تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمين العام للجبهة يؤكد الاحتفال بالذكرى 34 للكفاح المسلح في ميجك المحررة يعد" ممارسة للسيادة الوطنية على هذه الأجزاء من أرض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وتكريس للحقيقة الصحراوية التي لا رجعة فيها."

ميجك( الأراضي المحررة) 20/5/2007 (واص) أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ورئيس الدولة السيد محمد عبد العزيز, بأن الاحتفال بالذكرى34 لاندلاع الكفاح المسلح التي تقام هذا اليوم في بلدة ميجك المحررة يحمل مغازي ودلالات كبيرة ويعد" ممارسة للسيادة الوطنية على هذه الأجزاء من أرض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وتكريس للحقيقة الصحراوية التي لا رجعة فيها." وذلك في الكلمة الرسمية التي ألقاها اليوم الأحد بمناسبة الاحتفال الرسمي بذكرى اندلاع الكفاح المسلح الذي احتضنته بلدة ميجك المحررة , وهذا النص الكامل للكلمة:- بسم الله الرحمن الرحيم ضيوف شعبنا الكرام، السيدات والسادة، بودي بداية أن أتوجه باسمكم جميعاً، بعبارات الشكر والتقدير إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، من خلال قيادة وأفراد الناحية العسكرية الثالثة، الذين يستضيفون هذا الجمع الكريم فوق تراب ميجك. ميجك، المزدانة بعبق الملاحم والبطولات، بأضرحة الشهداء والمقاومين، هنا في هذا الجبل، وفي آحفير والرميثات وحفرة إشياف وغيرها، دفاعاً عن عزة وكرامة وحرية الشعب والوطن، ليس فقط ضد الغزو المغربي، ولكن ضد التغلغل الاستعماري الفرنسي والأجنبي عموماً. السيدات والسادة، عندما قررت ثلة من أبناء الشعب الصحراوي الأفذاذ ذات 20 ماي من عام 1973، في موقعة الخنكة التاريخية، إعلان اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لتحرير البلاد من ربقة الاستعمار الإسباني، دخلت الصحراء الغربية المنطقة عموماً في منعطف حاسم من تاريخها . وصدقت إرادة تلك الثلة من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والتي هي انعكاس أمين لإرادة وطموح الشعب الصحراوي قاطبة، وثقتها في ذلك الاستعداد المنقطع النظير لكل أبناء وبنات هذا الشعب البطل للتضحية من أجل الوطن والحرية والكرامة، وقلبت كل الحسابات، وها نحن نحتفل اليوم، على هذه الأرض المحررة الطيبة، بالذكرى الرابعة والثلاثين لتلك الموقعة الخالدة. وإن هذه المناسبة لهي تكريم لكل المقاتلين الصحراويين، ولتلك المجموعة التي نقف اليوم وقفة ترحم وإجلال على أرواح الذين سقطوا منها في ميدان العز والشرف، وعلى أرواح كل شهداء القضية الوطنية، وعلى رأسهم مفجر ثورة العشرين ماي الخالدة، الشهيد الولي مصطفى السيد. وإن احتفال الشعب الصحراوي بهذه الذكرى العزيزة اليوم فوق هذا المكان لحدث زاخر بالدلالات والمعاني، لأنه وفاء وتكريم لتضحيات كل أولئك الأبطال، من الشهداء البررة، ومن المقاتلين الأشاوس، ومن المناضلين المخلصين، ولأنه ممارسة للسيادة الوطنية على هذه الأجزاء من أرض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وتكريس للحقيقة الصحراوية التي لا رجعة فيها. وستبقى 20 ماي ذكرى خالدة في تاريخ الشعب الصحراوي. وستبقى تلك الملاحم البطولية التي خاضها مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي، مثالاً ونبراساً لكل الأجيال، وصفحات مجد وعزة وفخار في سجل كفاح وطني نظيف وشريف، لجيش مغوار وشعب يرفض الذل والهوان، ويتشبث بعروة الوحدة والمقاومة والصمود، من أجل أهدافه النبيلة المشروعة، مهما كلف ذلك من ثمن ومهما اقتضى من زمن. السيدات والسادة، ونحن نخلد اليوم ذكرى اندلاع الكفاح المسلح، كخيار مشروع للدفاع عن النفس وعن الحقوق الوطنية، فإن يوم غد، 21 ماي 2007، سيشهد الذكرى الثانية لاندلاع انتفاضة الاستقلال المباركة. وليس غريباً أن يجتمع هذان الحدثان التاريخيان. فبنفس تلك العزيمة ونفس ذلك الإيمان الذي تحلى به مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي عبر مختلف مراحل الكفاح الوطني، انبرت الجماهير الصحراوية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب ومواقع تواجدها في الجامعات المغربية وغيرها في انتفاضة عارمة، في مقاومة سلمية باسلة، أصبحت