ثلاثة وأربعين منظمة نرويجية تندد بقمع الطلبة الصحراويين في رسالة للحكومة المغربية و أمنستي انترناشيونال.
lahbib1988
لندن 26/ 5/ 2007(واص) بعثت أربعون منظمة نرويجية غير حكومية إلى المنظمات المدافعةعن حقوق الإنسان التي تتخذ من لندن مقرا لها رسالة تنديد بالممارسات القمعية المغربية ضد الطلبة الصحراويين الذين انتفضوا في الجامعات المغربية معلنين ولاءهم لوطنهم و دعمهم لجبهةالبوليساريو ممثلا شرعيا و وحيدا للشعب الصحراوي.
الرسالة التي تلقتها على وجه الخصوص منظمة العفو الدولية موجهة أصلا للحكومة المغربية و تم تعميم نشرها على كل المنظمات الإنسانية و المدافعة عن حقوق الإنسان لاستنهاضها و حثها على التنديد بالقمع المغربي في حق الطلبة الصحراويين في جامعات الرباط و الدار البيضاء و مراكش و أغادير.
وأعربت الرسالة عن قلق المنظمات الموقعة "إزاء وضع حقوق الإنسان في المغرب والأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وخصوصا ما يتعرض له الشباب والطلبة الصحراويون منذ بداية شهر ماي من تحرشات لم يسبق لها مثيلا من طرف الشرطة المغربية وعصابات مسلحة".
و استشهدت الرسالة التي تلقت وكالة الأنباء الصحراوية نسخة منها بما نشرته منظمات حقوق الإنسان في المغرب و شهود عيان و كذا القيادة الصحراوية حول اعتقال عشرات من الطلبة الصحراويين و جرح الكثير منهم في هجمات منظمة من الشرطة و عصابات مسلحة.
و وفقا لهذه المصادر كما تضيف الرسالة فإن "بعض الهجمات تشمل الضرب المبرح والاعتداء الجنسي فضلا عن مضايقة الضحايا حتى و هم في المستشفيات."
و يلاحظ موقعوا الرسالة أن استهداف الطلبة الصحراويين كان بدافع تمييزي واضح من الشرطة و لكن أيضا بسبب مجاهرة الطلبة بتأييدهم لقيام دولة صحراوية مستقلة.
كما استشهدت الرسالة بما حدث لأحدى الطالبات و هي الطالبة سلطانة خيا التي فقدت عينها و نشرت صور آثار التعذيب الذي تعرضت له من طرف الأمن المغربي في مختلف وسائل الإعلام و على المواقع الإلكترونية.
و لاحظت الرسالة أن موجة القمع ضد الصحراويين تزامنت مع التحضير لإجراء الامتحانات في بداية يونيو وهوما يجعل الطلبة يتعرضون لتهديد مزدوج : الأمن البدني و إمكانية أن يتوقفوا عن الدراسة.
و شددت الرسالة على "حق الطلبة سواء كانوا مغاربة أو صحراويين في حرية التعبير والتنقل وتكوين الجمعيات والتجمع وان على الحكومة المغربية واجب احترام هذه الحقوق وحمايتها."
واستنادا إلى تقارير منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام كما تضيف الرسالة فإن السلطات المغربية "لم تبد احتراما لهذه الحقوق و استمرت في التمييز في حق الطلبة الصحراويين واستخدام القوة الغاشمة والاعتقالات والاتهامات ذات الدوافع السياسية."
"و منذ الغزو المغربي للصحراء الغربية في عام 1975 كما تضيف الرسالة والدولة المغربية تنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف برفضها للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير و إرسال مئات ألاف من المستوطنين المغاربة إلى الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية و العمل على سحق المعارضة للاحتلال من خلال سجن الآلاف ناهيك عن المخطوفين الذي يصل عددهم إلى 520 مخطوف."
و اعتبرت الرسالة أن احتجاج الطلبة الصحراويين "تركز على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والتحرر من الاحتلال و هذا الحق كرسته الأمم المتحدة من خلال العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة فضلا عن الاتفاقات الموقعة بين المغرب وجبهة البوليساريو."
و اعتبرت الرسالة أن انتفاضة الصحراويين جاءت بمثابة الرد الطبيعي على تنكر المغرب للاتفاقيات الموقعة لا سيما خطة السلام في عام 1991 التي كانت تخير الصحراويين بين الاستقلال والاندماج عبر استفتاء حر و نزيه و شفاف.
و "لأن المغرب أدار ظهره لالتزاماته و الحكومة المغربية اليوم ترفض علنا الإنفاقات السابقة فإنه بذلك تقويض الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة و يستمر في انتهاك القانون الدولي و هو ما ولد حالة إحباط و يأس لدى الطلبة الذين ردوا بالانتفاضة و وجهوا بقمع الشرطة."
وطالبت الرسالة من السلطات المغربية أن تعمل على حماية حقوق جميع الطلاب المسجلين في الجامعات المغربية وبخاصة الصحراويين عن طريق ضمان أمنهم البدني و حماية وتعزيز حرية التعبير والتنقل و الاجتماع وملاحقة كل المسؤولين عن هذه الهجمات واتخاذ إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث إضافة إلى ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن هؤلاء الطلاب الذين سبق لهم أن اعتقلوا لأسباب سياسية وكذلك جميع الأشخاص الذين تم احتجازهم بشكل مؤقت وينتظرون المحاكمة في مدن مراكش واغادير والرباط والدار البيضاء.
و حثت المنظمات النرويجية في رسالتها في الأخير الحكومة المغربية على "الاستجابة للمطالب المشروعة للطلبة الصحراويين من خلال احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة وقبول تنظيم استفتاء حر ونزيه وشفاف لتقرير المصير.(واص)