الصحراء الغربية دون استشارة الشعب الصحراوي فهذا مرفوض إطلاقا• كيف بدا لكم موقف الوفد المغربي؟ موقف الوفد المغربي كان جامدا ومتحجرا، قلنا للمغاربة لنترك الشعب الصحراوي يقرر مصيره، باعتبار أن الأمر يتعلق به مباشرة والكلمة الأخيرة تعود إليه• فمن غير الطبيعي أن يقرر مصيره وهو مغيب• حاولت إسبانيا في السابق القيام بذلك لكن لم تفلح، وتأكد بمرور الوقت بانه لا يمكن تغييب الصحراويين وتقرير مصيرهم، والمغرب سلك نفس المنهج لكن عليه أن يعود إلى الواقع، تفاديا لتضييع الوقت بعد 32 سنة من المعاناة• جبهة البوليزاريو لم تطالب المستحيل، بل تطالب بحل ديمقراطي، عادل ودائم في إطار احترام الشرعية الدولية• أما الحلول التعسفية والقمعية، فلن تؤدي إلا إلى تأزم الأوضاع والوقوف أمام تقدم منطقة المغرب العربي بشكل عام• اتفقتم على جولة قادمة، ماذا تنتظرون منها ومن الموقف المغربي على وجه الخصوص؟ أولا، لابد من التأكيد بأن ما توصلنا إليه إلى حد الآن يعتبر إيجابي على الصعيد الشكلي على الأقل، باعتبار أنه حدد إطار المفاوضات وهدفها وكذا أطراف النزاع المتمثلة في المغرب وجبهة البوليزاريو، وأن الحل سترعاه الأمم المتحدة، هذا من جهة• ومن جهة ثانية الاتفاق على جولة قادمة من المفاوضات هو أيضا شيء إيجابي• أما ما ننتظره في الموعد القادم الذي حدد يومي العاشر والحادي عشر من شهر أوت القادم بنفس المكان، هو أن يأتي الوفد المغربي بأكثـر مرونة، لإحراز تقدم في المفاوضات• إننا جيران، وبالتالي على الجار لجاره حقوق وواجبات، وإن كان نتيجة الاستفتاء هو الاستقلال فنتعامل مع المغرب كدولة جارة مثل بقية الدول المجاورة• ما لاحظناه في بداية المفاوضات هو تأكيد ممثل الأمين العام الأممي، السيد لين باسكو، على حق تقرير المصير، فذلك يجعل الوفد الصحراوي يدخل المفاوضات بارتياح؟ بالفعل، تقرير المصير كان حاضرا، وأكد عليه ممثل بان كي مون، وهذا في الحقيقة الموقف المبدئي والمعهود للأمم المتحدة الذي حددته في لائحة مجلس الأمن رقم 1754 التي صدرت في 30 أفريل الفارط والتي دعا من خلالها الأمين الأممي طرفي النزاع إلى المفاوضات المباشرة، فالسيد لين باسكو جاء بنفس الكلام وبنفس الروح لهذه اللائحة• السيد خداد، كيف كانت الأجواء خلال المفاوضات؟ صراحة، الجو كان عموما إيجابي بدليل أن الوفدين التقيا وتكلما على الهامش بدون تشنج، وأقمنا لمدة 48 ساعة في نفس المنزل وتناولنا الغداء والعشاء حول طاولة واحدة، وهذا رغم ما لمسناه من المناورة وعدم الصدق من طرف الوفد المغربي• على الصعيد الإنساني، الأمور كانت جد مريحة، خاصة وأن البيت الذي تفاوضنا فيه يوفر كل الشروط الضرورية، فهي مؤسسة احتضنت عدة مفاوضات تألقت بقضايا ونزاعات في السابق• كيف كان رد فعلكم لحضور رئيس المجلس الملكي الاستشاري الصحراوي، خليهنة ولد الرشيد في المفاوضات؟ بالنسبة لنا كنا أمام وفد يمثل الحكومة المغربية، متكون من وزراء ومدير المخابرات، وكان الشخص الذي تتحدث عنه، الذي نتجاهله تماما• وما يهمنا أولا وقبل كل شيء هو الجوهر وليس الشكل، أي التفاوض حول تسوية النزاع وإيجاد حل نهائي عادل• هل شعرتم بضغوطات أثناء المحادثات أو على هامشها؟ الضغط الوحيد الذي لمسناه هو ضرورة التقدم نحو السلام وطي صفحة النزاع نهائيا، وقد حان الوقت لذلك وشعوب المنطقة هي بأمسّ الحاجة إلى استقرار دائم لكي تطمح إلى التفكير في المصير المشترك• أما الضغوطات الأخرى فلا أثر لها، بالعكس عملنا في ظروف جيدة• في اليوم الثاني من المفاوضات منحت الولايات الأمريكية مليون دولار كمساعدات مالية للاجئين الصحراويين، ما هي دلالة ذلك؟ نحن شاكرين لأي مساعدة تأتي لتخفيف معاناة الشعب الصحراوي ونشكر الولايات المتحدة الأمريكية على هذه المساعدات• ولكن في آخر المطاف نحن بحاجة إلى دعم سياسي واضح وإصرار على تطبيق الشرعية الدولية داخل مجلس الأمن، بدل من الانحياز إلى الطرف الذي يتعنت في مواقفه التي تطيل في عمر الأزمة• فعلى المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن والأعضاء الدائمين فيه الحرص على تطبيق القرارات الصادرة والقاضية بمنح الشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره بكل حرية وديمقراطية.