اليوم، أكثر من أي وقت مضى، محل التقدير ومصدر الافتخار ومنبع التحدي ومثال الصمود ومنار الوحدة ومعقل الإصرار والتشبث بالحقوق الوطنية المقدسة في الحرية وتقرير المصير والاستقلال. إن الانتفاضة تسجل كل يوم ملحمة تاريخية، وتسطر صفحة ناصعة أخرى من صفحات البطولة والإباء. وإننا نحي بحرارة كل بطلاتها وأبطالها الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن والحرية، وفي مقدمتهم الشهيدين لمباركي حمدي ولخليفي أبا الشيخ، وهم يخوضون غمار هذه المعركة ضد جحافل قوى القمع والاحتلال المغربية. ودعوني، باسمكم جميعاً، أوجه تحية التقدير والإجلال إلى إحدى ضحايا القمع المغربي للطلبة الصحراويين العزل، وهي الطالبة سلطانة خية. لقد فقدت هذه الفتاة الصحراوية الشجاعة عينها اليمنى من شدة التعذيب. ورغم تلك وحشية وهمجية الجلادين، إلا أنها لم تتزحزح قيد أنملة عن قناعاتها وتشبثها بالحقوق الوطنية للشعب الصحراوي، بل ازدادت رفضاً للاحتلال وتصميماً على النضال. فتحية إلى هذه الشابة الصحراوية التي أذلت بعزيمتها جبروت الطغاة. كما نقف بهذه المناسبة وقفة تذكر لأكثر من 500 مفقود مدني و151 أسير حرب صحراويين منذ الغزو المغربي لترابنا يوم 31 أكتوبر 1975، ونطالب بالكشف عن مصيرهم، وبإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية. ولا شك أن المجتمع الدولي مطالب أولاً بتوفير الأمن والطمأنينة والحريات الأساسية للمواطنين الصحراويين. ومن هنا، فإننا نجدد مطالبتنا بتوسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية. كما نطالب الأمم المتحدة بالوقف الفوري للنهب المغربي الممنهج لثروات الشعب الصحراوي. السيدات والسادة، تتزامن الذكرى الرابعة والثلاثين لاندلاع الكفاح المسلح كذلك مع انعقاد الدورة الخريفية للمجلس الوطني الصحراوي. فها هي مؤسسات الدولة الصحراوية، ممثلة في الحكومة والبرلمان، تمارس مهامها، وفوق ترابها الوطني المحرر، من خلال لقاء الجهازين التنفيذي والتشريعي، لتقييم البرامج والمصادقة على القوانين والتشريعات. كما ينعقد بهذه المناسبة أيضاً ملتقى الجاليات الصحراوية في منطقة الجنوب، وهي فرصة متجددة للاطلاع وتبادل الأفكار والخبرات وتحديد البرامج والآفاق. وإننا لنتوجه إلى جالياتنا في منطقة الجنوب، وجالياتنا في كل مكان، لندعوهم إلى تفعيل مساهمتهم المعهودة في معركتنا المصيرية. السيدات والسادة، منذ البدايات الأولى لنزاع الصحراء الغربية، أبدت جبهة البوليساريو حسن نيتها ورغبتها الصادقة في العمل على التوصل إلى حل عادل ونهائي للنزاع، يحترم حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف. وكان ذلك هو الدافع إلى توقيعنا مع الطرف المغربي على خطة التسوية الأممية الإفريقية لعام 1991 واتفاقيات هيوستن لعام 1997، وقبولنا لمخطط بيكر عام 2003. وإن هذا المنطلق نفسه هو الذي قبلنا على أساسه اليوم إجراء مفاوضات مع المملكة المغربية، بدون شروط، للتوصل إلى الهدف نفسه، وهو تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. نحن نجدد اليوم استعدادنا للدخول فوراً في هذه المفاوضات، على ذلك الأساس، غير أننا لم نلمس بعد أي عنصر مشجع لدى الطرف الآخر. فلا زال المغرب يمارس عملية احتلال لا شرعي لتراب الساقية الحمراء ووادي الذهب، ينهب ثروات وطننا على نطاق واسع، بلا حسيب ولا رقيب. والمغرب هو الذي يتحمل مسؤولية عرقلة جهود المنتظم الدولي، فهو الذي تنصل من التزاماته الدولية والاتفاقات التي وقعها مع الطرف الأخر في النزاع، جبهة البوليساريو، وهو الذي أدار الظهر لميثاق وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي. كما أن الممارسات القمعية، التي تزداد وحشية يوماً بعد يوم، والتي تقوم بها سلطات الاحتلال المغربي في الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية وفي جنوب المغرب وفي كل مواقع تواجد الصحراويين هي مؤشر خطير على أن الحكومة المغربية ماضية في سياسة التعنت والتنكر للشرعية الدولية. ولعل ما شهدته الجامعات المغربية في أغادير ومراكش والدار البيضاء والرباط، منذ مطلع شهر ماي الجاري، يمثل تجلياً خطيراً لعملية ممنهجة، لا تكتفي بمحاولة اجتثاث جذوة المقاومة ورفض الاحتلال، وإنما إلى خلق