برلين (المانيا)، 30 يونيو 2024 (واص) - شهدت العديد من المدن الالمانية في الأيام الأخيرة حملة تضامنية واسعة مع القضية الصحراوية من خلال تنظيم وتنشيط مجموعة من الفعاليات السياسية والثقافية والاكاديمية للتعريف بالنضال المشروع للشعب الصحراوي وكفاحه المشروع في سبيل الحرية والاستقلال.
واحتضنت في هذا السياق، دار الثقافة والفنون "بويغا هاوس" بمدينة لايبزيغ شرق ألمانيا، قبل أيام، أمسية ثقافية حول تاريخ المقاومة والكفاح ضد الاستعمار الأجنبي بالصحراء الغربية. نشطتها كل من ممثلية جبهة البوليساريو بألمانيا والحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي. حيث قدم مساعد الممثلة بألمانيا، الأخ الصالح سيد البشير، محاضرة حول "الأبعاد التقدمية" في مسيرة جبهة البوليساريو، بعد خمسين عاما على تأسيسها.
كما نظمت البعثة الصحراوية بألمانيا، مساء الاثنين الماضي، جلسة نقاش سياسي حول كفاح الشعب الصحراوي. وذلك بمقر المقهى الثقافي "أ انفو كافي" بمنطقة كرويتسبيرغ بالعاصمة برلين وبحضور جمع غفير من المهتمين والنشطاء والطلبة.
مساعد ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، الصالح سيد البشير، قدم عرضا بذات الامسية حول الأسباب التي دفعت الى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم 10 ماي 1973، مبرزا الأسباب التي عجلت بتأسيس حركة التحرر الوطني الصحراوي، منها الداخلي، كردة الفعل الدموية العنيفة التي واجهت بها الإدارة الإسبانية مطالب المتظاهرين المدنيين الصحراويين في انتفاضة الزملة التاريخية، يوم 17 يونيو 1970، ورفض السلطات الاستعمارية تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 1514 (د-15) لعام 1960، الذي يعتبر العمود الفقري لعقيدة الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار ومنح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة من خلال ممارسة حقها في تقرير المصير.، وأسباب خارجية، تمثلت في صعود المد التحرري في دول الجوار وعموم القارة الافريقية.
وذكًر الدبلوماسي الصحراوي بأهم المنجزات التي حققتها الجبهة في فترة وجيزة، حيث تكرست شرعيتها ممثلا وحيدا لشعب الصحراء الغربية، ونجاحها في التأسيس للوحدة الوطنية والتأسيس للتحالفات الكبرى مع القوى التقدمية في إفريقيا والعالم. علاوة على منجز الإعلان عن قيام الجمهورية الصحراوية بعد انسحاب آخر جندي اسباني من الإقليم يوم 27 فبراير 1996 وبناء دولة على أسس المساواة والعدالة الاجتماعية ومناهضة الاستعمار والتضامن.
وخلال ذات الأمسية، التي تخللتها جلسة تقديم الشاي الصحراوي الأصيل، كان لمجموعة "الخيمة" للتضامن فرصة لتقديم التاريخ والثقافة الصحراوية عبر مشروع "كفى انتظارا: قصة النضال الصحراوي" للقصص المصورة، والذي يقدم، بأسلوب تربوي بسيط، مختلف الأبعاد التاريخية، السياسية، الحقوقية لنضال الشعب الصحراوي ومقاومته الباسلة في سبيل نيل حقوقه المشروعة في تقرير المصير والاستقلال.
مثلما شهدت جامعة فرايبورغ، جنوب غربي ألمانيا، ,والتي تعد من أعرق الجامعات بألمانيا بتعداد أكثر من 24.000 طالب من 100 جنسية، يوم الأربعاء تنظيم محاضرة بعنوان: "الصحراء الغربية: صفحة التحرر العالقة في سجل تصفية الاستعمار". من تقديم البعثة الصحراوية بألمانيا.
وشهد "مخيم العودة" الطلابي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بذات الجامعة، يوم الخميس، عرض الفيلم الوثائقي "أبِيات: قصة نساء على خط المواجهة بالصحراء الغربية"، الذي يعتبر شهادة حية حول العنف الهمجي الذي تعاني منه المرأة الصحراوية بالأرض المحتلة على يد الأجهزة البوليسية للاحتلال المغربي، كما يصور الفيلم بإحترافية عالية صلابة و إرادة وعزيمة النساء الصحراويات في سبيل كفاحهن التحرري من أجل الاستقلال واستعادة سيادة أراضيهن وجلاء الاحتلال المغربي العسكري عنها أمام وحشية تلك الانتهاكات وقسوة الظلم وخطر النسيان.
وبعد عرض الفيلم الوثائقي قدم، مساعد ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، عرضا موجزا عن تاريخ الكفاح التحرري للشعب الصحراوي. مؤكدا على الموقف المبدئي لجبهة البوليساريو في دعم حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق أمام جرائم وعدوان الاحتلال الصهيوني، الشريك للاحتلال المغربي في حرب الإبادة في الصحراء الغربية.
مثلما شهد يوم أمس الجمعة عقد الاجتماع الدوري لمجموعة "الخيمة" للتضامن ببرلين، بحضور البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا. حيث استعرض الاجتماع أبرز الأنشطة والأحداث التي تم تنظيمها من قبل المجموعة خلال العام الجاري 2024 وأبرز المحطات المقبلة، التي ستشهد تنظيم معارض فوتوغرافية، عرض افلام وثائقية، برمجة حفلات موسيقية ومهرجانات ثقافية.
جدير بالذكر أن الهدف الرئيسي من تنظيم تلك الفعاليات الثقافية والسياسية يكمن في تسليط الضوء أكثر على القضية الصحراوية، بما يساهم في تقريب المجتمع الألماني من التعرف على واقع شعب الصحراء الغربية ونضاله في سبيل نيل حقوقه المصانة، بنص القانون الدولي، في الحرية والاستقلال.(واص
)