احتلال الصحراء الغربية "عامل حاسم" في انسداد المسار المغاربي (مسؤول صحراوي)
lahbib1988
مدريد 9/5/2007(واص) أكد عضو الأمانة الوطنية للجبهة الوزير المستشار برئاسة الجمهورية السيد محمد سيداتي أن احتلال الصحراء الغربية من قبل المغرب كان "عاملا حاسما" في "انسداد" مسار البناء المغاربي داعيا كلا من فرنسا و إسبانيا إلى الإسهام "إيجابيا" في هذا المسار من خلال حمل المغرب على الامتثال للشرعية الدولية.
و في تدخله خلال الأيام الجامعية المنظمة منذ يوم الاثنين في العاصمة الإسبانية مدريد حول الصحراء الغربية أكد السيد سيداتي أنه لا يمكن بناء المغرب العربي من خلال "سلب" الشعب الصحراوي حقوقه الشرعية في تقرير مصيره و الاستقلال.
و انتقد الدبلوماسي الصحراوي "الرؤية الضيقة" لبعض البلدان التي تقرن استقرار المغرب العربي بالوضع الداخلي للمغرب و التي "تبرر من خلالها الانحياز إلى الأطروحات المغربية".
و صرح خلال مائدة مستديرة حول موضوع "الصحراء الغربية في جيوسياسة المغرب العربي" أنه "لا يمكن أن يكون الاستقرار وقفا على المغرب بل ينبغي أن يكون شاملا و أن يستفيد منه كل شعوب و بلدان المغرب العربي".
و دعا السيد سيداتي فرنسا و إسبانيا إلى القيام ب"تحليل نقدي" لموقفهما و حمل المغرب على التخلي عن موقف التحدي أمام الشرعية و "الإسهام إيجابيا في بناء المغرب العربي".
كما استعرض تطور موقف حكومات إسبانيا خلال السنوات الأخيرة مشيرا إلى أنه إذا كانت تدعم في الماضي مسعى الأمم المتحدة و استفتاء تقرير المصير فإن الحكومة الحالية تعتبر هذا الاستفتاء "مخلا باستقرار" المغرب و تمتنع عن التصويت على لوائح تدعم تقرير المصير و تبيع أسلحة
للرباط.
و حذر قائلا إن "أولئك الذين يفكرون في إقامة علاقات مع المغرب على حساب المغرب العربي والشعب الصحراوي يرتكبون خطأ خطيرا في التحليل ".
من جهته ذكر سفير الجزائر بإسبانيا السيد محمد حناش بأن الجزائر أبدت منذ البداية "موقفا واضحا لا غبار عليه" حول النزاع و المتمثل في "منح الشعب الصحراوي بلا تنازل الحق في تقرير المصير لكي يتسنى له تقرير مصيره بحرية طبقا للائحة الأساسية رقم 1514" لمجلس الأمن.
وأضاف "لطالما دعمنا و سنواصل دعمنا لموقف الأمم المتحدة قاطبة و المنظمات الدولية و الإقليمية" مشيرا إلى أنه "لم تحظ قط مشروعية قضية ما بتأكيد من قبل الأمم المتحدة كقضية الشعب الصحراوي".
و أضاف السيد حناش "لقد بذل بلدي كل طاقته و كل مساعيه الحميدة لتقريب وجهات نظر الفاعلين انطلاقا من إرادة و إيمان صادقين للوصول إلى حل يتطابق مع مبدأ تقرير المصير".
وأضاف السيد حناش يقول "لقد أكدنا دوما و بوضوح أننا سنكون أول من يسجل و يتحمل نتائج استفتاء تقرير المصير مهما كانت".
وذكر بأن الجزائر تلقت بارتياح اللائحة 1754 التي صادق عليها مجلس الأمن الاممي في 30 ابريل الفارط كونها "تكرس مرة أخرى قوة حق مقدس للشعب الصحراوي في تقرير المصير" و"تقتضي بالضرورة اختيارا واضحا و سيدا بين الاستقلال و الاندماج" .
وسجل حيزم أميراح فرناندس من المعهد الملكي ألكانو من جهته أن المغرب هو العضو الوحيد في المجموعة الدولية الذي رفض خطة بيكر من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وبالنسبة لفرناندس فإن "خطة الحكم الذاتي" المستلهمة من قبل قوات متحالفة مع المغرب تهدف الى وضع حد لعزلة الرباط و إعطاء "صورة بلد مستعد للتعاون مع المجموعة الدولية" حتى و ان كانت هذه الخطة -كما قال- "لا تغير شيئا" في النزاع بما أنها "غير مقبولة" بالنسبة لجبهة البوليزاريو.
وخلال مائدة مستديرة حول موضوع "بعد متعدد الأطراف للنزاع الصحراوي: دور المنظمات الدولية" تأسف الممثل الصحراوي بالأمم المتحدة السيد البخاري احمد ل"ضعف" موقف المنظمة الدولية حول مسألة الصحراء الغربية.
و قال أن "المغرب خارج عن القانون و لكنه يتعنت في نكران الشرعية الدولية إذ أنه يتمتع بدعم بعض القوى الدولية التي تسانده لمصالح خفية".
وندد السيد البوخاري بسياسة الكيل بمكيالين التي يطبقها المجتمع الدولي في نزاع الصحراء الغربية مقارنة مع نزاعات أخرى مثل غزو الكويت و احتلال تيمور الشرقية أو الوضع في كوسوفو حيث أظهر المجتمع الدولي-كما قال- صرامة كبيرة حول مبادئ القانون.
و أبرزت آنا باديا من جامعة برشلونة من جهتها أهمية إجراء المفاوضات المباشرة المقبلة بين المغرب و جبهة البوليزاريو تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأوضحت أنه يجب أن يتمثل هدف هذه المفاوضات في تقرير المصير و "كيفية وضع حدللاحتلال" و أن تنتهي إلى "معاهدة دولية" يجب أن تحظى باعتراف رسمي من قبل المغرب.
وذكر ممثل بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) السابق فرانشسكو بستاغلي بأن الهدف الذي كان يرجى من إنشاء هذه البعثة سنة 1991
هو الإشراف على وقف إطلاق النار و على وجه الخصوص تنظيم الاستفتاء.
و اعتبر أن "الشيء الذي ينقص هو أن القوة القانونية لهذه المسألة لم تنعكس في قوة سياسية
مماثلة"واص)