واقع متوتر تسيطر فيه الشوفينية والعنصرية، مع السعي إلى زرع الشقاق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والصحراوي، وتشويه الحقيقة من جديد أمام الرأي العام المغربي. لكننا واثقون تمام الثقة من الفشل الذر يع لهكذا محاولات، لأن الشعب المغربي قد أصبح اليوم أكثر وعياً من أن ينخدع أوينجر خلف مغامرات الظلم والتوسع، وأصبح أكثر معرفة بشقيقه الشعب الصحراوي، الذي لا يكن له سوى المودة والاحترام. ولا أدل على هذا الوفد المغربي الشقيق الذي يحضر معنا في هذه المناسبة، يتقدمه المناضل عبد العزيز لمنبهي. هذا الرجل الذي عانى الأمرين داخل السجون المغربية منذ مطلع السبعينيات، لا لشيء إلا لكونه يدافع عن حق إنساني دولي مقدس، هو حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. السيدات والسادة، لا يمكن أن تمر مناسبة خالدة مثل هذه دون أن نتوجه بكلمة شكر وتقدير إلى الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس، أخينا المجاهد، عبد العزيز بوتفليقة. فالشعب الصحراوي، على غرار كل الشعوب المكافحة من أجل التحرر والانعتاق من الاستعمار ومظاهر الظلم والطغيان، لا يمكن أن ينسى الموقف المبدئي التاريخي للجزائر الشقيقة، المنسجم تمام الانسجام مع مثل ومبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة، ومع مقتضيات وقرارات الشرعية الدولية. إنه لفخر وشرف للثورة الصحراوية أن تحظى بذلك الموقف الذي لم تبخل به الجزائر على كل حركات التحرير في بقاع العالم. نتمنى للجزائر الشقيقة مزيد التقدم والازدهار، وهي تخوض غمار تجربة البناء الديمقراطي والمؤسساتي والتنموي الشامل. كما أود أن أنتهز هذه المناسبة لأتوجه بالتحية إلى البلد الشقيق والجار، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي تربطنا بها علاقات وطيدة، قائمة على حسن الجوار والاحترام المتبادل. وإننا لنعبر لهذا البلد الشقيق عن تهنئتنا على النجاح الكبير الذي ميز المرحلة الانتقالية التي توجت بإنجاح مسار الانتخابات الرئاسية، متمنين للشعب الموريتاني الشقيق، تحت قيادة فخامة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، كل التوفيق والنجاح على طريق بناء الدولة الموريتانية الحديثة. وإنها لمناسبة يعبر فيها الشعب الصحراوي عن عميق امتنانه للحركة التضامنية الواسعة في جميع أنحاء العالم. وإذ نحي بحرارة الموقف المبدئي والشجاع لكل الشعوب الإسبانية إلى جانب قضيتنا العادلة، لا يفوتنا أن نذكر الحكومة الإسبانية، التي تتبنى موقفاً، مع الأسف، يعاكس هذا الموقف الشعبي المنسجم مع الشرعية الدولية، بمسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، وتجاه استكمال مسار تصفية الاستعمار وتقرير المصير في الصحراء الغربية. كما نشيد بتلك المواقف المغربية المعلنة والمناصرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، من خلال حزب النهج الديمقراطي وجمعيات وشخصيات مختلفة. أيتها الصحراويات أيها الصحراويون ها هي ذي محطة أخرى من محطات الكفاح الوطني التحرري، تمر على الشعب الصحراوي وهو أكثر قوة وتماسكاً وإجماعاً وإصراراً على نفس تلك الأهداف التي اندلعت من أجلها شرارة الكفاح المسلح، منذ 34 سنة. وهذا هو رمز المجد والكرامة والإباء، صانع الأمجاد والبطولات، جيش التحرير الشعبي الصحراوي، اليوم كما بالأمس، مرابط في مواقعه، متأهب للذود عن حرمة الوطن، يخلد يومه الوطني، اليد على الزناد، في ذكرى امتشاق البندقية لنيل الحرية. وها هي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، عبر مؤسساتها وهيئاتها وأجهزتها وإطاراتها، تصنع المكاسب والانتصارات على كل الواجهات، في الداخل والخارج. وها هي انتفاضة الجماهير الصحراوية البطلة في الأرض المحتلة وجنوب المغرب ومواقع الطلبة الصحراويين في الجامعات المغربية وغيرها، تزداد توهجاً واشتعالاً واتساعاً وشمولية يوماً بعد يوم. وها هي الحقيقة الصحراوية المتجذرة التي لا رجعة فيها تدعوكم من جديد إلى الوحدة والاتحاد، إلى الالتفاف حول الانتفاضة الباسلة،إلى التمسك بأهدافنا المقدسة النبيلة، أهداف الحرية والكرامة، تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حتى النصر والتحرير والاستقلال.