نواب بريطانيون يطالبون العالم الحر بجث المغرب على احترام الشرعية الدولية
lahbib1988
لندن24/2/2007(واص) قال برلمانيون بريطانيون أنهم يدعمون حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و تساءلوا كيف يسمح العالم الحر للنظام المغربي بمواصلة تنكره لقرارات الشرعية الدولية وخرقه لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة في خطوة متناغمة مع الموقف الذي كانت عبرت عنه الخارجية البريطانية بعد إستقبال وفد وزاري مغربي
وجاءت هذه التصريحات بعد لقاء المناضل الصحراوي علي سالم التامك و سجين الرأي السابق الجمعة بمقر البرلمان البريطاني بمجموعة من البرلمانيين ضمت السيد مارك ويليامز (من الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض) والسيدة كاتي كلارك والسيدين دس تورنر والسيد جون كروكن المنتمين للحزب العمالي الحاكم
ونقل المناضل الصحراوي عن السيد ويليامز قوله "انه من غير المعقول أن يسمح العالم الحر وبالأخص المملكة المتحدة للنظام غير الديمقراطي في المغرب آن يستمر في خرق الحقوق الأساسية للصحراويين ومنعهم من تقرير مصيرهم بكل حرية
كما أضاف "إنه من المؤسف أن نرى العالم وهو يدخل القرن الواحد والعشرين والشعب الصحراوي مازال ينتظر أن ينعم بالحرية التي نتمتع بها جميعا وهذا بسبب غياب الضغط الدولي على النظام المغربي لأجل آن ينهي احتلاله للصحراء الغربية ويدع الصحراويين يقولون كلمتهم الأخيرة بشأن مصير بلدهم
وأكد السيد ويليامز انه سيظل واقفا إلى جانب الشعب الصحراوي والدفاع عن حقوقه المشروعة "لأن نصرة الشعب الصحراوي هو نصرة لقيم الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان الأساسية التي نؤمن بها الجميع والتي يقوم عليها نظامنا السياسي" ليضيف القول بأنه "من السهل تفهم مدى الدعم الكبير الذي يحظى به الصحراويون في العالم لأنهم شعب له حق وشعب ظل يكافح بشكل نظيف ومسالم بعيدا عن أشكال التطرف وهذا ما يثير إعجاب الجميع بالتجربة الكفاحية الصحراوية
وأعربت السيدة كلارك والسيد تورنر عن قلقهما البالغ حيال ما يجري من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة من طرف السلطات المغربية وشددوا على تعاطفهم مع المطلب الشرعي للشعب الصحراوي في اختيار مستقبله بكل حرية وديمقراطية ووعدا بالعمل على تنوير الرأي البرلماني والرأي العام البريطاني بضرورة العمل لأجل حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في المنطقة واحترام الحقوق الأساسية للصحراويين هناك
أما السيد كروكن فقد أعرب عن استنكاره لفظاعة الانتهاكات والقمع التي تقوم بها سلطات الاحتلال المغربية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وما انجر عنها من ضحايا كحالة السيد التامك وعائلته. وصرح بالقول "إنه من الضروري أن نعمل جميعا لفك الحصار المضروب على تلك المناطق ليرى العالم ما يجرى هناك من انتهاكات وقمع
وتابع قائلا "إني معجب جدا بالكفاح السلمي الذي يخوضه الشعب الصحراوي من اجل الدفاع عن حقوقه والذي يستحق منا جميعا كديمقراطيين وأحرار أن ندعم هذا الشعب ونتعاطف معه ونعمل على مساعدته لبلوغ هدفه واستعادة حريته
وكان المناضل الصحراوي علي سالم التامك الذي يقوم بزيارة للمملكة المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي قد أطلع محاوريه وبالوثائق والصور على آخر التطورات المتصلة بحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها سلطات الاحتلال المغربي ضد المواطنين الصحراويين العزل هناك على إثر مطالبتهم باحترام حقوق الإنسان في المنطقة وعلى رأسها حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
كما قدم التامك لمحاوريه شهادته الشخصية كسجين رأي سابق وما تعرض له وأفراد عائلته من ممارسات مهينة بالكرامة الإنسانية ملاحقة ومضايقات. وتأتي مواقف البرلمانيين البريطانيين منسجمة مع رأي الأغلبية في البرلمان البريطاني التي أعلنت مساندتها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره خلال النقاش الذي جرى لأول مرة في أكتوبر الماضي في مجلس العموم البريطاني. كما تبين من خلال توقيع عشرات النواب البريطانيين على عريضة تطالب الحكومة بمعارضة إتفاق الصيد الموقع بين المغرب و الإتحاد الأوروبي و الذي يشمل المياه الإقليمية الصحراوية
يذكر أن الخارجية البريطانية كانت قد أصدرت بيانا أعلنت فيه دعمها للجهود الأممية من أجل إيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية .وجاء هذا التصريح على إثر إستقبال وفد وزاري مغربي الأربعاء يقوده وزير الداخلية شكيب بن موسى و يضم على وجه الخصوص محمد ياسين المنصوري مسؤول المخابرات الخارجية وفؤاد علي الهمة الوزير المنتدب في وزارة الداخليةالذي يطوف على البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن للترويج للخطة المغربية الأحادية الجانب الخاصة بما سمي بالحكم الذاتي المرفوضة من طرف جبهة البوليساريو
وجاء في بيان الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة "تشاطر المجتمع الدولي قلقه بأن وضع الصحراء الغربية يجب ان يجد حلا" و أنها "ستستمر في دعم جهودالامم المتحدة لايجاد حل سياسي" لحل النزاع حول الصحراءالغربية
وعلى خلاف الموقف الفرنسي المرحب بالمخطط المغربي فإن الموقف البريطاني إكتفى بالتأكيد أن الوفد المغربي قدم توصيفا للخطوط العريضة للمخطط . و جاء في مذكرة خاصة بالصحفيين أرفقت بالبيان الصادر عن الخارجية البريطانية أن المغرب "إلتزم بنشر مخططه بخصوص الحكم الذاتي. غير أن المخطط لم ينشر حتى الآن و عليه فإن المملكة المتحدة تنتظر نشر هذا المخطط لتدرسه بالتفصيل
ومعلوم أن المملكة المتحدة تصوت لصالح لائحة اللجنة الرابعة لتصفية الإستعمار كما كان الحال في أكتوبر 2006 . وسبق أن أكدت الخارجية البريطانية دعمها لحل سياسي "في إطار الأمم المتحدة يكفل حق تقرير الشعب الصحراوي" لمصيره وذلك إنسجاما مع السعي البريطاني للإمتثال إلى الشرعية الدولية التي تريد لندن أن تكون تلعب دورا رياديا فيها.(واص