برلمانيون اسبان ينتقدون " التغير الجذري" للموقف الاسباني في قضية الصحراء الغربية
lahbib1988
مدريد31/5/2007(واص)انتقد نواب إسبان "التغير الجذري" في موقف الحكومة الاشتراكية لخوسي لويس رودريغاس ثاباتيرو حول مسألة الصحراء الغربية، داعين هذه الحكومة إلى أداء دور "إيجابي" في تسوية النزاع و إلى "دعم الشرعية الدولية بلا تحفظ".
وفي تدخل له خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية لكونغرس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان) أكد المنسق العام لليسار الموحد (إيثكييردا يونيدا) غاسبار لياماثاريس أن الموقف في قضية الصحراء الغربية يعد "الاختلاف الرئيسي" بين حزبه وحكومة السيد ثاباتيرو.
وخلال تدخله في الاجتماع الذي حضره كاتب الدولة للشؤون الخارجية برناردينو ليون، تأسف منسق اليسار لكون "إسبانيا فقدت ولأول مرة قدرتها على الحوار مع الطرفين"، و أكد أن الموقف "المتحيز" للحكومة الإسبانية حملها على إدراج الصحراء الغربية ضمن أجندة علاقاتها مع المغرب وليس مع المغرب العربي" و إلى " إخضاع" القانون الدولي إلى هذا التوجه.
وقال الناطق باسم اليسار الموحد (إيثكييردا يونيدا) أن التغير في موقف الحكومة الاشتراكية بات جليا من خلال تطور الخطاب المعتمد، موضحا في هذا السياق أن "المغرب الذي كان يعتبر فيما قبل قوة محتلة أصبح يوصف بقوة مديرة كما تحولت جبهة البوليساريو وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي إلى حركة استقلالية وبات الاستفتاء من أجل تقرير المصير واحدا من خيارات عدة".
كل هذا يضاف كما قال السيد لياماثاريس إلى امتناع إسبانيا في الأمم المتحدة وتصريحات السيد ثاباتيرو خلال اجتماع رفيع المستوى بالرباط التي أكد من خلالها أن "مخطط الحكم الذاتي" المغربي يمكن أن يشكل نقطة انطلاق للبحث عن حل للنزاع.
وصرح السيد لياماثاريس أن "الحكومة الإسبانية تربط سياستها حول الصحراء الغربية بعلاقاتها مع المغرب ومن هذا المنظور تفوقت دبلوماسية المصالح على دبلوماسية القيم"، مؤكدا أنه "إذا أرادت الحكومة الإسبانية استرجاع مصداقيتها وقدرتها على الحوار والاضطلاع بدور إيجابي كوسيط في النزاع يتوجب عليها مراجعة موقفها".
ومن جهته أدان نائب عن الحزب الشعبي (أهم حزب من المعارضة) السيد فرانسيسكو ريكوما ما وصفه ب"إستراتيجية الغموض" المصادق عليها من طرف الحكومة الإشتراكية "لإخفاء التغير الجذري" في موقفها من خلال "تصريحات متناقضة".
وأكد نائب الحزب الشعبي أن "الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي كان في السابق يساند القضية الصحراوية ها هو اليوم يقصي من تجمعاته الشعبية مناضلي هذه القضية"، مضيفا "انتم اليوم تحبطون آمال الشعب الصحراوي"، معتبرا أن مسالة الصحراء الغربية تستعملها الحكومة ك"ورقة رابحة" في علاقاتها مع المغرب وفرنسا".
ومن جانبه، أشار السيد ريكوما أن "مخطط الحكم الذاتي" المغربي "لا يتوافق" مع القرار 1754 لمجلس الأمن الاممي حيث انه يفترض سيادة المغرب على الأرض وهذه الفرضية "تتناقض مع الرأي الذي أدلت به محكمة العدل الدولية".
ودعا نائب الحزب الشعبي الحكومة الاشتراكية للعودة الى "الموقف التقليدي"لإسبانيا حول النزاع" ومساندة الشرعية الدولية دون تحفظ والعمل على تطبيق قرارات الأمم المتحدة".
وسجل النائب لويس ماردونيس من التحالف الكناري "ميل" الحكومة الإسبانية لصالح الطرح المغربي، مضيفا أن هذه "هي الرؤية التي نملكها بجزر الكناري".
وأعرب السيد ماردونيس من جهة أخرى، عن أمله في أن لا تعطي فرنسا تأويلا يكون لصالح المغرب" للقرار 1754.
وفي رده على ملاحظات النواب أكد كاتب الدولة للشؤون الخارجية السيد برناردينو ليون أن الحكومة لم تغير موقفها، داعيا أعضاء اللجنة إلى الرجوع إلى التصريحات الرسمية" للحكومة.
وأكد أن إسبانيا تدعم "حلا مطابقا للشرعية الدولية وبالتالي حل عادل ودائم ومقبول من قبل الطرفين ويحترم الحق في تقرير المصير".
وأشار السيد ليون إلى أن اللائحة 1754 الداعية إلى مفاوضات مباشرة تعد"فرصة تاريخية" لحل النزاع. كما أشار إلى أن إسبانيا تريد "تسهيل" هذه المفاوضات، معتبرا أنه "ليس عليها أن تقول ما هو الحل الذي ينبغي أن يكون لتسوية النزاع". واستطرد في ذات السياق قائلا إنه ينبغي أن يندرج هذا الحل "في إطار الأمم المتحدة ولوائحها".(واص)